شكرا على الرسالة المحنية الخجولة
الندية المبلولة ،،
الهدية المقبولة ..
وصل بريدك امس
ما أجمل بريدك
وخط ايدك الموغل بأقصى سرعته
وحدة نصله
لأقصى ذبوله ..
شكرا لبردك الحراّق
وريحة وردك
وسطورك في المقدمة ..
الله ... كم كانت رقيقة
واضحة
شفافة
ومتسامحة جدا كأنك " مي زيادة "
" تحتمي من هذي الوحشه باسم جبران "
أو تعيدين الرسالة الأنشودة :
المنقولة ..
قريتك مْن اول حروفك المتلعقة فيها تناهيدك وانتي تكتبين
وريحة وردك العالق على الاوراق
كنتي تنـبتيـن اكثر على رمل السطور " فراق " !
ياليتك عبرتي لارتعاش اصابعي
وهي تقرا الكلام وتعبر لآخر سطر
او شفتي المشتاق
تنضح روحه لحد انفلات خيوطها المجدولة ..
وكيف يصير من كلمة :
بحر
مراكب
اشرعة
عشـاق !
غابة ، بألوانها الخلابة
وقطعة سحابة ،
نجوم ،
ومدى واسع ،
اغاني تبتسم لافاضت الاحداق ..
واهتزت عناقيد العنب
ومال من احتباس الآه :
نعناعه وزيتونه ،
وتينه وسنابله وغصونه ..
ولملم بيادر لهفته بعيونه
ونما محصوله ..
ومن كلمة :
يجف فـ داخله نهره ويطفي صبحه البـَّراق
ولا يطيق أحَّـد ولا ينطاق !!
ونجومه تدلت من سرير الحلم
يعبث باحتمالات الحياة ،
وخطوته متكسّرة
ولايمكن لأيْ من المفاجآت البكر
في مفترق هالعمر
ما تقدر تشيله من حطب أيامه
وتعيش روحه في رحيله الممدود
ونفس حموله حموله ..
كنت المس الاوراق
الاكثر من انيقة ،
ناعمة
متناغمة
وجمر حروفها فاخر
وصدري نفسه المنذور للنار :
المباخر !
والكثير من اكثري طافي
مثل لوحة قديمة باهتة مقطوعة الاطراف
فوق جدارها الزاخر !
وحيدة
شاحبة
مخذولة ..
كنتي جميلة
فاتنة
شقية تحب الشعّر
تجمع خياله ، وتجمح مع خيوله ..
تقوله بطريقة اقرب للخيال العالق بطفولتنا
ولا نسيناه ، ونسينا كيف كنا نطوله ..
ولا سمعت بكل حياة الشعر ،
او شعر الحياة
او صوت ما
او صوت ماء يزمزم الدنيا مثل ماكانت
ابتسامتها
تطيـّر من زوياها الفراش
ويجتمع فيها
وتجمع روحها حوله ..
وهي مشغولة تغني مع الشاعر
وتركض في مطر روحه
مثل عصفورة ٍ مبلولة ..
تجمع على دريشة الظلما النهار
وتضحك :
في أمان
من المكان
من الزمان
وكانت : مذهلة
مذهولة ..
قريت في صوتك رعاش انفاسك
تمادي فاسك بأغصان روحي والشجر :
يطيح من طوله ..
واحساسك المهزوز
قرع اجراسك
احتباسك
يوم جف
( الحاء ) حزن
و
و طاحت ( الباء )
وتكدس الرمل وملا كراسك
وتعالي نبرتك بين السطور
اذا ما رفرفت مثل الحياة
بكل ماتعني بوضوح ايامها المجهولة ..
استعيدك من جيوب الذاكرة :
أزيدك من نبيذك
اقرا من مزيدك :
ارتباكك
التردد
الحزم
امنياتك بالسعادة
فلسفة : ( فهم العلاقة في تحضـّر ، وهدوء )
وكنت امارس التحضر
واحتفل في شمعتين
اعيد اهم اللي نسيتي تكتبين :
- البرد يغرس في خواصرنا السكاكين
- الدفا يزرع حياة اثنين !!
- الخريف : اشجارنا المشلولة ..
شكرا على الحروف بكل ما تعنيه اغانيها
معانيها
أنين الحانها
اوتارها المرمية بْـلا ذاكرة
المقام الخالي :
الطنين في الكرد
الصبا الحزين
انينه في نهاوندنه
وفي نوتاته المرمية
المقتولة !
رسالتك : جفت بأول قطرتين الحبر
لما سالتك !!
ويا كثر الكلام الواقف بشباك روحي
مستكين بعشه
وما كنت ابي اطيـّره وأقوله !
الفاتح ابوابه بوجه الريح
من ذهوله ..
مؤمن بقلبه
كافر بما يذبح طيوره
ويطعمها نسور الهم
في سهوله ..
شكرا على مامات مني
منك
مننا
الحي الوحيد بكلنا
الــ : من لنا ؟
الــ : من بنا ؟
الــ : من هدم ؟
وهذا اللي حصل :
واللي وصل يا : مي
في رسالتك
معقولة ؟!