.. ترَانْزيِت ..

[موزه عوض]

http://almobile.maktoob.com/org/uploads/5131e77757.swf


ترانزيت


عِندَ آخر الضفة كان كُل شيءٌ منه باهتاً..
ملامحه فَقدت بريقها للحياة ..
حَشرجة الصوت تأتي بِغتة لِتحمل لي الموتُ منه للأعماق ..
وكآخرُ نُقطة على سطور الورق وأمضى ..
بدموع لا زالت تقبضُ روحي وأسافر الى البعيدُ هناك..!

في البداية الأولى من التحامنا / ارتشافنا لحظات الامتزاج
كان بداية لها ارتعاشه روح..






أما اليوم ..

لم يعُد شيئاً ..يُعنيني ..!

لمْ يعد ...هُناك وطن
لمْ يعد ...هناك فرح
لمْ يعد ...هناك ابتسامة ..
لمْ يعد ...مني شيئاً سواها لحظة الندم..

( أَتَذَكرُ ..تِلك اللحظاتُ الساكنةُ شوارع المدينة وبتلات الورد والسفر إليه )



لمْ يعد هُناك شيئاً يُعيد هذه اللحظات ..





أشعرُ ..بالنهاية / الموت القادم من القبو المظلم ..
أشعرُ ..بتفاهة كُل شيء / حرفي / صبري/ دمعي / ألمي وحتى ابتسامتي المُصطنعة..
أشعر..بقسوة الضمير ويأسُ يُطلي ألوانه المعتادة ملامح روحي..

وكيفَ لا أشعر بكَ وأنتَ العمر والانتماء الأخير لقصةِ وجعي..
وكيفَ لا أشعر بكَ وأنتَ الفُقد والافتقاد لِنُطفي..
وكيفَ لا أشعرُ بكَ وأنتَ شريكاً تشرب الحب من أوردتي ونبيذ ضحكتي ..








لا ترحلْ ..!؟

دمي / عمري / قلمي / حممٌ بركانية سوف يُشعلها غيابكَ

لا ترحل ..!؟

هُناك على طريق السفر سألتقي بحزنٌ تسرب أغصان الصمت وألمٌ علك دمي..

كُل شيء أعرفه../ افهمه / أبلله / بندى روحي الموجوعة وقت غيابكَ
كُل شيءٌ سيُصبحُ بارداً / كالحاً / صامتاً بدونك..




لا ترحلْ ..!؟


فالرحيل آفة عمري وقسوة لطريق مملوءٌ بأشواك الصمت
وغربتي هي..
ملامح الحزن وتكادُ تفضحني..


فحينَ.. أحببتكَ لا زالَ للعمر بقية ..
وحينَ تَنفستك..لا زال للوفاء خفقاتٌ نقية ..
وحينَ احتضنتك لا زالَ للوجعُ قضية..

فلا ترحل عني ..

يا نبضاً لمستُ فيه الألم يخفق
والغضب منك يرتله الخوف ويبصق
يا عمراَ ..ارتجيته صبراً بخافقي ينطق
وخطواتي بآثارها تبرق ..






(..هكذا هي محطات الحياة تحاول ملامسة الحقيقة والنبشُ عن الجراح
تُلملم بقايا حطامنا بمحراث الصمت ودموعنا تذرفها حدقة الحزن على أرض النواح..)




لا شيء آخــر سوى عيونٍ تناظر الأفقُ البعيد
وخطواتنا تلهث توقف ترانزيت الغياب..!

لا شيء آخــر سوى انتظار يحمل داخلي ضجيج حزن وتَرقبُ القدر من الأشياء القادمة..!






دَعني أُخبركَ يا شريك العمر..



أكتبُ وأكتبُ للوجع مراحل ..
وللشوق ملامح ميتة لم تكن سوى ضباب راحل..
وللحب إيقاعاً يعزفُ مع أزيزُ الصمت وفرقعة الفؤاد..

أكتبُ عنكَ / عني / وعن جِناح السفر وبياض الروح والدم الأسود بالأزهار ..
أكتبُ عن الحلم الذي لم يأتي
والخدعة المكسورة بنبراتها ..
عن وسوسة الروح وقت شهوتها ..
والطيف المطرود من الرحمة..

أكتبُ ..عن لونٌ أخضر بهُت في زمن الزيف واللون الأحمر حِينَ أثارته العنصرية
أكتبُ ..عن نصٍ خارج للمألوف داخلاً للروح..
عن صوتاً ..ليس له كلمات ولا وشوشة أوراق ..!




ألا يكفي أن قُلتُ لكَ:


لا ...تــَرْحــَلْ ..؟!




هُناكَ ما سوفَ يتعثر بخطوات أصابعي ..
وعبرَ النداء لنْ يسمعني الضاحكون ولا العابرون دربي
ولا ...القمر الذي يدر بضوئه صدر السماء..

وَحْــدي ..سأتذوقُ مرارة الصمت وانطباق الشفاه
حينها سأُلملم خطواتي للخلف
تاركه الماضي ينهمر مع المطر وبعصف ريح الوجع أغصان جسدي



وابكي ..
وابكي ..
أبكي




فُقْدكَ ..!

همسة روح لخالقي :

اللهم احرسني بعينك التي لا تنام
واكنفني يكنفنك الذي لا يرام لا أَهْلَكُ
وأنت رجائي كم من نعمة أنعمت بها عليَّ
قلَّ عندها شكري فَلَمْ تحرُمْني
وكم من بلية ابتليتني بها
قل عندها صبري فلم تخذلني
اللهم ثبت رجاءك في قلبي
واقطعني عمن سواك
حتى لا أرجو أحداً غيرك
يا أرحم الراحمين.

إهداء
لشريك حياتي