![]() |
بعثرة
كانت هذه القصيدة ثمرة بعثرة ألمي بين سطور حملت الألم في نصّ لأستاذي جميل داري بعنوان:حبيبتي ما زالت نائمة والذي رثا به زوجته. لم أُرِدْ تعكيرَ صفوِ خلوةِ حزنِهِ لكنّ شوكَ الألمِ المتبعثرِ هُنا، لمْ يشَأْ لي المرورَ، دونَ أنْ يعتصرَ ليمونَ قلبِي رحمها الله وأودعها في جِنانه يُسافِرُ جَمْرُكِ في زَمَني وَجَعًا أخْضَرًا وَصَمْتُ المُروجِ عَلى عُشْبِ قَلْبي الكَسيحِ يُبَعْثِرُني في صَداهُ يُفَتِّحُ في رِئَتَيَّ الرَّدى زَهْرةً عابِسَهْ نَما المَوْتُ مِنْ ظِلِّنا بُرْعُمًا ناعِسًا يَسْتَبيحُ الفراغَ العَميقَ المُسَجّى بِأنْفاسِنا والسُّؤالِ المُرابِطِ في دَمِنا لَنْ تَشيخَ المُنى فالرّبيعُ الّذي قَدْ غَفا فَوْقَ ريشِ عَصافيرِنا قَد سَعى لاحتِواءِ الشّموسِ التي أزْهَرَتْ فَوقَ جَفْنِ الغُروبِ يَشيدُ عَلى كَفِّنا رَبْوَةً تُنْبِتُ الأُمْنِياتِ تَمُرُّ القَصيدَةُ في عُمْرِنا دَيْمَةً فتُرَوّي النُّفوسَ تُفَجِّرُ في قَحْلِها كُوَّةً تَغْرِسُ الفَجْرَ فيها لِتَنْبُتَ مِنْ عودِهِ الأغْنِياتِ جَرى الحُلمُ في نَبضِنا فتَّ أوْجاعَنا دسّها في رِياحِ التَمّني لِتَحْمِلَهُ إبْرَةً تَرْتِقُ الشّرْخَ في بُرْدَةِ الأمْسِياتِ سَرى الشَّوْقُ في ضِلْعِ نَجْوايَ يَقْطِفُني نَجْمَةً تَعْشَقُ الغَوْصَ في بَحْرِ عَيْنَيْكِ يا طِفْلَتي وَيُمَرِّغُ ضَوْئِيَ خَدَّيْهِ في تُرْبَةِ الهَمْسِ فَوْقَ النّجيعِ يَمُرُّ الطّريقُ بأبْيَضِنا جامِعًا صَمْتَنا في يَدَيْهِ وِشاحًا رَقيقًا يُلَفِّعُ طِفْلَ الغِيابِ بِهِ غارِقٌ في مَدايَ كَذاكَ الصّباحِ المُحاصَرِ ما بَيْنَ أُمْنِيَةٍ أخْفِيَتْ في شِفاهِ الحَنينِ إلَيْكِ وَما بَيْنَ قيثارَةٍ مِنْ جَوًى تَعْزِفُ البُعْدَ عَنْكِ نَوًى جَذْرُهُ غائِرٌ في دِمايَ سَيُسْكَبُ مِنْ دَنِّ هذا الفَناءِ مَزاميرُ تَوْقٍ لِرَشْفِ الحَياةِ تَلُمُّ حَصاكِ مِنَ الذِّكْرِياتِ يَدُقُّ الفِراقُ مَساميرَهُ في يَدَيِّ انبِلاجِكِ يا مُهْجَتي صَلْبُ هذا النّقاءِ على حائِطِ الفَقْدِ يَمْتَزُّ كَيْنونَتي فاِنهَضي حُلْوَتي وانْفِضي عَنْكِ هذا الصّليبَِ دَعي مِنْ يَدَيْكِ الرّدى وامتَطي سَرْجَ خَفْقٍ وَليدٍ |
لحرف الحزن عنفوان
يعبث بمكنون مشاعرنا كلما شهق الالم منتظراََ املاََ كان من الآفلين زفرة مسموعة انطقت الحرف الآه مؤازرة للروح مرثية اعتلت الافق منددة بالفقد ومواسية لوجعه المميت شكرا شاعرتنا المبدعة \ فاتن على كل هذا الغدق المبدع رغم شجنه مودتي والياسمين \..:35: |
اقتباس:
ممتنّة لهذا التّواصل الرّاقي محبّتي |
فاتن مساؤك الفرح على نياط قلب كليم ترنحت شهقات الوجع أجمل ما في الشاعر هو أن يتماهى مع إحساس الآخرين فيكون هُم ويكتب بلون وطعم أحاسيسهم قصيدة حوراء نجلاء دام سحر بيانك مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف |
عندما يكون الشاعر صوت غيره ومنبرا لأحزان يستحق لقب شاعر الإنسانية ، اللحظة التي ينسى فيها نفسه ويستيقظ فيه الإلتحام الروحاني الذي هو الشعور بألالام غيره ويعبر عن قضايا المظلومين ويُظهر ما قد يخفيه الشاعر نفسه، فاتن كنتِ هنا إنسان ذاق الفجيعة والفقد ، كنتِ هنا إنسانة وإبنة مرهفة الحس يا شاعرة وأثبتِ لا يمكن الاستغناء عن الشعور في الشعر ، مطلع القصيدة لصورة فنية مكتز فيها الحزن يُسافر جمركِ في زمني وجعا اخضرا الجمر هُنا النار التي في داخل الفاقد ، التي إتقدت بسبب فقده لغاليته ، فأصبحت دواخله جمرات بسبب الحزن ، وهذا الجمر يسافر في عمره وجعا أخضر ، الوصف الاخضر للوجع يدل ان حزنه دائم الخضرة وفيه الحياة ، تماما كإخضرار الطبيعة ، يصف قلبه بالكسيح اي الذي فقد مقدرة السير بمفردة فبقي حبيس كرسيه او سريره ، اي إعتل قلبه بعد الفقد فما عاد مثلما كانت على قيد الحياة ، وَيُسافِرُ جَمْرُكِ في زَمَني وَجَعًا أخْضَرًا يُرخي صَمْتَ المُروجِ عَلى عُشْبِ قَلْبي الكَسيحِ يبعثرني في صداه ويفتح في رئتي زهرة عابسة والكلام هنا تابعا للموت يفتح هذا الموت في الرئة زهرة عابسة ( في بادئ الأمر ظننت تابعه للوجع ) اي حتى الرئة ما عادت تستنشق كل ما هو جميل وصحي ، يُبَعْثِرُني في صَداهُ يُفَتِّحُ في رِئَتَيَّ الرَّدى زَهْرةً عابِسَهْ وهنا نرى مشهدا أخر الأن الفعل ات من الموت فهذا الموت يُخرج من ظلنا بُرعما ناعساً ، وهذا الموت يستبيح الفراغ العميق الممدد ما بين أنفاسنا والسؤال المرابط في نسمة عابرة ، سؤال مرابط في نسمة عابرة وكل فاقد يا عزيزتي خرج منه هذا السؤال ، لِما يا إلهي ؟ وربما الفراغ العميق هو الذي نشعر به بعد الفقد ، فتراه فراغا عميقا عميق ، ولا يقدر بمساحة ، يَخْرُجُ المَوْتُ مِنْ ظِلِّنا بُرْعُمًا ناعِسًا يَسْتَبيحُ الفراغَ العَميقَ المُسَجّى ما بَيْنَ أنْفاسِنا والسُّؤالِ المُرابِطِ في نَسْمَةٍ عابِرَهْ برغم الألم الكبير والحزن الأكبر يا فاتن إلا أنني وجدتُ أسلوب فاق التصورات في إيصال الشعور الصادق كما هو ،رحم الله الفقيدة واسكنها الله جنانه وألهم الشاعر جميل داري الصبر والسلوان ، |
اقتباس:
دام بهاء حضورك |
اقتباس:
ما أروع ما تضفينه من جمال أينما حلّ قلمك السّاحر غاليتي بك ازدادت صفحاتي نورا شكرا بحجم كون يتّسع لجمال روحك |
كل ما سأقوله وبصدق :
فاتن دراوشة .. شاعرة مذهلة تجيد صهيل الوجع في بيادر الشعر فلا نملك أمام أصداء هذا الصهيل إلا أن نصغي لصوت الشعر في أعذب ابجديته الناغمة دمت بقلب سعيد |
الساعة الآن 03:28 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.