|
معرفات التواصل |
![]() |
|
أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ . |
![]() |
|
أدوات الموضوع
![]() |
انواع عرض الموضوع
![]() |
![]() |
#1 |
|
السلام عليكم يخبرنا السيد: حسين سرمك قلت كثيرا أن المبدع الجبار هو من يمسك بإحكام بالإجابة الشافية على سؤالين حاسمين : الأول: هو الرؤية ( بالتاء المربوطة ) أما الثاني: فهو الرؤيا ( بالألف الممدودة ) . الرؤية تتعلق بسؤال مركزي هو : كيف أكتب ؟ أي ( التقنية ) أما الرؤيا فتتعلق بالسؤال المركزي الآخر وهو : لماذا أكتب ؟ أي ( الفلسفة أو الموقف الوجودي من الابداع أو ببساطة الجدوى من كتابة الشعر ). ووسط الأزبال التي كتمت أنفاس الحبيب يقف ( مظفر النواب ) فوق أطروحات الرؤية والرؤيا على حد سواء ، يجمعهما في تعبير بسيط ومركب وشديد الأذى : أگولن گاعي وأعرفها أگولن گاعي ، يتنفس بريتي ترابها ……. وحبها … وبصلها ….والشمس … والطين.. باعوني عليها وخضّرت عيني بدمعها وماني بايعها وسنلاحظ ظاهرة أخرى تتمثل في أن النواب صانع ماهر بوعي متقد ، إنه يصنع القصيدة بمعنى أنها تستنزفه وتتطلب منه تركيزا هائلا وانتباهة شديدة لكل كلمة .. بل لكل حرف وهذا يذكرنا بما قاله شاعر ألمانيا العظيم ” هاينه ” : “ يتحدثون عن الإلهام وأنا أعمل كالحداد ” . هناك أسرار في الصنعة النوابية إذا فككت رموزها ستتأكد أن مظفر ينطبق عليه قول :“ إليوت ” : ( الكتابة هي تحويل الدم إلى حبر ) . إذ يقول: قبل النواب لم يكن هناك حساب لحرف ولم يكن هناك فهم للدلالات الموسيقية والنفسية للحرف وليس للكلمة حسب ، النواب لم يعد الاعتبار للمفردة فقط بل للحرف أيضا .
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
جميلة هذه الدراسة
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 | ||
|
مظفر النواب بصمة مائزة تعتلي رُبى الشعر إرثاََ ومجداََ
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
" زين .. ومو زين " , مَرحبًا : يُخبرنا السيد: حسين سرمك عندما يتراجع مظفّر النواب أمام المثكل وقتيا فإنه يتراجع كأسد جريح ، كان الهاجس الطاغي لدى السياب في شعره هو الموت الوشيك والهشاشة الوجودية أمام الفناء . وسيطرة الخوف من شبح الموت على السياب منذ مراهقته المبكرة ، تجلى هذا الخوف في أحلامه وقصائده المبكرة ورسائله إلى صديقه ” خالد الشواف ” وهو في مرحلة الدراسة الإعدادية ، ولهذا يعتبر بعض النقاد وهم محقون أن السياب “ انتحر” ولم يمت في الواقع . لقد اندحر وتحطمت إرادته المقاومة فركب الموت على ظهر وجوده وساقه مستسلما إلى ظلمات العالم الأسفل . لقد كان النواب وهو في أشد حالات المرض التي شاهدتها بعيني كان باسلا في الحفاظ على كبريائه العزيزة . كان حين يُسأل عن وضعه الصحي وعليه أعراض متعبة من مرضه المزمن ، يرد : زين .. وفي أسوأ الأحوال يقول : زين .. ومو زين !! . حتى في الأوضاع التي يتسيّد فيها تأثير المرض كحقيقة ساحقة .. ، يحاول إنصاف ذاته الجسور فيحتفظ بنصف من كفة الصراع . كل من سبقوا مظفر أو عاصروه في الشعر العامي أو الفصيح بشقيه ( العمودي والحديث – شعر التفعيلة ) مرّوا بحالات مراوحة بين الإقدام والإحجام تكللت بالإقرار ، المستخذي أحيانا ، بحقيقة الموت .. إلّا مظفر النواب : فهو الإنسان الذي يطوّع معادلات الفناء رغم علمه بحتميتها وقدريتها التي لا تُرد ولا تتزحزح . ولا يمكن الحصول على صورة كاملة تعبر عن هذا الحال العجيب إذا لم نمض وبصورة متسلسلة من عيش حچام واسعيده من قصيدة : ( حچام البريس ) في أتون تجربة المواجهة مع رموز القمع ؛ الشرطة – المسخ التي لا هي كلاب ولا هي رجال . تلك التجربة التي تنغزل فيها خيوط الشروط الحركية والصوتية والضوئية واللونية ، وهذا التظافر التعددي هو جوهر الفعل السينمائي والتي تتصاعد حسب الحركة الموجية المتناوبة بين صعود وهبوط جزئي لا يصل القعر الانفعالي أبدا لأن عتبة – threshold انفعال روح الشاعر متوترة دائما وعالية المستوى حتى في حالة المناجاة الحلمية الشعرية ، ومختلفة عن عتبة انفعال البشر العاديين . ,
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
|
![]() " شتائم ما بعد النقمة " مرحبا يقول السيد: حسين سرمك .. ومن المؤسف أن شتائم مظفر والأوصاف البذيئة والأفعال التحرّشية لم تحض بوقفات نقدية متأنية . وقد عجبت ذات مرّة حين قرأت إدانات بعض النقاد والسياسيين لشتائم الشاعر التي ترد في نصوصه . يقولون : لا يجوز للشاعر أن يستخدم التعبيرات البذيئة في المجتمع العربي الذي تشكل ثقافته وسلوكه قيم دينية واجتماعية معروفة . لكنني أسأل : هل هناك شيء غير بذيء في الحياة العربية ؟ هل يوجد عهر داعر يفوق عهر السياسة العربية ؟ يصفون السياسيين بأنهم مثل العاهرات ، وهذا ظلم فادح نوقعه على العاهرات . المومس تقدّم لك لذة محسوبة مقابل المال ... وقد تتعاطف مع همومك في استجابة أمومية تصل أعظم تجلياتها في ما اصطلح عليه بوصف ” المومس الفاضلة ” المأخوذ عن ” جان بول سارتر ” . لكن ما هي اللذة التي يقدمها لنا السياسي الداعر؟. إنه يحطم مستقبلك ومستقبل أطفالك ويسحق مقدرات وطنك وينهب ثروات شعبك دون أن يقدم شيئا مقابل ذلك ، وبذلك فهو أحط من المومسات عهرا ! . ولكن لشتائم مظفر جذرا آخر نفسيا غائرا غفل عنه الكثيرون من النقاد ويتعلق باللعب المصلحي – النفسي – المتبادل بين الشاعر والمتلقي . فللشاعر فوق الضرورات الفكرية والنضالية لهذا السلوك الشعري هناك ضرورة إبداعية . إنها نتاج عجز اللغة الشعرية التقليدية عن تجسيد حالة (ما بعد النقمة) . إنه العي الذي ينتابنا حين تجتاحنا حالات أقصى الغضب .. فنصمت . إن هذه الشتائم هي في الواقع أقصى الصمت ، وهي الوجه الآخر لبلاغته . وهناك ناحية أخرى ، فمن خلال متابعة النمو النفسي للطفل نجده يحصل على لذة كبرى حين يحوز على اللغة . إنها الأداة الأعظم التي تعزز شعوره بالقدرة الكلية -omnipotence ، يقول للشيء كن فيكون ، وبدل الصراخ المضني الذي قد لا يتبعه حضور موضوع الرغبة – الأم ، أصبح هذا الموضوع (تخلقه) الكلمة البسيطة وتتسبب في حضوره بلا عناء . هنا تتجلى أول تمظهرات سحر اللغة الآسر . لكن بعد أن نكبر وننضج وندرك الطبيعة القامعة للحياة الاجتماعية وكيف أنها لا تخضع للرغبة ولا لفعل اللغة ، تفقد اللغة سحرها ولا يبقى منه سوى المفردات والصياغات التي ترتبط بالمجازات الشعرية وعبارات التجديف والشتائم والكلمات البذيئة . هذه فقط تعيد للغة دهشتها الطفلية الأولى . ولعل هذا هو القاسم المشترك الذي يجعل طرفي العملية الإبداعية ؛ الشاعر والمتلقي ، يجدان لذة كبرى في الشتائم الشعرية ويتصافقان عليها في اتفاق غير معلن . مظفر يعيش وضعا متفردا ومختلفا ، إنه متلبس بحالة “ ما بعد الحب ” العجيبة . هنا ينمو الولاء بدرجة أشد في حالة انكسار المحبوب ليس لأن صورة العودة الصحية المختزنة هي الأساس المرجعي المشبع من قبل ، فقد فتح مظفر عينيه على الحياة وأرضه ترزح مُذلّة تحت أكوام تاريخية من أزبال الطغاة ومختنقة الأنفاس بفعل .. الاضطهاد والحرمان والموت والخراب ، إن البهاء يستعر حين تتراكم على المحبوب الفضلات الخانقة .. ( ترتد النقمة ثأرا مسعورا ، لكن من من؟ ، من الذات!! ). ,
|
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
|
![]() مرحبا
يُخبرنا السيد: حسين سرمك بقول الشاعر الصيني ” وو كياد ” في توضيح الفرق بين الشعر والنثر ، معبرا عن ذلك بالبلاغة البوذية المركزة والمكثفة ، وبفن التشبيه المعروف الذي يشتق من حكمة الطبيعة التي تغنيها عن الكثير من الإطالات التفسيرية والاستطالات الكلامية : ( إن رسالة الكاتب مثل الأرز ، عندما تكتب نثرا فإنك ” تطبخ ” الأرز ، وعندما تكتب الشعر فإنك تحول الأرز إلى نبيذ ، طهو الأرز لا يغيّر شيئا من شكله ، لكن تحويله إلى نبيذ يغير شكله وخصائصه . الأرز المطبوخ يجعل المرء يشبع ، ويحيا حياة كاملة . النبيذ من جهة أخرى يجعل المرء ثملا ، ويجعل السعيد حزينا والحزين سعيدا . إن أثره ، وبكل رفعة ، يقع خارج الشرح ) . ومظفر النواب هو من صنف الشعراء الذين يحوّلون الأرز إلى نبيذ ؛ إلى خمرة كونية تجعل الحزين سعيدا في كل حال لكنها عندما تفرط في همّها الذاتي تجعل السعيد حزينا في أقل الأحوال . النواب يبذل جهدا هائلا في الصبر ليس على ” تخمير ” القصيدة مبنى ومعنى حسب ، بل على تخمير المفردة الواحدة ، وأحيانا الحرف الواحد . وهذا الصبر المتطاول المحسوب ، ينتج لنا أروع أنواع الخمور الشعرية الساحرة ؛ ,
|
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
|
.
|
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
|
![]() . مرحبا يخبرنا السيد : حسين سرمك إن العنف الذي أدخله مظفر النواب إلى القصيدة العامية هو من نوع ( العنف المُحبّب ) أو ( العنف الآسر ) الذي يختلف جذريا عن ( العنف الدموي ) الذي أدخله الجواهري إلى القصيدة العراقية الفصحى ، والذي امتدت عدواه إلى روّاد قصيدة التفعيلة . ، الفارق شاسع بين عنف الجواهري والبنية الفنية واللغوية والجمالية لقصيدته ، وبنية قصيدة السياب العمودية شكلا ومضمونا وقدرة تصويرية . لكن ما يهمنا هنا هو أن العنف الجواهري الوحشي عنفٌ معدٍ أصاب بعدواه شعراء الحركة الجديدة الذين امتدت في نصوصهم مفردات الجواهري ... أمّا العنف النوابي فهو العنف المحبّب – العنف الآسر ، العنف الناجم عن تشابك إرادتي الموت والحياة في وحدة جدلية خلّاقة . ، إن الثورة النوابية قد دشّنت مرحلة الإنتقال النهائي في القصيدة العامية العراقية من المرحلة ( الفوتوغرافية ) إلى المرحلة ( السينمائية ) إذا جاز الوصف . إن هذه المشهدية السينمائية قد فرضتها ثقافة الشاعر . ولنقل بلا تردّد أن شعراء العامية الذين سبقوا مظفر لم يكونوا مثقفين ، وهم معذورون بسبب طبيعة المرحلة التاريخية التي عاشوها . كانوا مثقفي فطرة .. وثقافة الفطرة قد تُدهِش أحيانا من ناحية الإلتقاط التلقائي ( العذري ) لتململات الطبيعة ، لكنها (لا تخلق) ، بمعنى أنها لا تستطيع تشكيل حركة شعرية من الحركة الطبيعية التلقائية ، أي أنها عاجزة عن الإنتقال من حالة (الرصد) الفوتوغرافي إلى مرحلة (التجسيد) السينمائي المشهدي العريض الذي ابتكره النواب. ,
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مسافر | خليفه الصائغ | أبعاد الشعر الشعبي | 11 | 09-22-2015 10:28 PM |
قلبهاااااا مع الصانع | مشاعل الفايز | أبعاد النثر الأدبي | 14 | 02-06-2007 11:19 PM |
صناعة الرجاء في وطني - رجاء الصانع - | حـريــر | أبعاد المقال | 9 | 07-07-2006 12:01 AM |
الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة
|