بَقايايَ لم تستأثر أن تُجمَع على غُصَّة قابِلَة لـ إشتِهاء المَضغ الرّوحانيّ
ولم تَزل تَستَعرُ أكثَر حينَ تأخُذُ نِصابَ الوَجع صَفحَة حَياة
تُدوِّنَ الأنا كَما تَشَظَّت أنينا ً لـ قابليَّة الشَّقاءْ
فلا تيأسْ يا مَوت مِن خِلدي المُدوَّى صَريعا ً
قَد يأتيكَ كامِلا ً دونَ تَقدُّمِكَ قاتِلا ً
أتبادَلُ أخبارَ الإحتِضار مِن على نافِذَتيَ الضَّيقة
يَكسوني الهَجر وقُربان الوُحدَة المُتَزَمِّتَة
وألاعِبُ إحتِراقَ الأجفان بُكاءا ً
في غَداةٍ تَسطَعُ كافِرَة بضوءٍ يَجيء
لَستُ أدري ما نَوعُ الهَمِّ القائِم على حُدودِ وَجعي
فلَستُ كاهِنا ً لأسرُدَ ما تَجمَعه العُيون على غِرارِ النَّحيب
الذي أعلَمه ارتِجافَ أضلُعي في غابٍ كَثيفُ الفَراغ
وتساقُطَ لَحمي في مَهبٍّ يَصقُل إنسيَّتي
أو وَلولَةٌ لـ نواحِ الذَّاكِرَة على مَددِ بَصيرَتي
الرّوح ذاهِبَةٌ في وِديانٍ باليَة الأجوبَة
وحِكمَة الوَقع تُغرغر أسريَ
وأنا بلا قِيامٍ أجرُّ أذيالَ خَيبَة الإكتِمال
لأكتَسي غَباشَ أرضٍ ما فَقِهتُ بَياضَها
أنعَتُ كلَّ جَمادٍ في رَكيزَتي
وأنسِجُ مِن مَداراتِ اللاوجود تَكوينَ لُهاثيْ
وحَنينُ البَدن المَكلوم يمتَصُّ الجَفاء
قِطعَة قِطعَة
ويَخلو بي على مائِدَة فريدَةُ الاغتِيال
فلا يَحنَثُ الغَيب بي دَقيقَة
إلا وإنكفاءُ الذَّاتِ على الذَّات يَصيحُ كَمَّ النُّفورْ
فـ أترتّبُ بلا وَصفٍ في وَقتٍ يَتهالَكْ على جَبيني
حيثُ لا فَصلٌ أحمِلهُ على كَتفيّ
ولا نُواة لـ أشياءَ جَديدَة تُرسَم
فصَوتُ الآتٍ يَبتَعد ويَلتَطي بـ ركن مَهيبٌ عَدَمه
كَشَرَ رُفاتي سَعلَ إنتِصابه الرَّماد
وبَكى الأديمُ إهمالَ البَقاء على مُضغَة
سَقتها السَّماء حين رَميم
وذَرفَتها الأرضُ حينَ بُكاء
أنَّني لا أجدُ مَدخَل حَقٍّ أتزَمَّله مِن خَوفِ الجُنون
ولا كِتابا ً يَقينيَ أصداعَ الخَراب المُلتَوية بفاقَتي
كلُّها رُفوفٌ مَقتولَة وعُنوانُها مَحو الوُجود
فلا أستَزيدُ مِن مَنهلٍ إلا ويتضرَّع بـ كَشفِ إنحِسارِه
لـ أضرِبَ رأسَ الخَيبَة بجدارٍ قَريب
هَكذا عَهدتُني راكِضا ً مِن جَوفِ نَفسي
أمحو الخُطى الثّابِتَة على مَضض مُربِك
أندَثرُ رويدا ً على رَصيفِ العُمر
ولاأترُكُ شَيئا ً يَستَقيمُ في ذائِبِ نَهجي
لأرتِّلَ وَصايا الخَفاء
وألطِم شَجرَة أفرُعي المُتَيبِّسَة
لأتأرَّخ خَريفا ً يلعَقُ الهَباءْ
لَيسَ مَعي غيرَ زوّادَة الحُزن يا قَلم
أتنكَّل بِها على وريقاتِ الإمتِعاض
اسوقُها ارتيابا ً ونَزيفَ قَهر
ألَملِمُها حَزينَة نائِيَة
تَغفو على جَحيم
لـ تَضع إثرَ إحتِراقِها
بلا شِفاءٍ وإنتِهاءْ .
عبدالله مصالحة
20/3/2009