فاقد حنان !!

[هلال بن مزعل العنزي]

*فاقد حنان*



كم رصيدك العاطفي ؟!
أأنت من المستقرين نفسيا ؟!

أم تراودك أفكار الأسى والضجر ؟!

من أنت بالنسبة إليهم ؟!

من هم بالنسبة إليك ؟!

.
.
.
.
.
.
.
" فاقد حنان "

عبارة كتبتها ذات صباح ، على تلك السبورة البيضاء ؛ لتكون مثيرا بصريا في الدرجة الأولى ، صنع نوعا من ردة الفعل ، أتى في صورة شعورة صامتة أو مصمته ...

فـ ـا قـ ـد حـ ـنـ ـان !!

لاأعلم ما دعاني لكتابتها ، ولكنني عقدت العزم على أن تكون التهيئة الحافزة في ذلك اللقاء العلمي ، تهيئة نفسية تدغدغ المشاعر ، أو تناجيها !!

ما زلت واقفا أمام السبورة ، وما زال الصمت سيد الموقف !!

أعين تترقب ما يكتبه ذاك السمين !!

كأن كهربية الجسد قد بدأت تهمس ألف ألف وحدة عاطفية !!

وكأني أسمع خلفي آهاتمكتومة ومكلومة تعطر كآبة النعاس ، وتراود حالة " الطفش " عن نفسها !!

إنها آهات صادقة !!

أوليس الألم أصدق ؟!
أوليست الدمعة أوثق ؟!
أوليست الأنات ترمومترا يأبى إلا الدقة ؟!

أحبتي !!

لا ألومهم ، فقد كنت أيضا أتلذذ بقراءة ما كتبته ، كما تلذذت بالفكير فيه !!

فاقد حنان ...

أيناسبكم هذا النعت ؟!


ألسنا نركز على الدور الإداري في حياتنا ؟!

ألسنا نقيس علاقاتنا بالحقوق ، والواجبات ؟!


الأب في البيت ...

هو مدير إدارة تضم في عضويتها زوجا وأبناءً !!
هو يرى أنه ملزم بالمادة ، لا بغيرها معها !!
سلطوي ، يصدر القرارات ، أو لنقل الأوامر والنواهي !!
كثير اللوم ، كثير الشكوى ...

" أتعبتم أباكم "
" أهلككم الله "
" ... "

كم من الآباء لا يقولها ؟!


الأم في البيت ...

مدير تنفيذي ...
مدير أعمال حذر ...
حزب معارضة ، أحيانا !!
وأحيانا : " جاسوس حنون " هدفه الإصلاح !!

" أخفاكم ربكم "
" لعنة الله عليكم "
" أزعجتني يا ... "

سيمفونية جل الأمهات عازفها !!

..
..
..

الأبناء ، والبنات :

مصابون بفيروس :



" فاقد حنان " !!

متى كانت آخر مرة تقبل بها رأس أختك ؟!
متى كانت آخر مرة تطلب من أختك شيئا، باسما متلطفا ، مفتتحا عبارة الطلب إن لم تختمها ، بقولك : " لو سمحت " ؟!
متى كانت آخر مرة تشتري فيها هدية لأختك ؟!


وأنتِ :

متى كانت آخر مرة تعرضين فيها على أخيك قصيدة كتبتيها ؟!
متى كانت آخر مرة تقدمين فيها لأخيك طبقا من الحلوى أو العصير دون طلب ؟!
متى كانت آخر مرة تطلبين من أخيك مساعدتك في إعداد بحث ، أو حل مسألة أو تمرين ؟!


ولكم جميعا أقول :

كم مرة سمعتم داخل البيت ما يسلي عواطفكم ويصرفكم عن سد جوع العاطفة خارج المنزل ؟!


أحبتي :

ما بالنا لا نبالي ؟!
لم نحن جافون مجحفون مع الأقربين ؟!


لماذ لا تقام علاقاتنا الأسرية داخل بيوتنا على الحب الظاهر ، والباطن ؟!
لماذا يعز علينا أن نسمع أشقائنا عبارات مداعبة وملاطفة ؟!
.
.
.
.
.
نجد الفتاة تهمس لصديقاتها ، اللاتي يعشن ذات المعاناة ، بما يجعلهن مستغنيات عن عاطفة البيت ، كما يزعمن !!
ونجد الشاب يصارح الرفقاء - رفقاء صلاح أم فساد - بما لا يقدر على بوحه عند والديه !!

لقد التزموا أو ألزموا بالجانب الإداري ، وعلموا أن لهم حقوقا ، وأن عليهم واجبات ، وكل ذلك مادي المعنى والسلوك !!


" يا ويل حالي "
" أدوخ "
" يالبيه "
" يا عمري "


أتعلمون الآن سبب استهلاك مثل هذه المفردات من قبل المراهقين ؟!

لم يكن واحدهم سويا ... لا أعني جسديا ، ولا أعني أيضا عقليا !!

هو لم يكون سويا من الناحية العاطفية !!

لا بد له من اتزان عاطفي !!
لا مفر من تصريف الشحنات الزائدة !!
لا مناص من تنفيس المشاعر المكبوتة !!


وآه يا المشاعر المكبوتة ...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

يتزوج الشاب والفتاة ، ويبدأ هنا التفجير ، وينتشي الحب ، وأسهم الغرام بارتفاع ، وتجدهما في همس ولمس !!

ما الذي يضمن لنا أنهما يحبان بعضهما فعلا ؟!
ما الذي يمنع من أن نرى أيا منهما إنما يجدد علاقته بالحياة ليس إلا ؟!
لعلهم عقدا معا شراكة لحل عقد الأمس ؟!


لست أشك في حب أي من الزوجين للآخر ، ولست أعمم مثل هذا الرأي ( لا حظوا أنني لم أعده حكما البتة )

ربما كنت مخطئا ، ولكن ...

أليس الملل ضيفا ثقيلا زار جل العلاقات الزوجية ؟!
أليست علاقة الأخ بأخته - عاطفيا - ستكون مثلها علاقة الزوج بزوجه ؟!

" أفيه "
" مشاويرك ما تخلص "
" عطني فلوس "
" ودني لبيت أهلي "
" اقلبي وجهك "


أسطوانة قد اعتاد عليها حتى أوفر المتزوجين علما وعملا !!


أحيتي :

لست متشائما ، ولكنها دعوة لممارسة التأمل ، في ممارسات سلوكية ، تحتاج إلى مزيد من الهندسة ، والجبر !!
.
.
.
.
.

لا بد من نفي أي قيمة اجتماعية سيؤدي بقاؤها في خريطة المجتمع المفاهيمية إلى ارتسام ملامح الجفاء الروحي !!

تلزمنا حيوية العلاقة !!

أليست العاطفة الصادقة دالة على النبل والكرم ؟!
أليست علامة سمو فكري ؟!
أليست مؤشر نقاء وصفاء ؟!


أحبتي :

لنشبع من حولنا عاطفة ، ولنعدهم مصادر آمنة للحب ...


أحبكم في الله ...

هلال بن مزعل العنزي
عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية (عضو عامل)

****

 

[مي العتيبي]

(( كلنا فاقد حنان ))
أعجبني ماتطرقت اليه ياعزيزي هلال
لي عوده .

 

[بندر الصقر]

يناسبني جدا هذا النعت ( فاقد حنان ) بل إني ارى نفسي شيخ الفاقدين ياهلال ..
في مرحلة من مراحل حياتي انفجر في وجهي القضاء والقدر فكنت أبا وأخا وكلب حراسةٍ حتى, قبل ان اتجاوز السادسة عشر من عمري
صدقني ياهلال المشكلة اكبر واعمق واعوص من ان تحل بالكلام بل إني اخشى أنه لا حلول لها سواءا من المقترح أو في القادم من الحلول ..

لم نعد نحتاج الكلمة الطيبة فيما بيننا بقدر مانحتاج أن نكف اذانا عن غيرنا ويكف أذاه عنا ..

اعتقد يقينا أن من اسباب فقدنا لكل شيء وليس للحنان وحده هو فقدنا لعلاقة الأخ بأخته , أما فيما يتعلق بالحياة الزوجية فأترك للمتزوجين الرد .

بندر الصقر
عضو في جامعة الدول العربية
عضو في أبعاد أدبية

 

[غدير المشاعر]

ما بالنا لا نبالي ؟!
لم نحن جافون مجحفون مع الأقربين ؟!
**
لما نحن جافون ..!
سؤال يدعو للتفكير الطويل بجلسة هادئة ذات مساء وبجانبي فنجان من القهوة
هكذا أراني وأنا أحاول أن أصل إلى إجابة لهذه السؤال العميق بعمق جيل وأمة
لما نحن جافون ..!
هكذا تربينا .. على الجفاء على عدم مصارحة من حولنا بمكنون صدورنا
هكذا تربينا .. على القمع منذ صغرنا وعدم الكلام عندما يتحدث الكبار والكبار ابداً لا يصمتون
هكذا تربينا .. أن الحب ضعف وعيب والكلام عنه وفيه قلة حياء
هكذا تربينا .. أن الأخ الأكبر يعلن سلطته على من يصغروه في البيت وان كانوا بنات بالتحديد كانت السلطة أقوى دون رادع له
هكذا تربينا ..

**
وآه يا المشاعر المكبوتة ...
.
.
نعم نحن مكبوتون عاطفياً
البنت الفظه في البيت هي ارق ما تكون مع صديقتها ونعم التعاون والصداقة
الأخ سليط اللسان في البيت مع أخته هو بالخارج العاشق الولهان رقيق المشاعر المتفتح
الأب الشديد المتعصب هو بالخارج ..... إلا من رحم ربي
الأم وأمهات كثر من فرط الإحباط والمشاعر المكبوتة ينحرفون عاطفياً

**
مثال غاية ف الأهمية
لماذا فترة الخطوبة وأول شهر زواج من أجمل أيام العمر ..!
ونتساءل بعدها من أين آتى الفتور ..!
الزوج يبحث عن صديقه تنعش حياته العاطفية
والزوجة أيضا تبحث وان كنا نرفض أن تظهر الزوجة بهذا الشكل
ولكنه واقع رضينا أم أبينا

**
[ فاقد حنان ]
هنا المشكلة
فاقدين حنان
الاب او الام يروا ان اظهار مشاعر الحب والحنان ضعف
وهنا تبدأ المشكلة
تنصاع الفتاة وراء أي كلمة حب لماذا . !
تنصاع الفتاة وراء أي معاملة طيبة تجدها من رفيقة سوء او غيرها . . لماذا ..!
فاقدة حنان


الموضوع جميل وعميق والكلام فيه يطول
لكن اكتفي

 

[فضائِلْ]

{

إِنْ تَعمق الْفَقد وذلِك ل تَذبذبِ الْتَشبع بَين الأَرواح .....!
ف الْتَشبعُ يَمتد مِنْ الْوسَط نَفسِه ومِنْ الْشَحصِ نَفسِه
نَعلم أَنْ الْعطاء سَمة الْعَبد الْطاهَر أَلا أَنْ الْنفس لا تَقبل الْعطاء دون مَقابِل
والْمُقابل طَبيعي جَداً أَنْ يَقتَرن ب روحِ الْشخص نَفسه ( مَعنوي أم مادي )
وهذا هُو أَساس الْتذبذب الْحقيقي في الْعَطاء ..؟
:
:
توليبُ يَحرسِك يا فاضِل

}

 

[هلال بن مزعل العنزي]

أطلقتم الأسرى ، وقيدتم الأسر !!

كم أحبكم !!