|
معرفات التواصل |
![]() |
|
أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا . |
![]() |
|
أدوات الموضوع
![]() |
انواع عرض الموضوع
![]() |
![]() |
#1 |
|
![]() من السهل علينا صنع كوب قهوة ، فحواه بُن مشاعرنا ، وبه قطعاً من سُكر احاسيسنا التي نقلبها بملعقة حياتنا .. كوب محفوف بدخانٍ دافئ ، وصحيفتي اليومية التي اهوى قراءتها ، وأنغام موسيقى شاعرية كانت تلتحف الأجواء .. أحادث الـ أنا سراً ، ممسكاً بتلكَ الملعقة الذهبية ومقلباً لسكرٍ بدأ بالذوبان في قهوتي ، اقرأ عناوين الصحيفة بإقتدار ، منتقلاً ببصري إلى تفاصيل عنوانٍ مثير رغم أن المحتوى تّفرغ من الإثارة .. بدأت حينها بـ لملمة اوراقي ، منغمساً بمرافئ ذكرياتٍ كانت ومازالت من أجمل ماعشته يوماً ، تّشكلت في جعبتي كـ سكراتٍ مؤلمة ، أسوارها احتوت على أشواك البرشومي ، ذلك الذي كانت تستلذ به جدتي كثيراً .. اتضور جوعاً ، وليس في حوزتي سوى كوب قهوة و قطع من السكر قد ماتت مغموسة ، وأنا مازلت أتذكر لحظاتي التي صاحبت ذلك العنوان المثير ذو التفاصيل الباهتة ، لماذا تصحبنا اللحظات القديمة الى منازلٍ لم نزرها من قبل ؟ ولماذا كلما نحاول الهرب نجد أنفسنا تعود من حيث هربت ؟ كنت أقول لنفسي دائماً ، لماذا نشرب القهوة بوضعٍ ساخن ونشرب الماء زلالاً بارد لكي نستلذ بهما ؟ اختلفت طرق اللذة بإختلاف الشراب ووضعيته ، وإن قمنا بتبديل الأدوار ولو لـِ لَحظاتٍ قليلة ، لوجدنا بأن الكأس سيصاب بلعنة الوحدة ، حيث لا أحد يود شربه ولا حتى التفكير بتغيير وضعيته لكي يستصيغه .. وجدت توقيعاً فوق مكتبي وبجواره وردة قد ذبلت ، سحبت ذلك التوقيع بهدوء شديد ، وبتلك الوضعية بدأ فتات الورد بالتناثر .. أرجوه كثيراً بأن يبقى ، بأن لا يرحل بفتاتٍ تافه يمتزج ذرات الهواء فيختفي أبد الدهر وإن شاء محبيه .. حاولت مصالحة الوردة فـ بدأت يداي بتحريك الورقة وإعادتها إلى ماكانت عليه سابقاً ، بدأت الضحكة ترتسم شفتيّ ظناً مني بأنها قد رضت عني .. ولكن .... ! تناثرت تماماً ولم يبقى من معالمها شيء ، ارتشفت حينها رشفةً من ذلك الكوب وهو بقمة سخونته غضباً ، بدأت شفتيّ بالإحمرار وبدأت بـِ عّضها ندماً .. حاولت الإسراع لقراءة الورقة المختومة بذلك التوقيع ، فوجدت حروفاً قد لا تُفهم من الوهلة الاولى لقراءتها ، بها الكثير من التشابك الذي يخدع البصر وكأن كاتبها لا ينوي ايصال الفكرة بسهولة .. ولحُسن حظي استَطعت الآن قراءة كلمة تكونت من أربعة أحرف ، لم يتواجد المعنى لها في قواميسي يوماً ، بل حاولت قراءتها بأكثر من إتجاه لعّلي قد أجد سراً قد اختبئ خلفها .. كانت الكلمة تُقارب هيكلة اسمي ، أتت بوزن فاعل ، وتّمت كتابتها بخطٍ عامودي على غرار تلك الرسالة التي كانت تحوي صورة كرزةٍ خلفيةً لها .. لم أجزم إلى الآن بأنني المقصود ، وبدأت بإرتشاف القهوة على مهل ، رغم أن الألم قد اجتَاح شفتيّ ، وبدأت بالتمعن بالورقة مرةً اخرى .. فـجأة ... ! بَدأت أعصاب يديّ بالإرتجاف ، وبدأت خلايا عقلي بالإستشعار كاملةً ، وبدأت بتذكر حروفٍ قد تُليت عليّ يوماً .. بعض الهدايا .. لن نعرف قيمتها إلا اذا ذبلت تَضاربت حِبَال أفكَاري ، وبدأت خيوط شبكتي بالتوجه لمرسلٍ واحد كان بالحسبان حينها ، كان يضع في التوقيع رمزاً صغيراً ، يميل بشكله إلى فراشةٍ منزوعة الجناحين ، وتوقيعٍ أشبّه بطفلٍ عابث لا يجيد كتابة اسمه .. هل يُعقل بأن المُرسل تّعمد إرسال رسالتهِ .. بوقتٍ سيعلم بأني لن أنظر لها إلا بعدما أن تذبل الوردة المرافقة لها ؟ رفعت كوب قهوتي بهدوء وعُدت للشرب بـ عمق ، كـ عمق تلك الأسئلة التي بدأت تتضارب في رأسي ، و معدل نبضات القلب الذي بدأ بالتزايد وكأني امتطي ارجوحةً تدور حول محورها بسرعة 120 كم في الساعة .. الأسئلة تتزايد ، وكوب القهوة شارف على الإنتهاء ، والساعة تشير الآن الى السادسة توتراً وخمساً وعشرين ترقباً .. اصبح مذاق القهوة مُحلى بالسكر الذي سكن قعرها ، حيث بدأت بالبرود كما هي الأجواء من حولي ، وارتشفتها رشفةً كاملة لأضع جميع مكوناتها تحت رحمة حاسة التذوق لديّ .. لا شَيئ الآن .. سِوى كوبٍ فارغ وشفتين اكتست أحمر التوت و فتات وردٍ انكفئ على عاقبيه ، وصحيفة حملت تاريخ الأمس وكنت اقرأها بيومٍ قد بردت به ! قد أعانق كوباً آخر ، بإعتناق صحيفةٍ بها عناوين مثيرة وتفاصيل أكثر إثارة بعالمٍ أصبح بغالب أمره خَاوياً من كوب قهوةٍ مارس الصدق مع ما يحتويه ! ذاتَ مسَاءٍ سَحيق .. عنوَان ليلَتهِ تلكَ الصَحيفَة !
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 | ||
|
م0 ماجد محمد
علمت اني بحضرة حرفك ساقف لحظات صمت امام هدوء نبضك امام ورقة مبللة بحضور راقي شكرا لصباحك المشرق
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 | ||
|
التعديل الأخير تم بواسطة السندريلا ; 06-21-2008 الساعة 05:50 AM. |
||
![]() |
![]() |
![]() |
#6 | ||
|
بعض الهدايا
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
|
وبكل غرابة نحن لانتعلم أن اليوم في طريقه ليصبح الأمس بل ننتظر رحيله لنقف ونبكي
التعديل الأخير تم بواسطة نورا إسماعيل ; 06-21-2008 الساعة 08:34 AM. |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
|
وَ كَأَن الهَدَايَا كَـ قهْوَتُك .. ، مَا عُرفَت لذّتُهَا إلا وَقتَ الذُبُولْ / الانتِهَاء .. كَما عُرِفَ طَعمُ السُكَر فِي قَعرِ الكَوْبْ .. ـــ مَـاجِد ، تَتهافَتُ رَغبَاتُ القِراءَة دَوماً بِـ قُدوم ِالنُورِ / حَرفُكْ .. مُتَوَشِحاً مِن اللُغَةِ قَبَسَ فِتنَة .. تَقديرٌ لا ينْتِهِي (f)
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة
|