بسم الله الرحمن الرحيم ... وبعد ...
مشجّع هو تاريخنا الذي لطالما كنّا نفتخر فيه ... ولطالما كنّا ننشد القصائد عنه ... فنتوجّد على ابن الوليد تاره وعلى صلاح الدين تارة اخرى وربما زاد بنا التوجّد أحيانا فتذكرنا ابن سينا وابن حيّان ... حتى وصل بنا الحال إلى ان أصبحنا لا نفعل شيئا سوى ذكر تلك المآثر دون العمل بها أو محاولة تكرارها وإحياء مناسكها من جديد ...
فأصبح التحدث عن الماضي والتاريخ ليس سوى مرضا واسع النطاق لا يقل خطورة عن انفلونزا الطيور ولكن الفرق بينهما ان امريكا ارادت أن تتحدث عن الأخير ولم تُرِِد التحدث عن مرضنا الأول ...
ربما كان في التحدث عن تاريخنا جانب مشرق جدا ... ولكن لطالما غفلنا عن الجانب المظلم الذي يقبع في الطرف الآخر ... فأنا لا ارى هذا التصرف سوى مثبط للهمم ومحفز بالغ الخطورة للدّعَةِ وترك العمل ...
تكمن مشكلتنا الحقيقية في كيفية تعاطينا للأمور وكيفية محاولة حلّ صغائر الإشكالات فنتج عن تلك الحلول مشاكل معضله ومسمارا يدق في نعش الوحده (التي بالطبع لا أراها سوى مظهر برّاقا مفقود الوجود) التي زعمنا اننا نحافظ عليها منذ امد بعيد ...
فأصبحت القوانين لا تسنّ الا بهدف الرجوع للخلف والعمل على كبح جماح الافراد الذين يحاولون الطيران فتقصّ اجنحتهم ... ولو كان غير ذلك لكانت كلية المعلمين (هههههه مسكينة هذه الكلية فلقد أصبحت كالطفل اللقيط يريد الجميع التبرأ منه ) تنافس أكبر جامعات أوربا ...
فلا ارى ان عصرنا هذا سوى عار على التاريخ ... وبصقة على جبينه ...
\\
عمر المسباح