ضفاف البرد والظمأ

[محمد فرج]

ولي بين قوسيك رحلة شوق
تفاصيلها تنتهي عند أول عيد
على شفتيك
وتبدأ بي عند آخر جرح عقابيلها
ولي بين صوتي وموتي
فضاءات عشق
وخلف ضلوعي غمام ورعد وبرق
ولا غيث يسقي جفاف الشغاف
ولا دفء بيني وبين لحافي

أبردك هذا الذي يعتريني ,؟
يصيرني ضفة من وجوم
وهمهمة وارتباك
فلا الموج يلثمني حالماً
من هنا
ولا الريح تعبرني خلسةً
من هناك !
أبردك هذا الذي يجيئ بليل
ويمضي بليل ؟
وليس به رعشةٌ تحتويني
وتسْكنُ قلبي سواك !

تعالي
نحاكي نواح الرياح
بكاء
أنيناً بلون الغناء
وندلفْ محيطاً على ضفتيه
يذوب مساءٌ بثوب مساء
وتحترفُ الأغنياتُ
طقوسَ الرتابة والانحناء

تعالي
نشيعْ سباتَ الجهات
رويدا رويدا
فلا الريح ماء
ولا الماء ماء
ولا ـ يابنة الحي ـ آماقُـنا
على جمرها تعشقُ الانطواء .


من ديوان ( أغني رغم أني 1427هـ )