,
كثيرون من يُقلِبونّ الحنِينّ فوقّ رؤوسهم معها تبَنعِثُ الذكرىْ ..
يلوكونها ثُم يقتاتونّ على فُتاتِ حُبّ !
كَحُبك الذيّ داهمنِيّ كجثةٍ هامِدة تمتَصُ خريرِ الحُبّ من جَسديّ
و تصنعُ منها غواية .. تُغربّ فيها وطنِيّ و تنفينيّ من حدودِ الأُمنِيات البريئاتّ
إلى مسالكٍ وعِرّة تَمُدّ إليَّ أبوابّ الرحيل كفوفها !
أتأمَلّ كفِيّ جَيداً ؛ كأني أرآها لأولِ مره .. يتشكَلُ وجهك بينها
و أبكينيّ لا أنتّ .. أبكيّ طفوليتي لا تشريدكّ أيايّ !
أتعلم ، أنا صبية سيئة جِداً ، صَنعتُ منكّ ماءً وهواءّ .. حدائِقٌ كثيراتّ ،
ألحانٌ لا تُجيدّ التسكع إلا لأجلكّ و أصابع عشرة لا تَضُم عداكّ !
نعم صبية سيئة تُخبأ غرغرينة الفقد و تُطبقّ فاهِ الحُزنّ
الـذي منحنِيّ تذاكرْ الوجع .. حتى تهجرنِيّ دون عودة .. !
,
عادةً الأشياء الجمِيلة متَوغِلة بعمقّ تخَنقُنا فكيف بِتلك الذاكِرة الهشة !
إن كُنتّ تركِضُ خلف النسيانّ ،فكأنك كما الـذي ينفخُ بقنِينة مثقوبة من الأسفلّ ،
كُلما حاولّ جاهِداً رتقها بإصبعه أنفلت من جدِيدّ و عادّ محاولاً !!
كَ أنا هُنا أُحاول جاهِدة تَقلِيدُ إجاباتُكّ / فلسفتك قبل أن تَخنُقنِيّ البحه و أعاودّ أرتِدائك من جدِيدّ !
ألم أخبُرك قبلاً إنكّ الرجُلّ الوحِيد الذيّ تتسربلُ لأجلهُ الأُمنِياتّ ، و ينبثق معه رائِحة النور و الصباحّ !
و أنكّ الرجل الوحيدّ الذي أُنجِبُ الأُحلام بحضرته ،
و أنكّ تخطَيتّ العبور بذاكَرتِيّ بل أصبحتُ الكونّ أجمعْ و أنا !
كان من الجمِيلّ أن تسألنِيّ غيابكّ بطريقة لطِيفة عوضاً عن أن تزُجّ بيّ دوائر الغياب
و تتركنِيّ ألوكّ حكايانا .. وحديّ !
أطفو فوق ذاكرتِيّ و الجروحّ تُرتِلُ أيات الشوق ، و أتلوىْ / أتلوى ألماً .. حُبا و حنِيناً !
ماذا لو فتقنا ذاكرتنا و حاولنا رتقها ببعضُ كلماتٍ تَجر أذيال الكبرياء ،
و أشرنا نحنُ قادِرون على خلق النهاياتِ السعيدة !
ماذا لو توفِيّ الأنهيارّ بسقفِ أنوفنا و نحنُ عُطاشىْ البُكاءْ !
ماذا لو أدرنا العدسة للأمام ولا نلتفِتُ للخَلفِ بعَينٍ دامِعة أبداً !
ماذا لو انحنىْ رأسُ الوجع مُطأطِأً بأنهُ ثمة سعادة لا أقوىْ على مُحاذاتهَا !
ماذا لو خفَت الأنِين و زجّ الليل بحنانِيكّ ، احتضنت رأسيّ ..
قبلتّ حَلقُ الأمانِيّ بقبلة يتِيمة وهمستّ أن أكبريّ أمامِيّ !!
ماذا لو بللنا الشَوقْ، و كفَينا تَلعَبُ لعبة الظمأُ بين بعضيها ثُم نعودّ
ونبحثُ عن أصَابعنا ك وطنٍ آخرْ !
ماذا لو تلاقحّ حُبنا ، تموسقّ إنتظارنا ، تعرتّ أمانِينا و امتزج عبير التوليبّ بعينيكّ
العسليتين وكنت أنتَ و أنا !
هُنا اصحو كَ عادتِيّ أهذيّ لكتَفِ الأغانِيّ الـ تُهدهد وشوشتيّ
بكّ مُدغدِغة عتباتِ الحنينّ !
حتى صباحاتيّ باتت هزِيلة الضوء آيله للتلاشيّ ..
وليليّ نائِحُ الغُربة ينهشُ بقِعرِ ذاكرتيّ لِـ يخلُقك فيّ من جديدّ !
أنتّ في أحلاميّ قابِلٌ للتمددّ سبعون شِبراً .. و غير قابلّ للنَسيانّ ولو بقدرِ
دمعه !
أوآآهٍ .. لقدريّ !
ألم أقل لك مسبقا أني صبية سيئة لا تُجِيدّ سِوى لعق ذاكرتها
لـ تمحو الحُزن اللزحّ و تُشبع جوع الفقدّ الذي تركهُ غيابكّ !
و كَ غيثٍ أول ,
لأرواحكم 