المنغمسونَ في الـ "آه"
أولئكـَ المنغمسونَ في الـ "آهِ" كـ قطعةِ سُكرٍ مغموسةٍ في شاي.. لا أعلمُ لماذا يعشقونَ الذوبانَ في الألم؟!!
أدركتُ أنهم يتعمدونَ التوجُّع.. ليسَ حُبّاً.. إنما.. شفقةً على ذواتِهم.. مِنَ اِنعدامِ الشَفقة.. !!!...
أوَليسَ غريباً أن تلقى من يهيمُ حُبّاً في شَكواه!!.. حتى وربي لـ تَلقى نفسكـَ مللتَ اِستماعكـَ لـ تلكـَ الشكوى
بل الأغرب.. من يُتقِنُ فَنَّ البُكاء.. فـ تَرى دموعهُ لا تَجفّ.. أما آنَ لـ مائها أن يَنضب؟!!
تعجبتُ كثيراً.. ولا أُبالِغُ إن قلتُ أنَّ العجبَ أخذَ مني مأخذَهُ على غيرِ عادة
كانَ عجبي.. ممن يجمعونَ قلبينِ في جَوفٍ واحد.. أو بِلفظةٍ أسهل.. أولئكـَ أهلُ النِفاقِ من البَشر.. لا أعلمُ كيفَ يسكنهم ضِدّانِ في آنٍ واحد!!!
فـ منهم من يدَّعي إيماناً.. وهو لا يجدُ لـ مُسمى الإيمانِ معنىً لديه.. إنما يُحاولُ بهِ أن يُوظِّفَ اِدعاءهُ ذاكـَ لـ غرضٍ شَخصيّ.. وهو في ذاتِ الوقتِ.. من أهلِ الشكوى الذينَ عشقوا الذوبانَ في الألم.. طَلباً لـ الرأفةِ والشفقة..
ولا زِلتُ أتعجَّب...!!!...
ليسَ عجبي شَماتةً في من يسكنهم الوجع
ولكنهُ حيرةٌ ممن يسكنونَ الوجع
!!
وأولئكـَ الذينَ أمقتهم.. أهلُ الدركـِ الأسفلِ من النار
هنا..
سـ أُخرِسُ قَلمي
ليسَ خَوفاً.. فـ ما أذنبتُ.. ولا أذنبَ حَرفي
إنما... صَمتٌ لـ أجلِ الذاتِ الكامنةِ فيَّ.. فـ إني أخشى عليها من الذوبانِ في تلكـَ المعمعة
مريم الزيدي
الخميس
21/8/2008م
1:14 صَباحاً