
لا تطفيء تلك الشعلة التي أضأتها بالأمس
لا تطفؤها إن خبا ضوؤها في عينيك ، أو فاجأها زحف البرد .
من منا لا يملك أن يطأ شعلة كانت هي كل الأمل ؟
بأي أنفاس سوف تغتالها ؟
وأي قدرة تلك التي تتوشح بها كي تطمس الضياء الخابي إلى الأبد ؟
ضعيفة هي ، مقرورة ، يغشاها ضباب مصدره عيناك ، فكيف أحكمت قبضتك الفولاذية على سيفك الخشبي تنوي إطفائها ؟
من أين واتتك الشجاعة لهذا ؟
كانت قوية بناظريك ، كانت أسطورة في خيالك، فكيف تستطيع أن تقهرها ؟ ولماذا ؟
ها هي الأيام تتعاقب ، تطوي صفحات لياليها لترقم صفحة جديدة في كل يوم .
وفي كل يوم تغادر مخدعها الطفولي ، يرن خلخالها فوق طرقات الصعب / المستحيل
تحاول أن تدق بعنفوان شبابها أبواب يعلوها الصدأ منذ سنين
ترسم بشعاعات الحنين خطوطاً ملونة صاخبة كانت أو هادئة ، المهم أنها تفعل
والفعل لو تدري حياة ، وحياتها كانت دوما طفلة في أحضان التحفز .
نصب مرمري يحاول أن يتجدد أمام رشق الخناجر
أصابعها الصغيرة كم امتدت للضياء ، كم تطاولت نحو الشمس تعيش ومنها تقتبس ، وبها أنت عرفتها شعلة .
فكيف اليوم تطفؤها ؟؟
كيف تؤطرها وتزرع الشوك حولها ؟
من منحك حق الجلاد ، وقد كنت يوما قاضيها ؟
عادل كنت ، رائع كنت .
فكيف أصبحت اليوم ظالما
كيف غدت ابتسامات الأماني العِذاب ضرباً من أوهام ماض لا يذكره سواي ؟
لماذا أصبح الخواء هو ساكن الدرب الوحيد ؟ مالكه وسيده ؟
ولمَ استحالت أصداء الجمال سياط عَذاب وترنيمة وداع ؟؟؟
