الزورق المثقوب

[أحمد بهجت سالم]

قد تاه منِّي هنا قلبـــــــــــــــــــي ولم يَعُدِ
في شاطئٍ قابع في منتهــــــــى الأبدِ
أرسيتُ عمــــــــــري بهِ كالزورقِ الجَثِمِ
لكنه زورقٌ أوهى مـــــــــــن المَسَدِ
أعياه لطــــــــــــم الديَمْ والزعْزعِ الحُسُمِ
والدهرُ يفري به كالصـــخر في الزبدِ
حتى إذا قد ونَى عـــــــــــــن متنهِ الدَهَمُ
وارتدَّ ذا ريثما يــــــــــــــعتدُّ بالحُشُدِ
أثبتُ قلبي إلى قيثارةِ الزمـــــــــــــــــــنِ
فاشتاقَ قلبي الى ما كان مــــن صَفَدِ
إني نشيدُ الظما فــــــــــــــــي لُجَّةِ النهَرِ
والصمتُ في مائجٍ من ســـكرةِ الغرَدِ
واللحنُ في خامدٍ من صـــــــــامتِ الوترِ
والجَوْنُ في رائعٍ من شــــــُهبةِ العُمُدِ
والزورقُ المُبتـَلى مازالَ يرتــــــــــــحلُ
ذاكَ بأن لا مدى في رحــــــــلة الوَهَدِ
الثقبُ فيهِ نثا في قعـــــــــــــــــــرهِ البللَ
واقتادهُ حالماً كلا ولـــــــــــــــــم يُعِدِ
إني على زورقي مُسترشِداً حَدَســــــــي
مُستـَـلهـِماً صـورتي من ثــورة الوقـَدِ
تلهو بنا كيفما شـــــــــاءت روئً ونُهَى
تشتاقُ أرواحَنا كيـــــــــــــنونةَ الغـُمُدِ
* * *
والشمسُ في مجدِها ليست ترى نصَبي
منظومةٌ نورُها يقتاتُ من جـــــــسَدي
مغروسةٌ سوقـُها في قــــــــــمةِ الرُعُنِ
مسعورةٌ نارُها لكـــــــــــــــــنها بَرَدِي
ريَّانةٌ روحها في فــــــــــــــــــــدفدٍ نَهِمِ
مشمولةُ راحُها .. بعَّاثةُ الـــــــــــــرَغَدِ
أدمتْ على رِسْـلِها أغوارَ مِقـــــــصلتي
بالسيفِ في رجْعِها .. بالرُمحِ بالــــوتدِ
كانت ترانيمُها عُلويَّةُ النَغـَـــــــــــــــــمِ
كانت أهازيجُها في زفرتــــــــــي تـَسُدِ
كانت مروجُ السما فــــــــي اثـْرِها تـَبَعٌ
مدَّتْ شُعاعَاتِها في غـــــــــــــابة الأمَدِ

من ديوان انا وهي والنهر
شعر احمد بهجت سالم

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

من درر هذا العصر شاعرنا المبدع أحمد بهجت سالم
ننتظر دائما بشغف جديده
فيأتي الغيث محمّلاً بالنجوم
يالها من قصيدة عصماء رائعة
أذهلت المعاني و فاجأت الأخيلة
رائع بل أكثر
سلمت يمناك

 

[أحمد بهجت سالم]

الاستاذة الشاعرة ايمان. كلماتك وإطرائك الرقيق وسام أضعه على صدري. تقبلي خالص تحياتي ومودتي

 

[حمد الدوسري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بهجت سالم

قد تاه منِّي هنا قلبـــــــــــــــــــي ولم يَعُدِ
في شاطئٍ قابع في منتهــــــــى الأبدِ
أرسيتُ عمــــــــــري بهِ كالزورقِ الجَثِمِ
لكنه زورقٌ أوهى مـــــــــــن المَسَدِ
أعياه لطــــــــــــم الديَمْ والزعْزعِ الحُسُمِ
والدهرُ يفري به كالصـــخر في الزبدِ
حتى إذا قد ونَى عـــــــــــــن متنهِ الدَهَمُ
وارتدَّ ذا ريثما يــــــــــــــعتدُّ بالحُشُدِ
أثبتُ قلبي إلى قيثارةِ الزمـــــــــــــــــــنِ
فاشتاقَ قلبي الى ما كان مــــن صَفَدِ
إني نشيدُ الظما فــــــــــــــــي لُجَّةِ النهَرِ
والصمتُ في مائجٍ من ســـكرةِ الغرَدِ
واللحنُ في خامدٍ من صـــــــــامتِ الوترِ
والجَوْنُ في رائعٍ من شــــــُهبةِ العُمُدِ
والزورقُ المُبتـَلى مازالَ يرتــــــــــــحلُ
ذاكَ بأن لا مدى في رحــــــــلة الوَهَدِ
الثقبُ فيهِ نثا في قعـــــــــــــــــــرهِ البللَ
واقتادهُ حالماً كلا ولـــــــــــــــــم يُعِدِ
إني على زورقي مُسترشِداً حَدَســــــــي
مُستـَـلهـِماً صـورتي من ثــورة الوقـَدِ
تلهو بنا كيفما شـــــــــاءت روئً ونُهَى
تشتاقُ أرواحَنا كيـــــــــــــنونةَ الغـُمُدِ
* * *
والشمسُ في مجدِها ليست ترى نصَبي
منظومةٌ نورُها يقتاتُ من جـــــــسَدي
مغروسةٌ سوقـُها في قــــــــــمةِ الرُعُنِ
مسعورةٌ نارُها لكـــــــــــــــــنها بَرَدِي
ريَّانةٌ روحها في فــــــــــــــــــــدفدٍ نَهِمِ
مشمولةُ راحُها .. بعَّاثةُ الـــــــــــــرَغَدِ
أدمتْ على رِسْـلِها أغوارَ مِقـــــــصلتي
بالسيفِ في رجْعِها .. بالرُمحِ بالــــوتدِ
كانت ترانيمُها عُلويَّةُ النَغـَـــــــــــــــــمِ
كانت أهازيجُها في زفرتــــــــــي تـَسُدِ
كانت مروجُ السما فــــــــي اثـْرِها تـَبَعٌ
مدَّتْ شُعاعَاتِها في غـــــــــــــابة الأمَدِ

من ديوان انا وهي والنهر
شعر احمد بهجت سالم

الله عليك ياشاعرنا أحمد
صور في غاية الروعة وعذوبة
ونغم جدا رائع دوما ترانيمك تروق لذائقتي
ارفع لك القبعة

 

[أحمد بهجت سالم]

شكرا جزيلا استاذ حمد. سعيد جدا بكلماتك الجميلة. تقبل خالص مودتي

 

[بلقيس الرشيدي]

...
...

فَواصِل مسَائِيَّة تُبقينا بَينَ الهدُوء والإستِمتاع !
شُكرًا لكُل هَذَا المدد السَماوي يَامطر

.

 

[أحمد بهجت سالم]

أستاذة بلقيس، سعدت بمرورك الرائع، تقبلي خالص مودتي

 

[نادرة عبدالحي]

فالاهتمام بالجمال اللغوي في خصائصه التعبيرية المستوحاة من الإحساس الداخلي
للصورة الفنية مفاهيم متعددة ومختلفة باختلاف الأزمنة وتختلف من شاعر لاخر .
فالشاعر يعتمد في هذا الرسم على خياله الفكري والإلتقاطات البصرية

قد تاه منِّي هنا قلبـــــــــــــــــــي ولم يَعُدِ
في شاطئٍ قابع في منتهــــــــى الأبدِ

في هذا المشهد نرى صورة فنية لحال وصله إليه . فيقول انه ارسى عمره
في شاطئ ويشبه عمره كالزورق المثقل بالهموم أتعبه لطم المطر الدائم به .

أرسيتُ عمــــــــــري بهِ كالزورقِ الجَثِمِ
لكنه زورقٌ أوهى مـــــــــــن المَسَدِ
أعياه لطــــــــــــم الديَمْ والزعْزعِ الحُسُمِ
والدهرُ يفري به كالصـــخر في الزبدِ

يا لهذا التشبيه إني نشيدُ الظما فــــــــــــــــي لُجَّةِ النهَرِ
هُناك رابط ما بين وجود الظمأ ووجود النهر بلا شك تعمد الشاعر في إظهار هذا الرابط .
ويشبه نفسه بأنه نشيد الظمأ وهذا الظما موجود في ظلمة وعمق النهر .

إني نشيدُ الظما فــــــــــــــــي لُجَّةِ النهَرِ