هُنَا بَرَاثِنُ وَجَعٍ ..جِرَاحُ قَلْبٍ ..
كَبُرَتْ بِدَاخِلِهِ مَسَافَاتُ الشَّوْقِ ..
مَسَافَاتُ شَوْقٍ لأَبْعَدَ مِنِِ اشْتِيَاقٍ ..
هُنَا حَرْفٌ يَكْتُبُهُ جَرْحٌ ..
يَنْزِفُ الأَلَمَ .. لِيُزِيلَ الوَهَمَ ..
وَتَنْْثُرُهـُ لَحَظَاتُ انْتِظَارٍ ..
يَسْكُبُهَا مَوْعِدُ لِقَاءٍ ..
قَدْ أَجَهَزَتْ عَلَيْه
ِ{ أُكْذُوبَةٌ ذَاتَ مَسَاءٍ }..
هُنَا .. أَنَامِلٌ تَكْتُبُ ..
هُنَا .. جِرَاحٌ تُمْلِي مَا يُكْتَبُ ..
بَعْضَ أَوْهَامٍ مِن عَقَارِبِ سَاعَةٍ تَدُورُ ..
وَأَلَمٌ .. وَنَكْهَةُ انْتِظَارٍ ..
تَتَأَلَّمُ الجِرَاحُ .. وَلِشَدِيدِ الأَلَمِ تَثُورُ ..
وَوَجَعٌ بِلَحَظَاتِ .. احْتِضَارٍ ..
بِخَيَالات اللَّيْل وَْبِضعِ َأَطْيَافٍ..
وَإِلْحَاحٌ شَدِيدٌ مِنَ الشَّوْقِ يَطْلُبُ بَعْضَ إِنْصَافٍ ..
هُنَا .. [ مَنْ ] يَكْتُبُ .. [ مَنْ ] يَنْزِفُ ..
هُنَا .. [ مَنْ ] يَسْكُبُ.. [ مَنْ ] يَذْرِفُ ..
الحُبُّ ؟ الأَشْوَاقُ ؟
الإِنْسَانُ ؟ الدُّمُوعُ ؟
الآهَاتُ ؟ ......
مَنْ يَعْلَمُ ؟ مَنْ يَعْلَمُ ؟
لا أَحَدَ يَعْلَمُ !! لا أَحَدَ يَهْتَمُّ !!
فَهُوَ بَعْضُ مَا هنَاكـَ ..
لا شَيءَ يُذْكَـرُ .. لا شَيءَ يُذْكَرُ ..
فَأَصْرُخُ مُسْتَغِيثًا حِينَهَا ..
آهـٍ .. آهـٍ .. مِنْكـَ أَيُّهَا الأَنَا ..
مَا لَمَحْتُ بِلَيْلِكِ الطَّوِيلِ طَيْفَ سَنًا ..
(1)
هَلْ أَنَا .. ذِكْرَى إِنْسَانٍ ؟
أَمْ أُسْطُورَةُ أَحْزَانٍ ؟
أَمْ رِحْلَةُ نِسْيَانٍ ؟
أَمْ غَيَاهِبُ أَزْمَانِ ؟
أَمْ سَطْرٌ وَعُنْوَانٌ ؟
مَنْ أَنَا يَا تُرَى ؟مَنْ أَنَا يَا تُرَى ؟
وَأَصْرُخُ مُسْتَغِثًا ..
آهـٍ .. آهـٍ مِنْكـَ .. آهـٍ .. أَيُّهَا الأَنَا !!
فَمَا لَمَحْتُ بِلَيْلِكِ الطَّوِيلِ .. طَيْفَ سَنًا ..
( ....) .. لا شَيءَ .. يُذْكَـرُ .. فَلَنْ أَبْدَأَ بِجَرْحٍ .. وَالجَرْحُ مِنْكـَ أَكْبَرُ ..
( .... ) .. لا شَيءَ يُذْكَرُ .. تَعْوِيذَةٌ ؟؟ خُرَافَةٌ ؟؟ وَحْيٌ ؟؟ إِلْهَامٌ ؟؟
.. لا شَيءَ .. يُذْكَـرُ .. ( ....) .. لا شَيءَ يُذْكَـرُ ..
(2)
قَبْلَ البَدْءِ .. يَا أَنَا !!!حَائِرٌ أَنَا !!
وُجُومٌ وَحَيْرَةٌ.. حُزْنٌ ولا شَيءَ غَيْرَهـُ ..
وَمَا زَالَ التَّتَابُعُ سَرْدًا ..
كَثِيرَةٌ هِي اللاأَشْيَاءُ المُتَنَاهِيَاتُ المُتَتَابِعَاتُ ..
فََلا شَيءَ يَسْتَحِقُّ ..
لا شَيءَ أَكْبَرَ مِنْ أَنْ يُذْكَـرَ ..
( جَدِيرَةٌ كُلُّ تِلْكَـ الأِشْيَاءِ أَنْ تَجْعَلَ الأَلَمَ بِدَاخِلِي يَكُبُرُ..)
( جَدِيرَةٌ كُلُّ تِلْكَـ الأِشْيَاءِ !! أَنْ تَجْعَل الأَلَمَ يَعْصِفُ بِي أَكْثَرُ..)
( لَمْ أَكُنْ قَبْلُ شَيْئًا يُذْكَـرُ ..
قَبْلَ وُجُودِ أَلَمِ كَثِيرَةٍ مَلامِحُهُ .. وَيَكْبُرُ ..)
كَأَنَّ الأَنَا طَيْفٌ يَمُرُّ ..
يَسْبِقُ لَيَالِي العُمْرِ ..
وَأَكْبَرُ أَلَمًا مِنْ صَبْرٍ ..
أَمَا كُنْتُ ذَلِكَـ الأَنَا ؟؟
وَأَصْرُخُ مُسْتَغِثًا حِينَهَا ..
آهـٍ .. آهـٍ مِنْكـَ .. أَيُّهَا الأَنَا ..
مَا لَمَحْتُ بِلَيْلِكِ الطَّوِيلِ طَيْفَ سَنًا ..
سَأَعْتَرِفُ اللَّحْظَةَ ..
وَاعْتِرَافِي حَقًّا .. وَلا أُنْكِرُ ..
وَكَيْفَ لِي أَنْ أُنْكِرَ ؟
أَنِّي حِين بَدَأْتُ هُنَاكَ لَمْ أَكُنْ شَيْئًا يُذْكَرُ َ..
حَتَّى مَوَاطِنَ الوَجَعِ فِي دَاخِلِي .. تَكْبُرُ .. وَتَكْبُرُ ..
(3)
وَهَا هِيَ عَقَارِبُ الزَّمَنِ تَلْدَغُنِي
بِسُمُومِ الانْتِظَارِ ..
وَتُكْثِرُ مِنْ لَدَغَاتِهَا بِشَدِيدِ الجِرَاحِ ..
لِتَكْتُبَ مَوْتَ قَلْبٍ ..
وَ( أَنَا ) وَلَحَظَاتُ الاشْتِيَاقِ ..
وَ( أَنَا ) والأَمَلُ .. بِــ وَصْلٍ / عِنَاقٍ ..
وَ( أَنَا ) وَالأَجَلُ ... بِـــ صَدٍّ / بُعْدٍ / فِرَاقٍ ..
يَسْكُنُ الأَمَلُ / الأَلَمُ ..
وَثَوَانِي / سَاعَاتِ عُمْرٍ طَوِيلِ الأَمَلِ .. قَصِيرِ الأَجَلِ ..
وَأَصْرُخُ مُسْتَغِثًا حِينَهَا ..
آهـٍ .. آهـٍ .. مِنْكـَ أَيُّهَا الأَنَا ..
مَا لَمَحْتُ بِلَيْلِكِ الطَّوِيلِ طَيْفَ سَنًا ..
(4)
وَتَدُورَ السَّاعَةَ لِتُعْلِنَ ( هَلاكِي..)
تَدُقُّ أَجْرَاسُهَا ( مُحَالٌ أَنْ أَرَاكِـ ..
أَوْ أَنْعَمَ بِرُؤَاكِـ ..) !!
وَيَكْبُرُ أَلَمُ جَرْحٍ انْدَمَلَ
بِــ الرَّجَاءِ / اليَأْسِ
وَوِِصَالٌ مِنْكِـ مُحْتَمَل ..
وَتُعْلِنُ الثَّوَاني
بَدْءَ أَوَّلِ دَقِيقَةٍ
مِنْ أَوَّلِ سَاعَةِ اشْتِيَاقٍ ..
أَنَّ هَذَا الحُبَّ نِهَايَتُهُ أشَدُّ حَالاتِ الفِرَاقِ ..
وَجُرْحٌ هُنَاكـَ .. عَلَى القَلْبِ انْكَتَبَ ..
فَمَا عَادَ يُفِيدُ الأَمَلُ وَالرَّجَاءُ ..
وَالأَمَلُ / الحُبُّ / الشَّوْقُ ..
تَطَايَرَ كَأَكْوَامِ غُبَارٍ ... يَنْثُرُهُـ الهَوَاءُ ..
وَسَوَادُ الرُّؤْيَةِ لَيْلاً تُعْلِنُ الفِرَاقَ الفِرَاقَ ...
فَأَصْرُخُ مُسْتَغِيثًا حِينَهَا ..
آهـٍ .. آهـٍ .. مِنْكـَ أَيُّهَا الأَنَا ..
مَا لَمَحْتُ بِلَيْلِكِ الطَّوِيلِ طَيْفَ سَنًا ..
(5)
وَمَخَاضٌ بِوِلادَةٍ مُتَعَسِّرَةٍ ..
وَكَوْمَةُ جِرَاحٍ لأَشْوَاقٍ مُتَكَسِّرَةٍ
عَبَثَتْ بِهَا أَيْدِي الانْتِظَارِ الطَّوِيلِ مَدَاهُـ ...
قَسْوَةً / َجفْوَةً ..
تُقَارِعُ لَحَظَاتِهَا نَشْوَةٌ / مُنْوَةٌ ..
وَتَسْطُو عَلَى الأَشْوَاقِ بِلَيْلٍ كَالِحِ السَّوأدِ ..
يَرْمِي بِالعُمْرِ كَلِّهِ بَعِيدًا فِي مَتَاهَاتِ البِعَادِ ..
وجَوْرًا يَحْكُمُ اللَّيْلُ بِحُكْمِ سَيَّافٍ جَلادٍ ..
أَنْ قَدْ كُتِبَ هُنَا .. لِلْجِرَاحِ .. وَالعَذَابِ ..
أَلْفُ .. أَلْفُ .. أَلْفُ .. مِيلادٍ ..
وَأَصْرُخُ مُسْتَغِيثًا حِينَهَا ..
آهـٍ .. آهـٍ .. آهـٍ .. مِنْكَ أَيُّهَا الأَنَا ..
مَا لَمَحْتُ بِلَيْلِكِ الطَّوِيلِ طَيْفَ سَنًا ..