عندما يكون الشاعر صوت غيره ومنبرا لأحزان
يستحق لقب شاعر الإنسانية ،
اللحظة التي ينسى فيها نفسه ويستيقظ فيه
الإلتحام الروحاني الذي هو الشعور بألالام غيره
ويعبر عن قضايا المظلومين ويُظهر ما قد يخفيه الشاعر نفسه،
فاتن كنتِ هنا إنسان ذاق الفجيعة والفقد ، كنتِ هنا إنسانة وإبنة
مرهفة الحس يا شاعرة وأثبتِ لا يمكن الاستغناء عن الشعور في الشعر ،
مطلع القصيدة لصورة فنية مكتز فيها الحزن يُسافر جمركِ في زمني وجعا اخضرا
الجمر هُنا النار التي في داخل الفاقد ، التي إتقدت بسبب فقده لغاليته ،
فأصبحت دواخله جمرات بسبب الحزن ،
وهذا الجمر يسافر في عمره وجعا أخضر ، الوصف الاخضر للوجع يدل
ان حزنه دائم الخضرة وفيه الحياة ، تماما كإخضرار الطبيعة ،
يصف قلبه بالكسيح اي الذي فقد مقدرة السير بمفردة
فبقي حبيس كرسيه او سريره ، اي إعتل قلبه بعد الفقد فما عاد مثلما
كانت على قيد الحياة ،
وَيُسافِرُ جَمْرُكِ في زَمَني وَجَعًا أخْضَرًا
يُرخي صَمْتَ المُروجِ عَلى
عُشْبِ قَلْبي الكَسيحِ
يبعثرني في صداه ويفتح في رئتي زهرة عابسة والكلام هنا تابعا للموت
يفتح هذا الموت في الرئة زهرة عابسة ( في بادئ الأمر ظننت تابعه للوجع )
اي حتى الرئة ما عادت تستنشق كل ما هو جميل وصحي ،
يُبَعْثِرُني
في صَداهُ يُفَتِّحُ
في
رِئَتَيَّ الرَّدى
زَهْرةً عابِسَهْ
وهنا نرى مشهدا أخر
الأن الفعل ات من الموت فهذا الموت يُخرج
من ظلنا بُرعما ناعساً ، وهذا الموت يستبيح
الفراغ العميق الممدد ما بين أنفاسنا والسؤال المرابط
في نسمة عابرة ، سؤال مرابط في نسمة عابرة
وكل فاقد يا عزيزتي خرج منه هذا السؤال ، لِما يا إلهي ؟
وربما الفراغ العميق هو الذي نشعر به بعد الفقد ،
فتراه فراغا عميقا عميق ، ولا يقدر بمساحة ،
يَخْرُجُ المَوْتُ مِنْ ظِلِّنا
بُرْعُمًا ناعِسًا
يَسْتَبيحُ الفراغَ العَميقَ المُسَجّى ما بَيْنَ
أنْفاسِنا
والسُّؤالِ المُرابِطِ في
نَسْمَةٍ عابِرَهْ
برغم الألم الكبير والحزن الأكبر يا فاتن إلا أنني
وجدتُ أسلوب فاق التصورات في إيصال الشعور الصادق
كما هو ،رحم الله الفقيدة واسكنها الله جنانه وألهم الشاعر جميل داري
الصبر والسلوان ،