كلُّ العَصَافيرِ بِلا مَنازِلٍ ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
قَمْح. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 1 - )           »          حين تتنفس السماء من صدرك! (الكاتـب : جهاد غريب - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          مأوى الأحلام. (الكاتـب : آية الرفاعي - مشاركات : 125 - )           »          فقــد … (الكاتـب : محمد آل عبداللطيف - مشاركات : 0 - )           »          فنتـــــــــــــــازيـــــــــــا! (الكاتـب : عمرو بن أحمد - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1319 - )           »          عصف ذهني حول الموت ! (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 4 - )           »          [ دعوة لـ حضور زواج ولدي عبدالله ] (الكاتـب : صالح العرجان - آخر مشاركة : عبدالله السعيد - مشاركات : 4 - )           »          وللحديث بقيه (الكاتـب : ساره عبدالمنعم - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 94 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7528 - )           »          مقولة أعجبتني (الكاتـب : محمد سامي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 35 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-2009, 06:05 PM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي كلُّ العَصَافيرِ بِلا مَنازِلٍ !


حينَ قرّرني الغِيابُ كنتُ وَحدِي , وَحدِي تعني فَقَط .. بدونك .

مثذ عرفتُكَ غيّرتُ طريقةَ استخدامي للألفاظ , أقولُ وحدي عندما أعني أنّكَ لستَ معي , و أنّي حزينةٌ حينَ تبكي أكتافي مرارةَ المسافةِ بينها و بينَ يديكَ و أنّي راحلةٌ حينَ تُشيحُ بصوتِكَ عنّي ..

ليسَ غريباً أبداً أن تتغيّر أشياؤنا و أولويّاتُنا من أجل من نحبّ , الغريبُ أن تأخذَ كلُّ الأشكالِ طابَعَ من نحبّ و تتحوّلُ كلُّ العواطِفِ إلى مصدرٍ واحدٍ .. هو من أحبّ !

هكذا كنتُ أنا , غريبةً في كلِّ شيءٍ معك , تماماً كما كنتُ غريبةً مع كلِّ أحدٍ قبلَك .

لا ترفَع دهشتَكَ و تحدّق في صمتيَ المنطلقِ من أعلى فوّهاتِ جرحيَ الثّائر , دعكَ من أنفاسيَ المتقاطعةِ مع الحروف , تستطيعُ حتماً تخمينَ الحروفِ الّتي أبتلعُ لأجلِ أن أواصلَ الحياةَ .. و الحديثَ إليكَ في غيابك .

امرأةٌ مثلي قادرةٌ على ابتكارِ عالمٍ كاملٍ من كلمةٍ تقولُها متلعثماً , قادرةٌ على أن تنفجرَ صمتاً , حينَ يُفاجئها صمتكَ بالكثيرِ من الظِّلال .

امرأةٌ مثلي تعشقُ الشّمسَ رغمَ صقيعِ الوحدةِ و ترتدي حلّةَ الحزنِ ترَفاً بالشّوق , قادرةٌ على أن تُمطركَ بالحضور حينَ تعجزُ عن استبدالِ صمتِكَ بالغياب .

كنتُ دوماً أتساءل : هل نحبُّ من نُشبِه , أم نُشبِهُ من نحبّ ؟

أم أنّهُ الحبُّ يخلطُ بين الأشياءِ بفوضويّةٍ محبّبة , يقلّبُ المشاعرَ على نيرانِ الشّوقِ فيصنعُ منها مزيجاً خطيراً قابلاً لكلِّ شيءٍ .. إلّا التّجمّد !

و ربّما كانَت أنانيّتنا من تحوّلُ الحبَّ في أعيننا إلى مخلوقٍ على مقاسِ رغباتِنا و أحلامنا و أمنياتِنا , بتجاهلٍ كثيرٍ لاختلافِ الآخر , لعمقِ ظنّنا بأنّنا نتشابه !

أنا كنتُ كلَّ ذلك , و هناك خلفَ قفصٍ صغيرٍ كانَ يناجي قلبيَ الصّغيرَ يديكَ كي تُخرجَهُ من النّبضِ إلى اسمك ..

يحدثُ ألّا نسمعَ صوتاً عالياً , في حينَ تنخفضُ كلُّ الأصواتِ حولنا و تسرقُ تركيزَنا , لا لأهميّتها بل لانخفاضِها عن مقدارِ الوضوحِ حتّى لو كانَت هدراً للقلب ..

و ربّما كُنا نُغفلُ صوتَ حلمٍ , آثرنا أن يبقى في غياهبِ النّومِ السّريِّ اللّذيذ , على أن تلفحهُ حرارةُ الواقعِ بفجرٍ قد يكونُ أكثرَ اشراقاً ممّا نتوقّع .

هكذا كنتَ أنتَ .. دائِماً على حافّةِ الأمان , و قبلَ الغرقِ بشهيقٍ واحدٍ ..

تلكَ المسافةُ الفاصلةُ بينكَ و بينَ الشّوقِ دائماً , كانَت ملجأكَ الوحيدَ منكَ , و انتظاركَ الوحيدَ لي .

ربّما لم نتّفق و لم نتشابه ,

لكنّنا حتماً

غرقنا

معاً .



...... نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.