..
..
ماذا يكون بِـ وسعي, أنا التي لا تملك أحداً في هذه الدنيا يفهمها لو قليلاً سواك, وأنت ممدّد ع سرير أبيض , أتمدّد ع سريري الأحمر هُنا وحيدة , وأموت !
نوبة بكاء , حالة من اللاوعي , هو تماماً ماحدث لي وأنا استقبل صوتها الذي زف نعش الخبر إليّ , إذا حدث لك أيّ مكروه , أكيدة أنا من ضياعي , وضياع الحقيقة التي أجهلها وتكتمها في صدرك أعواماً طويلة , المسافة التي تفصلني عنك طويلة جدّاً , كثيراً خضتها وحيدة مع السابق ولكن!, لن أستطيع فعل هذا معك .
يا أبي , قد كبرت , وقلبك الضعيف لم يعد يحتمل , حتّى تمرّدي قلّ وأصبحتُ لا أمارسه خشية أن يتوقف قلبك الضعيف , وتتوقّف حياتي معه !
ضغط الدّم,السكري,الكلى,المرارة, القلب, الكلسترول......... وكلّ أمراضك وعملياتك الجراحيّة كلّها , لازلت أحفظ معالم وجعك بها , وصيتك لأمي 11 مرة قبل دخول أيّ عملية منها , لازلت أذكرها , لم أكن أخاف عليك , لأنّي كنت صغيرة جدّاً على معرفة معنى أن تفقد وطنك يا أبي , وطنك الذي إن لم يستطع احتواءك كليّاً لفارق السنّ, يظلّ وجوده أماناً لا ينطفيء , أرجوك عدّ إليّ سريعاً , من حيث أنت , فـ أنا لا أعلم بالضبط أيّ غرفة تحتويك , ولن أستطيع تحمّل غيابك عن وجودي إلى يوم الخميس!
آسفة حقّاً ع تقصيري , آسفة لأني وأنت بكامل صحّتك كنت لا أراك أياماً طوالاً وأنا في عزلتي , كنت أحرمك من قبلة الصباح , وقبلة المساء , ودعوات الأبناء , يا أبي أرجوك , اهجر هذا المرض , وعدّ سريعاً إليّ لتقضي ع احساسي بالضياع , أعدك أن لا أكرّر أخطائي , التي ليست أخطاءاً في نظري لإختلاف الجيل , أعدك أن لا أثقل كاهلك بأحلامي الكثيرة , وإذا أردت أن أصيب حلمي بالاخماد , وأوقفه صدّقني لن أتردد , فما معنى الكتابة , لو متَ وأصبحتُ يتيمةً من رجل , كان لي وإن لم أشعره, كل المعاني الجميلة التي وإن نقصت في نظري القاصر /تظل مكتملة !
والدي ع السرير الأبيض , خاضع للتنويم "لا أعلم لماذا" لكنّي أعلم أنّه بحاجة لدعائي , وأنا بحاجة لدعائكم , لا تبخلوا يا أصدقاء !