أتسمع العشرق؟
همساً تنادي به الأشجار
لثنائي يعشق
نغماً بين الأشجار
ليحتضنا النهار فجراً
بعدما طال بهما الإنتظار.
مدّ يدك إليّ
لا تجزع
أطراف أصابع كفيّ
ستتجه للأعلى
تلامس الضباب
أدعوك لتشاركني.
البالية لن يبلي إلا بي
فأنا أغيّر منه كيفما أشعر
هكذا أنا لا قانون يجبرني
غير الفِطرة
أتقبل؟
لا تقترب لبرهة.
سأغني بك
انت تعزف بي
لا تقلق
لا تغرق
إلا ساعة الصفر
حينها لا مفر عليك أن تُشرق.
جميل هذا الفجر
بداية عام
بداية عمر
يوم مولدي
كنت وحيده
اليوم فقط غريبة.
جميل هذا الفجر
بداية عام
بداية عمر ... ماذا قلت؟
نعم هو يوم مولدي
يوم تفتحتُ به ... ماذا قلت؟
نعم اليوم انكمشتُ إليك!!
ما أجمل النهار
ما أجمل الأنهار
ما أجمل وجهك حينما ينهار
بحثاً بداخلي
ويعود منتصراً
بإفتخار.
لنبدأ الخطوات
نحو الآخر..
ما أن تقترب
سأبتعد..
هكذا تتضح صورة الواقع
المغلوب على أمره.
البعض يعتقد
أنه منكسر
و هو مكسور بالفتحة
ليس إلا..
ما بك ألا تعترف؟!
لا يهم.
خطواتنا على أطراف أصابع القدم
تماماً لنمثل الحذر
عينايا يسكنهما العسل
تستطيع أن تبحر بهما
لتصل لمرفأ مستقل
بشئ من الغزل.
شذى الياسمين
و الفراشات
والندى
و نسيم رقراق
يهمس راقصاً
بي.
خطوة و أخرى
أتراجع
تتراجع
خطوة و أخرى
تحملني الفراشات
وتحلّق بي بعيداً عنك.
تتوشحني الغيوم
تمرجحني خيوط الفجر
تسكرني نظرتك
فتغطيني الفراشات
ويبدأ العزف الثنائي
ليوم مولدي.
لحظه الميلاد
ماهي بلحظة
كل لحظة تسكنني
حياة أخرى
أتنفس بها
رحيقاً مختلف.
كم لحظة بقيت بقربي؟
كم لحظة سكنتني؟
كم لحظة استنشقت عطري؟
كم لحظة شعرت بي؟
كم لحظة عزفت معي عزفاً ثنائياً؟!
هكذا لحظة مولدي.
أيها العابر خلالي
أتدري ما حلّ بي؟
بنيت حطامي
فأزهرت أشجاني
و أشرق الفجر من خلالي
معلناً الحياة.
يازمناً يجترّ كياني
يا بحراً من الأماني
يا نهراً ينقي روحي
كفاك عبثاً بي
فاضت أدمعي
فأغرقت أجفاني.
الفجر لا يلد أنثى
الفجر حالة مخاض ليل
تشهق الشمس بعدها
فيرتجف سكون الكون
ساكباً صخب العتمة
على مشارف الحياة.
يرتجف السكون بداخلي
مع زقزقة بلبل
وتشدو دموع شموعي
فتحترق فراشاتي
وتنثر روحي رذاذاً
فتزهر أغصان الأشجار بأحرفي.
سأرتشف قهوتي ببابك
تحت شرفتك
من خلال ظلالك
فوق عشب حديقتك
المبلل بندى ظلي
المنبعث من نافذتك.
عندما أنطفئ
سأترك صدى قلبي
بحنجرة بلبل
رافقني ذات فجر
وسأخبره بألا يلتقط
غير ضوء الفجر.
يا فجراً لآح بخيالي
حين انكسار الشمس
وانطفاء الليل
وملحمة الظلام
وظلمة الروح
كولادة بكر.
تتراقص الشموع دموعاً
ولا تنطفئ
و تشدو البلابل لحناً
لا ينبعث
إلا من حناجر
فجر مولدي.
سكت الليل
ولآحت نحو الأفق
آثار أقدامي
خطى خلف ستار الفجر
نوراً مندثر
بماء الزهر.
همساً يذوب نور الفجر
بكوب قهوة عاجيّ
أقدمه لك
بيوم مولدي
حيث تفتح أبواب قلبي
لعام منصرم.
هكذا يُذاب عام
بولادة فجر
و بكاء طفل
بداخلي
كعزف ثنائي
ينتحر.
رغده عيد
22\12\2005