مابين هدوئك وضجيجك.. قسوة

[ميساء محمد]

لم تعهد نفسكَ يوماً بهذه القسوة؟!! تتجسدُ ملامحكَ الوحشيةُ وتتوعدُ بالانتقام،تفتعلُ الغضبَ عند كل خلاف،وبين كلِّ قسوةٍ وأخرى تكافئُ نفسكَ بنضجكَ الذي لم تعهده من قبل،وتسعدُ بقوتكَ التي امتلكتَها أخيرا لتجابه بها قسوة العالم.. تريد بقسوتكَ مداواةُ جرحكَ الذي يقتلك في كل مرةٍ تئن به..! تظنٌُ أنّ بمقدرتكَ جبر خدوشكَ التي أُوريتْ عن العيان،تحاولُ إنقاذ بقاياكَ التي عصفتْ بها الخيبات،لكأنك تصرخُ في وجه العالم أنك تستطيع أيضا أن تقسو،ولكنكَ تذهلُ من انعكاس صورتك الوحشيّ.. أيها المسكين،الله وحده يعلم بنقاء قلبك،يعلم أنك لم تنوي ترك جروحًا غائرةً خلفك،وأنك على إثر كل قسوةٍ تتألم وإن واتتك الفرصة فإنك تبكي،يعلم أنك تود رسم حدًّا فاصلاً بينك وبين من يتعمد خدشك.. فإن كان هذا العالم قاسيا حقا،فكن أنت اللطف الذي يجمله،ولْيعلم هذا العالم أنك وإن قسوت فجانب الرحمة فيك لم يمت.. ليرع الله قلبا ضرجته الخيبات..


من الأرشيف..

حسابي الانستقرامي:__maisaa.moh

 

[ميساء محمد]

كم يعلم الله إنك وطن
وإنت الجبيرة لجروح كسيرة
لكن غيابك ألبسني كفن
والشوق يشعل فيني سعيره
وإني لو كابرت بعدك عمر
مصير القلب يحن لوليفه

 

[ميساء محمد]

علموهم جيدا ما الحب ،وكيف يكون حبا،وأن أطهر حب هو (حب الزوجين)، وأعمق حب( حب الوالدين)
وأصدق حب وأبقاه( حب رب العالمين).. فهموهم جيدا أن الحب الذي يأتي من النظرة الأولى هو في الحقيقة (إعجاب) ،وأن الحب الذي لا يفضي إلى زواج ما نهايته إلا دمار،وأن الأغاني التي فجروا رؤوسنا بها لا تجسد شعورا فقط،بل تغرس في نفوسهم السفور والزنا، وأن (الشيلات) ليست أناشيدا وإنما أغاني صاخبة..
أرشدوهم إلى الطرق المثلى لاستثمار أوقات فراغهم،فمطاردتهم لكل من ترتدي العباءة تجلب الشفقة، وألا يكرسوا أوقاتهم بحثا عن الحب ، فالحب هبة من الله ،أقنعوهم أن وسائل التواصل لم توضع لرمي الشباك هنا وهناك، وأن حبا يأتي من خلف هذه النافذة لن يخلف غير المآسي والأذى، وأن الحياة لا تقف على أحد وأن فشل علاقة ما لا تعني نهاية المطاف ..
علموهم أن الحب ليس قلوبا ودببة حمراء وهدايا فقط ،بل هو أعمق ،هو وفاء واهتمام وتضحية.. فقهوهم ذلك جيدا ،فإنهم دنسوا الحب وثاروا عليه احتجاجا بغدر الحياة-معاذ الله- علموهم جيدا فإنهم والله العظيم كرهونا بالحب،واغرسوا فيهم قيمة الغيرة على بنات المسلمين فضلا عن نسائهم ، وأن الشرع حلل للرجال أربعة،ولم نسمع من ديننا قلبا يضج بألف حبيبة ..!!
ذكروهم أن العرض دين والحياة تدور، وليحصن كلّ منهم فرجه..

 

[ميساء محمد]

يرْ/حلوون يا أمّيَ
يأ/خذوون أجزائيَ
أفراحيَ أتراحيَ
يتركووني خاويا
على فقدي جاثيا

أخْ/برييهم يا أمّيَ
أنّ الوصلَ يُحْيِيا
أنّ الفقد يُدميَا
أعلمييهم

 

[ميساء محمد]

اكتم أنينك فأسماع الشامتين مُصخية..

 

[ميساء محمد]

أعلم ذلك..
أعلم أنّكَ تشتاق لنفسك القديمة،وزمنكَ السابق،لا تُكابر على الأقلّ دع هذه المرة الأخيرة لتستمع فيها إلى قلبك.
كل شيء..
مرّ وسيمرّ كان نتاجه نحن الآن،متى كانت آخرة مرّةٍ نظرتَ فيها إلى المرآة وأنتَ تبتسم،أراهن أنكَ تظلّ مشدوها من هيئتك وشكلك،أراهن أيضا أنّك تتجاهل صورتكَ المنعكسة أمامك،وتتمنّى سرّا أن لو تعود كما كنتَ سلفا..
ماذا؟!!
فقدت الكثير؟
لم يتبقّ منكَ غير شظايا وأساطير؟!!
كفى كفى ،فهمتُ الأمر..
الله عندما قدّر لنا كلّ شيء،كان يعلم لحكمةٍ منه أن هذا هو الأنسب،والله عندما يأخذ منّا شيء فهو ملكٌ له أصالةً،وعندما نسأله العوض يهبنا عوضا أجمل يُنسينا كلّ فقد..
نفسك فقدتها؟!!
حبّك فقدت معه قلبكَ وروحك؟!!
الله سيهبكَ عوضا جميلا إذا رضيت بقضائه،لا بأس، جميعنا فقدنا،جميعنا تأثّرنا،القليل منّا فقط،تعايش مع فقده،ادعُ الله وسيهبك ..
يقينا..
سيهبكَ عوضا على هيئة إجابة دعوة،أو محبّ صادق،أو أمنية كنّا قد سألناه إياها منذ زمنٍ ونسينا،ولم ينسَ الله أن يُعطينا إياها..

هيّا ..انهض..مابالكَ تقفُ مشدوها بما تسمع..
صدّقني سيأتي يومٌ تبتهل لله صدقا وحمدا..

هذه رسالةٌ من الله خاصّة لك..ودّ قلبي

 

[ميساء محمد]

 

[ميساء محمد]

اشتقتُ لأحدهم..كاشتياق التاريخ للزمان والمكان،واشتياق الجغرافيا لطبيعة التضاريس على ظهر الخريطة..