
مـراقي الرُّوح...
عاينَ الضوء أوراقي فأرّقني
هل تحملُ النجوى أقلّ من كلماتٍ ممسوسة ألقيها على قلبِ القلب
فيرتدُّ غريقاً ؟!
لم أعدْ أجدُني في احتمالات الممكن ولا غياهب المستحيل .
كأنني عزفٌ نحيييييل ذابَ في حنجرة ناي ،أو ذوْب مقلة تجمرت حنيناً .
نادراً ما يُسمَع خفقيَ السرّي كشاهد على الحياة !
منذ متى وأنا أجوبُ مفازات الأرواح ، الأصوات ، العيون ، القلوب ، النوايا..
لم أتعهد ببعضي لهم .. كما لم أجد منسأتي في طريقهم ، ولم ألمح ضوءاً في بريقهم .
كنت أرخي السمع لاحتفاءات قلبي بنور شهودكَ كلما أسرجتُ حبّة من سُبحاتِ ذكركَ .
كلما انعطفت روحي خضوعاً لقدرتك .
طويَ المكانُ وانطفأ الزمن على تخوم تشوفي لبهاء أسرار المعنى !
عند باب الحقيقة خلعتُ أناي وأسلمتُ واستسلمت ..
في حضرة تجليكَ تلاشيت .
في بحار جودكَ فقدتُ صدفات سؤالي ..
كلما انثنيتُ في مقام الاتّضاع والتضرّع ، وذويتُ في مقعد الانفراد والتعرّض ..
زادني التأمل في خلوة الجمال انبهاراً .. وببهجة الكُلِّ والذات الفضيلة صلةً واتصالاً .
واحتواني ما جنيتُ من قطوفُ روضة الأبرار.. ورفعني إلى مقام العبديّة .. فسترتُ نفسي ببراقع الجهل والتسليم ، وفتحتُ أبوابَ قلبي لأستقي المعرفة صافية صِرفة من كُنهِ كون الله ومُظْهِر معجزاته الحاضر في قاب قوسين أو أدنى .. طَلْعة الأُنْسِ مؤمَّل الإنْسِ عينُ العيون وقلبُ القلوب الحبيب المحبوب .
ربما يجدر بي أن أكشفَ لجلال سلطانكَ عن آخرة شوقي !
عن لذة عبوري لضفة المعنى
منشدهٌ " قلبي "بالجمال ياسيدي..!
قرّبْني إليك زلفى
وامحو البيْن بيني وبين حضرتك.
واسقني غيث الرضى
من علياء أجمل صفاتك
ومتعني بأنْعُمِ حقيقةِ معرفتك
حتى لايبقى مني سوى قلبٌ سليم
مُقِرٌّ بربوبيَّتك .
* لينا شيخو..
تم النشر في "العربي اليوم" المصرية
ك ت ب المصرية
طريق القوم العراقية.
ومواقع أخرى ..
ـــــــــ