اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العـنود ناصر بن حميد
هذا الفنجان مختلف
كأنه يودعني
ويخبرني انه بغيابي سيُقلب
أو ربما
سيُركن في أقصى البعد
سيصاحب الظل
وسيعلو محياه الغبار
سيُشاهد المارة في الشوارع يهرولون للمقاهي القريبة
يحملون معهم
صحفهم
همومهم
ابتسامتهم
ضجرهم
أحلامهم
الكثير منهم
سيرمقهم بتعب وربما بشيء من العتب
ربما ستفاجئه الدمعه
لكنه سيكون أقوى
فلن يستسلم للبكاء
فقط
سيصاحب الظل
وسيتذكر
كل من مروا من هنا
ارتشفوا فناجينهم
وبقيت رائحتهم خلفهم
تكتب فوق المناضد
هنا كان فنجان قهوة
يشارككم بكل حميمية
قلوبكم
همومكم
شفاهكم
وابتسامتكم الصغيرة
|
*
رائحة فنجان القهوة
رشوةٌ مباحه
تنتزع منا ابتسامة
و توقظ الكثير من الأحلام
كيف لا
وأنت
تعودتي أن تقدمي لنا الأفضل
كل الأشياء تأتينا كنخب أول !!
فنجاننا كما نحبك وأكثر
حين يكون الحديث عنك يا عنود
تتغير ملامح الأشياء
تغدو أجمل وأجمل
أحيانا
رائحة القهوة ألذ كثيراً من مذاقها
أدمنا تلك اللحظات الخاصة
فحين تكتمل بصوت فيروز
وذكرياتك
حتماً سيكون لليل شأن آخر
تستقبلنا القهوة بترحاب كبير
تُقبل عبوس ليلتنا السابقة
تمطرنا بأسئلة صامتة
فـ نتأوه بتعب
.
.
وفي لحظة مشاركة
تمد أذرعة حرارتها الداخلية
لنتصاعد معاً
هناك
نتوقف عن التفكير
كانت كلماتك تلك تعبر للقلب
تفسح الدروب الضيقة للنور
تبني فسحة جديدة وتترك النوافذ مفتوحة
ياعنود
نصحو ونحن على أمل
نخترع أمنيات
نخلقها من العدم
تأتي مكتظة بتساؤل قديم
الا يزال بالقلب مساحة لإنتظار ؟!
ونردد نعم مازال
نعم مازال
مازال
في حزننا
حاضرة قهوتكِ
..
في غضبنا
اندلقت قهوتكِ
..
في فرحنا
رقصت قهوتكِ
..
وفي حبنا
تبتسمت قهوتكِ
نحن وأنتِ
كصحبة لانفترق
نتحدث بصمت
نقطع دقائق المساء
بهدوءنرتشفك
وترتشفينا
وحدك
تهبين للأشياء قيمتها
ورونقها
وإبتسامتها
.
.
وبدون قطعة سكر !!
عنود
مُحبط
أن تمر الأيام هكذا
ويفقد الصباح نكهة حديثك
لعثمة تصريحك بالتعب
هذيانك المحبب عن كل شيء.. وأي شيء
عن مغامراتك الصغيرة
وحكايات الماضي
أحلام الطريق الصامت
مواويل السهر
قهوتك السوداء
خبرتك الطويلة في صنعها بإتقان
كل شيء
كل شيء
مُحبط هذا الصباح .. وأكثر
و
لم يُعد يهم
عدد قطع السكر
عدد الفناجين
عدد ليالي السهر
أيام الحنين
لم يُعد يهم !!
مساءً
كانت الأشياء تناديلك
تبي تنعم بقنديلك
مساءً
ماتت الأشياء
تناديلك !!
قيل الكثير
لم تعد الكلمات تُجدي
لم يعد الانتظار مهم
بالأمس
كانت القهوة تحمل تاريخنا
نعم تاريخنا
انتصاراتنا وهزائمنا
خوفنا
غضبنا /هدوئنا
محبتنا
اشتياقينا
غيرتنا
لامبالاتنا
لكن
القهوة لم تعد هي القهوة
الفنجان صامت
ولا رائحة للبن /للأيام
قيل الكثير
ولم تعد الكلمات تُجدي!!
هزيلة هي الكلمات
وباردة ٌ جداً
كـ فنجان لم يمس !!
صنع القهوة كان متعة
إرتشافها أيضاً كان متعة
حديث الليل
صمت السهر
الكلام الذي يهرب منّا
ويعود فجأة
ليذكرنا
بأن الوقت يجب أن نسرقه
ولا ننتظر
المساء الذي لا يأتي بك
هو مساء ناقص
ونحن نغتابك كل ليلة
منذ أن كانت الكتابة .. كتابة
ونحن نرتشفكِ مع كل حرف
هكذا تكونين أقرب
وأقرب
وأقرب
ومازال فنجان قهوتكِ ساخناً
هاهي رائحة الحب والوفاء والشوق والحنين
تعبق به
ساخناً جداً
بكِ
بنا
به
بها
بهم
لن يُقلب في غيابك
ولن يُركن أقصى البُعد
ولن يصاحب الظل أبداُ
ولن يعلو محياه الغبار
فـ
هنا كان فنجان قهوة
يشاركنا بكل حميمية
قلوبنا
همومنا
شفاهنا
وابتسامتنا الصغيرة
.
،
عنود
هذا الارتباك سببه القلب
هذه اللهفة التي تشدني من يدي سببها القلب أيضاً
كُنت هنا
اقصد أنا الآن هنا
أنظر لكِ
أتنفسكِ
أتأمل فناجينكِ
وبصدق أكثر أقرأ ملامحكِ
ودونما أدري وجدتني ابتسم
منذ متى لم أتذوق هذه الابتسامة؟!
لم أعد أذكر ولكنه أمر غير مهم
غير مهم أبداً
صديقتي الطيبة
كل شيء ينتظرك
فنجانك .. هدوءك
ولم يتبقى سوى
فنحان آخر
ونتمرجح .. بكفوف الريح !!
*
* ماجاء بين النجمتين أعلاه كتبته العنود
وجاء بـ بتصرف مني بـ لون غيابها الرمادي.
وماجاء باللون الأحمر كان أشتياقي لها
.
.