(] بَحر الوصَل [) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
قَمْح. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 3 - )           »          كَأْس شَّاي ، (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 6 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 621 - )           »          قصّة مثيرة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 0 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 75406 - )           »          صفات العابدين: رحلة إلى عظيم الأجر! (الكاتـب : جهاد غريب - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 4492 - )           »          حين تتنفس السماء من صدرك! (الكاتـب : جهاد غريب - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 3 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2925 - )           »          غُصْن بُرغَندِيّ _ مُجرّد رَأي (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 28 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-06-2008, 02:58 AM   #1
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

افتراضي (] بَحر الوصَل [)


[] بَحرُ الوَصْل []
" جسمك لا يكذب "
أنيس منصور
يَعجبُ المرءُ في أحيان كثيرةٍ ما يحدثُ من تواصُلٍ بينَه و بين أطرافٍ أُخرى ، لم يَكنْ في حُسْبانه أن تكون تلك الصِّلَة ، ليس لنقصٍ في طرفٍ مَّا ، و إنما لعدم ظنيةِ ذلك ، و هذا التواصُل المفاجيءُ ليس آتياً دون ترتيبٍ مُسْبَقٍ من دواخل النفوس ، فإنه آتٍ من توافُقٍ بين الطرفين في شيءٍ أوقَع ذاك التواصل ، و سِرُّ التواصلِ في معرفة نقطته التي هي بِذرةٌ .
يتبايَن الناسُ في مداخلِ التواصُلِ ، و معرفة المداخلِ ضمان صحة الدخول ، فمن الناسِ مَن يأخذُ بخُلُقٍ امتازَ به فصار جذاباً إلى ذاته به ، كمن يمتاز بابتسامةٍ ترتسم على مُحَيَّا وجهه تبعثُ سروراً في عين ناظره ، أو يكون ممتازاً عن غيرِه بنظرةِ العينِ ، فللعينِ رسالاتٌ تُدركها العيونُ ، و كلُّ شيءٍ له لغةٌ يُدركها شبيهه ، و آخرُ يمتازُ بفكرٍ يسلُبُ لُبَّ آخرَ في مباحثاته و ثقافاته ، فيكونان متنقلَيْن بين أزهار بساتين المعارفِ لا يَلويان على شيءٍ ، فمعرفةُ المدخلِ حِرفةٌ و ذوقٌ ، و تميُّزُ أصحاب العلائقِ الواسعة في إتقان مهارة التواصل .
يتنكَّبُ كثيرون طريق التواصل مع الآخرين ، لغياب الدراية في المدخل المُوْلِجِ إليه ، و لو دُرِيَ قليلاً لكان الكسْبُ وفيراً ، و التوفيق للتحقيق مبني على التصديق ، التواصلُ قانونٌ له إشاراته العامةُ في الحياة ، و الإشاراتُ إيحاءاتٌ تنتثرُ في دروبها ، تصديقُ كونها مدخلاً ينقُلُ إلى تحقيق التواصل .
مواكبةُ حالِ الطرفِ الآخرِ عند التواصُلِ مدخلٌ بديعٌ لتحصيل تمام التواصل ، كما أن المُناكبة قَطعٌ له ، فلا يكون التواصل قائماً على ساقِ الإتقانِ عند المعارضاتِ في الجزئيات ، كما أنه لن يتحقق عند الموافقةُ في الأساسيات المتعارضات ، إذ ليس من شأن التواصُلِ التنازلُ و لا المنازلة و لا المماثلة ، و هنا كان الخللُ في نُقاط التواصلِ و اخترامِ بنائها .
عدمُ مواكبةُ حال الطرفِ الآخر نوعٌ من استعلاء الذاتِ بِزَيْفِ اللذات ، حيث كان رؤيةً لحال النفسِ منحازةً نحوَ امتيازٍ عن الغيرِ مخصوصةً به ، فيَئِدُ التواصُلَ في مهده ، و الجسد لا يكذبُ في تعبيراته ، و لصِدقه كان مُسْتَشْهَداً به ، فالعفويةُ في التواصل صِلةٌ المعافاة ، و تعبيراتُ الجسدِ منطلقة من تفاعلات الروح ، نبرةُ الصوتِ رسالةٌ في نغمتها لأُذن السامع يُدركُ منها مدخلاً للتواصلِ مع المتكلم ، مَلْمَسُ اليدِ عند المصافحةِ تنقلُ حرارَة الصدق في اللقاءِ و التواصل ، العينُ تحكي ما يحكيه اللسان ، و العينُ تعكسُ الروح ، و الأُذنُ تسترقُ حديث النفسِ قبل همس الحرفِ به ، فالجسد كله لغة تتكلم بالتواصلِ و عدمه ، و هُنَّ إشاراتٌ مُرْسلاتٌ و منثورات ، يُدركها حصيفُ العقلِ ، و يغفلُ عنها خفيف الفِطنة ، و هي من أسرار علائق الخلائق بعضها ببعضٍ ، فليست بين بني الإنسان فقط ، و واقعنا يَحكي صوراً ، لو تأملنا أدركنا .
فلا تكون الروح لطيفة في معشرِها إلا مع من تآلفتْ معه فتكون حاكمة على الجسدِ ، فيرى الحَسَنَ و القبيحَ سواءً ، فالمحبوبُ مغفورُ الذنوب مستور العيوب .
فتعبيراتُ الجسد تتكوَّنُ من تلك التفاعلات الروحية ، و غالباً ما تكون خارجَ مقدور المرءِ ، فلا يُمكنه أن يكون مُتحكِّماً بتعابير الجسد ، و ربما مُكِّنَ من التصنُّعِ ، و التصنُّعُ بَدلٌ ، و البَدلُ أعورُ ، و في تصنُّعِ تعبيراتِ التكميلِ في التواصل بلوغٌ لكماله ، فالتصنُّعُ بالكمالات كمالٌ ، و عند التصنُّعِ يعتمد المرءُ على ما يَعْضُدُ مسيرته ، فالمُصانعةُ مُجهِدَةٌ ، و الإجهادُ مُمِلٌّ ، و المللُ خللٌ ، و الخللًُ زلل .
تبدأُ عملية التواصلِ من بذلِ الروحِ تفاعلاتها على مظهر الجسد لتَتمَّ على سُوقِ الكمال ، فيبدأ الجسدُ برَدِّ الجميلِ في وصل الروحِ بالروحِ ، و العاطفة بالعاطفة ، و المشاعر بالمشاعر ، فتندمجَ النفسان ، و تتعانق الروحان ، فتُدركان من بعضهما عن بعضهما دون وسيطٍ ظاهرٍ ، و تدوم وظيفة الترابط و لو بَعُدَت الأجساد ، و تفارقت الأعينُ ، فجوارح الروحِ تحكم جوارح الجسد ، و تلك غايةُ التواصل و سر المصاحبة ، و الإثراءُ بثراءِ التنمية ارتقاءٌ لثَرى ثُريا المصاحبة ، و ليس فوقَ المصاحبة إلا مخاللةُ الأرواحِ ، و نِعْم الفوقية .
عبد الله العُتَيِّق

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:03 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.