|
معرفات التواصل |
![]() |
|
أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ . |
![]() |
|
أدوات الموضوع
![]() |
انواع عرض الموضوع
![]() |
![]() |
#1 | ||
|
(( المشاهد و المقاصد )) " معرفةُ العلَّة أشرف من معرفة المعلول " الفيلسوف الكندي في حياتنا نعيش في اختلافاتٍ في المُحَصَّلاتِ و تنوعاتٍ في المُدرَكات ، و باختلافها كان اختلافٌ في تعاملات الأشخاصِ فيما بينهم ، أدى ذلك الاختلاف في الأُسُسِ إلى اختلافٍ في المُعْطيات ، لأنَّ المعارفَ أولها تصوراتٌ و آخرُها مَلَكاتٌ ، و صحةُ الملَكَةِ بصحةِ التصوُّر ، التصوُّرُ نقطةُ البَدْءِ في إدراكِ المعرفة ، فرعاية صحته من الأهمية بمكانٍ و إلا سرى الخللُ لسائر أجزاءِ المعرفة . المعارفُ تحملُ مقاصِد يقفُ العارفُ عليها ، و يُدرك حقيقتها ، تلك المقاصد جوهرُ المعرفة و غايتها ، و قيمة المعرفة بما فيها من المقاصد ، و بقدر التفاوت في المقاصد و متعلَّقاتها يكون قَدْرها ، و لا يعرف الشخص المقاصد إلا من خلال وقوفه على المشاهد ، و المشاهد إشارات لتلك الغايات و وسائلُ موصلة ، فهي كالتصورِ و المقاصد كالمَلَكةِ ، لأنَّ المَلَكةَ المعرفية هي تملُّكٌ لمقاصد المعرفة بتملُّكِ زمامِ فهمها . المشاهد مداخلُ يَلِجُ منها المعرفيُّ للمقاصد ، فليست مُنتهى المراد و لا غاية المقصود ، حيث الغاية الوقوفُ على المقاصد و ما تحويه ، و اعتبارُ المشاهدِ كما المقاصدِ خللٌ في البُنية المعرفية ، و عدم إدراكٍ للغائيَّةِ من المعارف . يكتفي كثيرٌ من المشتغلين بالمعارفِ بالوقوفِ على أطلال المشاهد ، و المشاهد ليست إلا صوراً و أشكالاً و لا بقاءَ لها و لا حقيقة ، و يكون اعتناؤهم و تصرفهم مبنيٌّ على ما تُمليه تلك المشاهد و ما يقتبسونه من مَدِّ ظِلِّها ، و ظلُّ المشاهد قصيرٌ سريع الزوال . و الوقوفُ على المشاهدِ يُورِثُ الواقِفَ ملاحظةَ الرموزِ دون الاشتغالِ بفكِّها ، فالمعارفُ مكامنٌ لأسرارٍ مصونةً بالترميزِ ، فلا يصلُ إلى أسرارها إلا من عرفَ كيف يحُلَّ الرموزَ التي بها يُتَوصَّلُ إلى الأسرار ، و لا تُعطيه سوى ملاحظةِ صورة المعلومات ، و لا تُعطيه تعمُّقاً في إدراكِ ما وراءها ، و تُشغلُه بالجزئياتِ و الصغائرِ عن الكُلَّيَّاتِ و الكبائرِ ، و تجعلُ نظرَه غائباً عن البراهين المعرفية و تربطه ببهتانِ البرهان ، و المعارفُ لا تقوم إلا بالبراهين و البراهينُ قاطعة و البهاتين واضعة ، و تُعْمِلُه في البحثِ في رعايةِ المعلولاتِ و إهمالِ العِلَلِ ، فما تُعطيه للشخصِ ليسَ إلا تعطيلاً لجوهرية العقل ، و تجميداً لحركته ، و مِن بعدُ إزالةٌ لوظيفته و قيمته ، و تجعلُ صاحبها ليسَ إلا نُسْخةً بشريةً من معلومةٍ ذهنية ، فلا قيمةَ له و لا منزلة حيثُ كان نُسْخةً زائدةً من معلومة . فلا يُستغرَبُ من أهل المشاهد المعرفية أن يُحْدِثوا تناحرُاً بينهم ، لوقوفهم على الرسومِ و الصوَرِ للمعارفِ ، فكلُّ ينتصرُ لصورتِه التي رآها ، و عجبُها أنهم يفنون بفنائها ، و يذهبون بذهابهم ، فلا يدومُ إلا ما كان معنى و مقصداً جوهرياً ، و عَدلُ المشاهِد أنها تبدأ بإفناءِ أهلها قبل فنائها . أما المقاصد فهي أرقى ما تكون بالشخصِ ، و من لاحظَ المعارفَ ليقفَ على المقاصِد و لِيَصِلَ إليها سيكون سعيُهُ في أسمى ما يكون ، فيعرفُ كيفَ يُوظِّفُ المعلومةَ لِتُكَوِّنَ معرفةً ، و يعتني بالكليَّاتِ من خلال استعمال الجزئياتِ استعمالاً لائقاً ، و تنقلُه إلى التعمُّقِ في مداركِ العللِ و الأسبابِ ليُعمِلَ توظيفَ في الأحوال المناسبة ، فعقلُ المقاصدي يُنتجُ في الانتهاضِ المعرفي ، و يجيد مواكبةَ زمانه و معطياتِهِ . تلك النُّقْلَةُ المقاصدية في المعارفِ تجعلُ الشخصَ منشغلاً بالقيمة المعرفية و مدى جودتها فيأخذ بها دون نظرٍ منه في مصدرها ، لأنَّ ميزانَ المعارفِ يَزِنُ القِيَمَة لا القائم ، و هذه أسرارُ بقاءِ المعارفِ الباقية من العصورِ الغابرة ، أما لو كان المقاصديُّ مشتغلاً بالقائمين بالمعارفِ لكان تقويم المعارفِ مبنياً على قوة التواصلِ بين الذاتين ، و تغيبُ جوهرية المعارف ، فلا يُذكرُ بين المقاصديين ضربٌ فكريٌّ و إنما حوارٌ بنائيٌّ و مناظراتٌ مقاصدية ، يُدلي الكلُّ ببرهانِه و حُجَّته ، فإنْ كان توافُقٌ بِجمعٍ و إلا بقيَ مقصدان مُبرهنانِ . لجوهريةِ المقاصدية في المعرفة كان العُسْرُ في وضعِ تعريفٍ لها ، و أكثرُ ما كان موضوعاً أوصافٌ و نُعوتٌ ، لتكونَ محلاً لفتحِ آفاقٍ أكبرَ ، و لو وُضِعَ لها تعريفٌ متواضَعٌ عليه بين الناسِ لكان قانوناً يتحاكمُ إليه القاصرون في النظرة المعرفية ، فكلٌّ يضعُ ما لقيَ من حالِ المعرفةِ ، و يصفُ جمالَها و حُسْنها ، لأنَّ المقاصد تحملُ المعاني و المعاني لا نفادَ لها لأن العقلَ لا حدَّ ينتهي إليه ، و المشاهدُ مبانٍ و جمالُ المبنى كُلٌّ يراه و يُبصرُه و ينتهي بِحدِّ العينِ ، و فرقٌ بين عين الرأس و عين القلبِ . في كلِّ زمانٍ يحتاجُ أهلُه إلى مَن يُنقِّبُ في المقاصد للمعارفِ و يقفُ على أسرارها ، فهي الوظيفة الباقية و المعينُ الثَّرُّ ، و تنقيبُ المعارفِ لتحقيق المقاصد باكتمالِ التكوينة المعرفية ، فالمعارفُ مترابطةٌ فيما بينها ، و ترابُطها في مقاصدها لا في مشاهدها ، فالترابُط المعرفي تتكوَّنُ لدينا منظومةً متكاملةً متواصلة في المقاصد . في غيابِ الترابُط المعرفي بُليَتْ المعارفُ و الباحثون في تحصيلها بالمشتغلين بالرسومِ دون الفهوم ، و القائمين في رعاية المشاهد على إهمال المقاصد ، و التغنِّي بالرموزِ على غَيْبَةِ المرموز ، فكان التخلُّفُ تشرُّفاً ، و الاعوِجاجُ منهاجاً ، و الصورةُ حقيقةً ، و لا بناءَ للقيمةِ المعرفية إلا باتخاذِ المشاهدِ وسائلَ للمقاصد ، و هذه وظيفةُ أهل المعارفِ في كلِّ زمنٍ ، فلا بقاءَ إلا لأهلِ المقاصِد مهما كانوا ففي بقائهم بقاءٌ للمعارفِ و أهل المقاصِد مشاهدٌ للمقاصِد ، فليَكنْ المشهدُ مُوصِلاً للمقصَد ليُوْقَف على المعارفِ حقيقةً . عبد الله العُتَيِّق
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
عبدالله العتيق
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 | ||
|
: أرى بأنّ المعرفة هي الأمُّ للمشاهدِ و المقاصد , إذ أنّ المَشاهدَ وسيلة و المقاصدَ ليستَ منتهى الغايات , فالغايةُ الوصولُ إلى المعرفة الحقّة و التّواصلِ بها مع الفكرِ في عقولِ الآخرين , و تبادلِ الفهمِ الّذي يؤدّي حينها بالنّهوضِ بالكمِّ المعرفيّ للكلّ . اذن فالمشاهدُ بداية و المقاصدُ ليست النّهاية إنّما هي بدايةٌ أخرى لطريقٍ أوسع و أكمل , و ما اعتناءُ البعضِ بالمشاهدِ و اهمالهم المقاصد , إلا خطأٌ لا يقعُ فيهِ إلا من ظنَّ أنّه بلغ المقاصدَ الكُبرى للأمور و اكتفى بقناعٍ مطاطيٍّ يحجبُ عنهُ ضوءَ المعرفة . : الأستاذ عبد الله العتيّق : نحنُ معكَ دوماً على موعدٍ مع أناقةِ الفكرِ و رقيِّ الحوار .. شُكراً تليقُ بك .
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#4 | |||
|
عبد الله العتيق ... أهلاً بك أستاذي الكريم ... اسمح لي بعد أن أعلق مقالك في أعلى القسم أن أعلق على بعض نقاطه التي وقفت عندها كثيراً : هناك معارف ما ورائية لا يمكن أن يقف عند مقاصدها / غاياتها أي عقل لا بمشاهد ولا بتصورٍ لها و لا بالوقوف حتى على أطلالها ... اقتباس:
كيف يمكن لأحد ما أن يتجاوز أطلال المشاهد ؟ وهل هي وقفٌ على أحد أم موهبةٌ لا تتأتى لأي أحد ؟ أليس في ذلك تحجير لواسع ؟ اقتباس:
هو بذلك أخل بتوازن مبتداه إلى غير منتهى و أفسد كل ما كان قد أعطته إياه قدرته على الوصول إلى المقاصد ... اقتباس:
إن وكل الأمر لغير أهله فتلك آفة الآفات ..
عبد الله العتيق ... و لأن مقالك تجاوز المشاهد لمقاصدها فشرفٌ لنا أن نقف عند حدود المشاهد ... مودتي ..
التعديل الأخير تم بواسطة حمد الرحيمي ; 07-23-2008 الساعة 02:00 PM. |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
#5 | |||
|
اقتباس:
الراقي : قايد الحربي . المشاهدُ تُحيلُ إلى بَعضٍ مقاصدٍ ، فهي مدخلٌ إليها . لمرورك دوماً انتعاشةُ حرفٍ بربيعِ معناك .. عبد الله
|
|||
![]() |
![]() |
![]() |
#6 | |||
|
اقتباس:
الراقية / منال عبد الرحمن . نتفقُ ، جميعاً ، فيما ذكرتيه ، المعرفةُ تُعطينا شيئاً يَعمرُ الإنسان و الأرضَ ، و يُحقِّقُ المصالح ، و يدفع المساوئَ ، و هذه هي المقاصِد . فالمعرفةُ تُوقفنا و تعرفنا على المقاصِد ، لأنها ثمرة لها ، و أما المشاهد فهي رموزٌ و صُورٌ . جميلٌ مرورك ، و تعليقك بَهيٌّ أنالني أُفقاً في الطرحِ ، فلك الشكرُ مديداً . عبد الله
|
|||
![]() |
![]() |
![]() |
#7 | |||
|
اقتباس:
الراقي / حمد الرحيمي . مِنْ مُعلَّقاتِ الوداد تعليقُ الشكرِ على كعبة الإجلالِ لك ، ليكون القلبُ و العين دائمَي النظر إليه حين تطوافهما حول اسمك إليه ينظرون . _ المعارفُ الـ / ما ورائية ، لها مقاصِد و غاياتُ ، لأنها ستكشفُ لنا أثراً في الانتهاضِ بالوظيفة المعرفية ، و التي امتاز بها الإنسانُ ، في عمارة الأرضِ حين كان خليفة . _ مجاوزة الأطلالِ لا يعني إهمالها ، بل يعني التعمُّقُ في البحثِ حتى نُدرَكَ المقصَد من تلك المعرفة ، أو من ذاك الكوني ، فالوقوف و الاستقرارُ على مدخل منجم الذهبِ خطوة مرفوضٌ و عيبٌ ، لأنَّ الجوهرَ من ذلك الوصولُ إلى المقصدِ و هو الذهب ، و لو دخل المنجم و لم يأخذ الذهب لكان ضرباً من جنون ، فالكونُ ذهبٌ ، المعارفُ مناجمه ، و المشاهد مداخله ، و لا يحظى بالكنزِ إلا من لقيَ الخريطة الدالَّةَ ، و لا تتحصَّلُ إلا لمن نقَّبَ في الكونِ عن سر الوصول . _ في تبادل المعارفِ ، في المناظرات ، حين يكون همُّ الواحد الإيقاع بالآخرِ ، يكونونَ قد تجاوزوا لُبَّ المبادلةِ و مقصدها ، و هو التكوين المعرفي ، إلى مشهدها و هو الشخصُ . كم أكون مغموراً بسعادةٍ حين أراك مارَّاً ، و خطُّكَ قارَّاً ، و معناكَ سارَّاً ، فلك مُعلَّقٌ الشكرُ دوماً .. عبد الله
|
|||
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
|
ألا ترى أنها دائرة واحدة لايمكن اختراقهافالعلة لم تظهر إلا بعد أن شكا ذلك المعتل
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة
|