|
معرفات التواصل |
![]() |
|
أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا . |
![]() |
|
أدوات الموضوع
![]() |
انواع عرض الموضوع
![]() |
![]() |
#1 |
|
الهنوف الخالدي بشكل أو بآخر . هذه الجينه أقتسمها لي القدر من جينات مشابه لأخوتي الذكور ولاكِنها تنقصُ المكملّات كونُها جزئيه أنثويه متواضعه من ظهر أبيّ . لاأعلم كيف جئت إلى هنا - لم يكن أن يخبرني أحداً كيف كانت البدايه الأولى - الإيمان بالوجود الألهي وحسب - هذا قول الجينات المكتمله من البشر في شرح آية ٍ تكوين الأجنه في القرآن - كتاب الله ومعجزة محمد - نبييّ - فليسامحهم الله على جهالتهم -على يقين تام بأن البدايه ليست إفتعال كبريّت - ثمةُ مفاجئه كبيره في الخفاء . مفاجئه من شيء مختلف لاأجيد التكهُن بوجودها - الآن - هناك شبه بدايه تاريخيه في ذاكرتيّ المذبذبه - الملامح في البذرةُ لم تعد واضحه - متغلغله في تربه رأسي لم أستطع الدهس عليها بشده . ينقصني الماء الأبيض . الماء الذي لا لِ أحدٍ أن يصدق أنه مهين . مبتذل - وهو سر وجودنا - رغبتنا الحمقاء - يالِ حقارتكِ ياإنسان . يالِ حقارتك في عيني الان وأنا منكْ كائناً لا أتكون إلا من ضلعك الأعوج . قد تكُون الهيئه الأنسانيه التي أرادتني بها الضلع الأعوج " أمي " أن أجيء - إليهم - هي هيئة تكونت بمحض الصدفه. أو أنه حلم ٌ كان يراودها مّذ طفولتها في بيتٍ كبير يحوي على اطفال مزعجون وزوجاً مزارعاً . أوعلى الأرجح أنها التقت بي في عالم بعيد . عالم من نسج الروحانيّات وتألفنّا أجساداً . وبعثت الأرواح إلى عوالم مختلفه . وجائت روح أمي في يوم ٍ جميل لم تشرق الشمس فيه وداعبت طفلة ً في مهدها أجملُ من خلقتي , وقبضت على يديها أمنيه - وكان الله يسمعُها - بِأن يهبها روحاً منسوخةً كما روحي التي لم تجدها مذُ ذالك الحين . كان الله يُصغي لها في كونه .أنا أثق أن الله لم يخذل إيمانها في تلك اللحظه . وقدّر كل شيء قبل أن يعرج صوتها إليه - وقبل أن تغادرهذا العالم الكبير - لإجل أن تدعني وحدي بكل شجاعه ألاعب العالم بأطراف ضفيرتي - هذا مايبدو ليّ ظاهراً في مجيئي خلسة ً من كريات أبي الساكِنه - ثمةُ حقائق لاأعيها بشكلٍ تام في هذا الفراغ المهيب الذي أرغمني إلى اللجوء في فضاءه المليء بفقاعات صابون - ملونه - هذه الفضائات مبهمه لاأجد لها مجموعة حلول ممكنه قد تحققني من الحقيقه . والتي عييّت بالبحث عنها في عمري العشريّن ولم أجدُ من يدلني على خيطاً سماوياً . لما كل هذا يحدث دون إرادتي ؟ أنه من المفترض أن مسيرةُ الخطوات الواثقه إلى حيث تريد يكون خلالك لا برغبة ِ الآخرين . أنها الأراده في الأقدام الجازِم . حتى وأن كانت النهايه هاويه محققه في نفسِك . الأهم أنها ممثلةً بحواسِك . أيَّاً كان . عالماً مجهولاً أوطريقاً هوائياً أو ليكن هروباً بائساً من اللهيب خلفك . أمّا عني أنا دفعتُ إلى خطى مليئة ً بالفقاعات لم تكن بأرادتي . كنتُ في عالم آخر أجمل من هذه المتسخات . بداية تكويني الرائعه والسبات الطويل الذي يقارب السنين الضوئيه البعيده . كانت حقبة لن ينقلها التاريخ الأرعن لأحد سواي, ولاكل الكتب القديمه قد تحويها - بصدق كما أرويها الآن - . انها مُر/ حله تجعلني أشكر الله عليها دائماً - كزمان ٍ لن تعود به الخُطى إلى الوراء أبداً . كحلم ُ أشد على يديه وينسحب بخفةِ الهواء من فميّ , كما كل الأشياء المستحيله في هذا العالم - الملون بالفراغ - . أتذكر جيداً أني لم أتذمر من فقراتُ الظهر التي كانت لها وقعُ تكويني الأول . وفي حبلها الشوكي الذي شدني إلى سلم الموت المحتم . إلى عالماً متحرك من الهُلاميّات . ورغماً عن هذه الحقيقه - لم أتذمر من القادم المستاء مني حالياً - مايؤرقني حينما أطل بوجه شيخي حتى هذه اللحظه كيف له أن يدفعني إلى الحياة برغبته دون أذن ٍ مني؟ النائمون لالِ أحد ٍ أن يوقظهم رغماً عنهم كما فعل هو بإيقاظي في الخفاء - رغماً عن حُرمةِ سبُاتيّ - قدمنيّ العالم - أبي - لنبضٍ مشابه ليّ و سلمتُ أمري لله ذاهبة ً إلى مشيمتِها . رجوتُها بما آوتيت من ضعف أن تدعني أكمل سباتي بين أحشائها - كانت الأجواء تعمّ بالطمأنينه أكثر من تلك الفقرات المتصلبه . كنت أشعر برائحه الصلاه - وتناهيدها من خلف المؤذن - وجلجلة الصحون - لكنها لم تكن لتوقظني بل على العكس تماما . كانت انغام موسيقى كلاسكيه . تهدهدني إلى المنام في كل ليله التحفٌ بالأحلام الورديه الصغيره والمنتهية الصلاحيه خلال مدة ً قصيره , في غمر كل هذا السكُون المستتب لم تتحملني أطلاقاً بعد إنتهاء أقامتي . كان هناك أمراً قوياً جعلها تظهرني للعالم في الآونه الاخيره . كنت أخشى أن تذعن للعالم وتطلقني مسرحة ً للمّاره بلا عنان . وفعلتها أمي . أمي الوحيده التي أقسمت في بطنها أنها لن تخذلني . اخرجتني منها بوهن . وكادت أن تموت عرقاً . من أجليّ - ركلتها حينها بضعف . أملاً أن تبقني مدة ً أطول . كالأحلام الليليه المشرده تركع للشجر أن تنام على أكتاف أغصانها . ولكنها الحياة يامجنونه . لاتدوم في التاسعة مابعد اليقظه أبداً - الأهم من كل هذا أنني جئت لقلب أمي ذاتُ 17 ربيعاً - خريفاً آخر - . لم يكن الهواء اللاذع الذي لفحني هو المفترق الأول . والذي كان متأهباً لانفصالنا كلياً عن بعضنا - كانت هناك معالم لأمي موثقة على السرير . قرأتها خلسةً قبل أن أنتشل من أزقةِ أوردتها - هناك أسماً طويلاً لها . ورسومات على ارض بيضاء بلون اسود - بعد 20 عاماً ادركتُ أنها مسمى أميّ الذي فصلني عنها مبتورةً من الرأس حتى القدمان - من المؤكد أنها جائت قبلي وأسموها رغما عنها على إسم أم أبيها - وأرغمونا على الأنفصال بمسميات وعشائر مختلفه - ولكنها تحبني أكثر من أيَّ شيء يمكن أن يخبره الحب في الأسماء . أنفصلنا بوقع ٍ مؤلم لم يزل زائراُ مكروهاُ في ذاكرتي بميلاد 1998 , وكانت آخر شرائط النهايه قصت على يدي ممرضه آسيويه في مشفى متواضع في قريتنا الصغيره . حملها الوجع - أمي - إلى ركن ٌ قصي من الزمن لتضعني في آخر رحلة ً جمعتنا سوياً . هل بكيت حينها ؟ ربما لم ينغزني الشيطان كما يفعل بالأناث الآخريات - لم يرى شيئاً من قطعة لحم نائمه قد تكون لعنة عليه في إيقاظها . فأوكلها هو الآخر لشياطين آخرين في ممرات مقبله - حتى هو تخلى عنيّ هذا الأحمق - على حد قول أمي كنتُ نائمه في أول لحظه أذن لي الأله السباحه في هذه التيارات الغريبه . لقفتني الاصابع من تحت امي وعيني لم تزل نائمه - مغمضه - مسدولة ً أهدابي الضئيله عن سلاطة الكهرباء فوق دائره رأس تفوقني طولاً مهولا ً - جاء الهواء متبختراُ يداعبني بمزيج ٍ من منظفات المشفى وعرق الممرضه الفاتك - شحذتُ جريان دميّ ان يصدر سيلاً منهمراُ من النبضات وأعلنت البكاء أخيراً كغثاء أول من هذه البيئه الغاشمه . بكيت بتواصل وكأنني لم أًصدق صوتيّ . احببتُ رنتي في البكاء . التواصل بهذا النفس دفعني لأطلاق مابوسعي من السعرات الصوتيه في وجه هذه الكائنه المشدودة الملامح وبأنف ٍ أفطس كبير قد سرق مني الهواء لبضع ثوان -حتى كنت سأختنق - وهي تضحك كالبلهاء في وجهي . أشتممتُ رائحة امي والتي لم أتنبأ بوجهها الصغير كمفاجئه أوكلتها إلى القادم القريب . رحتُ أطلق اهتزازت اصابعي نحو جثة هامده ملقاة على سرير اصفر في حالةٍ ترثى لها . وكحدس أول لم يخطئ كان حدسي بأنها هي . أنها أمي التي تهاكلت من أجلي ببساله حتى أكون الان بين نهديها ألقم ماشئت من الماء. لم يكن أحداً يستوعب هذا النداء . لم يشفع لي دمهُا الباقي على جلدتي أيّ وسيله في العوده . لتقصى بذالك تلك الجثه في مكاناً آخر خلال ثوان . كبدايه جديه أن أتولى أمريّ مذُ هذه اللحظه : بدونها .
التعديل الأخير تم بواسطة عطْرٌ وَ جَنَّة ; 05-03-2010 الساعة 06:10 AM. |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 | ||
|
اتعلمين ياصديقتي : بـأني اليوم في أشد حالاتي تيها ً ! وكأنك مع هذا الوقت تضامنتي كي تعتـّقي الـ ذنوب أكثر / وأكثر ........ ليست كل شيء : لأن لي عودة حين اقدر على الأخذ و العطاء .
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
ولوج الى عالم التكوين الأبدي استمتعت بسرده كثيرا رغة التناغم الفلسفي والنقمة الأنثوية به
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالناصر الأسلمي ; 04-04-2010 الساعة 12:03 AM. |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
قرأت العنوان والسطر الأول من النص .. ليس لديّ الرغبه في أن أكمل والسبب يعود لـ نفَسي القصير في القراءه هذه اللحظه .. راق لي المطلع ولا أعلم مايخبى ْ هذا النص لاحقا ً .. ربما سأعود هنا لأكمل ماشدّني .
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 | ||
|
هُم همْهمه! هيه : هَذا النًص فَقَط للعُقلاء مِن الجِن
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#6 | ||
|
حين أقرأ لهذه الثائرة الهنوف الخالدي يتضاعف يقيني بأن الثورة قادمة !
ليست ثورة على حكم أو إنقلاب عسكري معين أو غضباً يخصّ الطبيعة بل ثورة من نوعٍ آخر .. أكثر يقيناً ، أكثر تحيزاً ، وأكثر صخباً .. هنا أودّ لو أفقد الذاكرة تماماً في لحظة استجلاب فكري فخم الملامح .. هنا ليس إعلاناً عن حالة ولادة تحدث كل ساعة بل عن ولادة كاتبة لا يشقّ لها غبار ولا تستعظم عليها فكرة معاصرة ولا أخرى ناقمة ولا بعيدة خاصة .. رائعة كدرر ..
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
|
- طالما احتدمت " ريما ذات الخمس سنوات " و ثرثرت كثيراً بأقصوصات البجعات الثلاث أو الراعي أو بائعة الكبريت لهانس كريستيان أندرسن الكاتب الخرافي ، و طالما تبادلت معها " البندري " بحماسٍ القصص لتقرأها لها والدتها إذ أنها لم تتعلم القراءة حينها .. كُنت أنا " شوق ذات الخمس سنوات " لا أجدني في تلك الثنايا بيد أنني ألفتها كثيراً لإجترارها من قبل أمي قبل كل نوم .. تساءلت أكثر كيف أتيت وَ كيف تكونت .. و ما الإختلاف بيني و بين أشقائي ..؟ ألطمت مزاج مدرساتي كلهن بهذه الأسئلة ليمطرنني بأسئلة اعتدتها بالمنزل وَ التلفزيون .. و غيره ..و بعد أن كبرت قليلاً و درست إنشطار الخلايا و كيف تتحد الكروموسومات لتقرر ذكراً أو أنثى .. قطفت أولى شذرات الراحة و كُنس رماد الظلام الذي كان يفقأ عيني اليسرى بالذات .. و مع رواية عالم صوفي لجاردر وجدتني لأفقدني بين سطورها و أفقد مُتعة أحاديث صديقاتي ريما و البندري .. أتعلمين يا صديقة .. الإرادة فينا مخزنّة كطاقة داخلية ، حتى بالرغم من الحتمية التي تأتي بأوضاع مساقة بترتيب حتمي إلاّ أننا لسنا مسيرون و بهذا القدر مِنْ الخنوع للقدر .. نؤمن به وفقاً لعقيدتنا التي جعلت هذا الإيمان بالقدر من شروط الإيمان ، وهم الحرية الذي يقبع في قلوبنا هو جميل حقيقة ..لأنه يأملّنا أننا سنكسر هذه الأطواق الحتمية من حولنا ، و لا أنكر وجود الحتمية بيد أنني ولدت و تكونت بماهية ، و أنتِ ولدّت و تكونتِ بماهية مغايرة و غيرنا الكثيرات ممن ولدن و تكونن بماهيات آخرى في الصين و الولايات المتحدة أو أنتاركتيكا حتى : ) ( يبدو أني شطحت بأنتاركتيكا ههه) .. الحتمية لها درجات و مدراس مختلفة و لعل الأفضل منها ما كان بشحذ الهمم للتغلب علىْ الأوضاع الحتمية ، و لا يمكن أن يفعّل وجودنا في الحياة و لا أن يتميز وجودنا ذاته بالمعنى والقيمة ما لم ندرك أننا أحرار... ولن يبرح الإنسان وضعه الحياتي و المعيشي أو يسعى لتطويره بالعلم أولاً ما لم يشاهد هذه الحرية تفعل في ذاته قبل أي شيء آخر ، وما لم يتخلَّ ايضاً عن مفهوم الحتمية التي تجعل حياته جحيماً لا يطاق واستسلاماً وخضوعاً لا يليق بكيانه. ربما هناك بعض المسلمّات التي تساعد المرء على تبني الحتمية سواءا أكانت الطبيعية التي ورثها الإنسان من الطبيعة أو قد تكون مسلمّات وراثية سببها الإنسان لنفسه في أقداره الماضية و الأهم من ذا و ذاك المسلمات المتعلقة بالنشأة و العقيدة و التعليم و و .. و ربما رواسب الحياة الحالية التي تقعرت في الإنسان بعد خيبة أو نصر أو وضع راهن مستقر فكل تلك المسلمّات تساعده على تبني الحتمية و يجب عليه الانعتاق منها ليحيا في الوعي الكوني و يصنع قراراته بعد أن يكنس رفات القدرية أو الجبرية و ربما يتشبث بالذرائعية أيضاً . ماهيّة هيئتنا و وجوديتنا و حتى اسمائنا المنتقاة و كيف تحددت دون أن يكون لنا أدنى إختيار مِنْ الأسئلة التي ناقشتها صوفي كثيراً في عالم صوفي .. الهنوف وجدتكِ هُنا عقلية هيجلية تصفقين للفلسفة وَ تغضين الطرف كثيراً عن السخرية اللاذعة و التي تتميزين بها كثيراً .. جداً باذخة جداً واقعية جداً كانسة لطيات الجمود و المنقول .. ليحيا المعقول و لنرتدي إجهاد الذهن و إعمال العقل لا غير ![]() ![]() .
|
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة
|