4 - مواهب .. بالجملة ... !
-لو لم أرك بعيني لما صدقت ...لك أسلوب جميل يا بنت ...
-شكراً أبلة ..
-ﻻ تشكريني .. بل عديني ..
-بماذا أبلة؟
-أن تكتبي .. أﻻ تتوقفي عن الكتابة ..
-أعدك ..
و كأن وعدا بيني و بين أبلة مديحة و كانت تتابع ما أكتب بشغف .. فذاع صيتي في المدرسة .. حتى التقيت بمعلمة تهتم بالمواهب فقالت .. متأكدة أن تحت هاتين العينين الخجولتين عالما لم يسبر بعد .. شعرك قصير ..نحتاجك لتمثلي في المسرح المدرسي !
رفضت و هربت إﻻ أنها شجعتني و صرت الممثلة اﻷولى في المدرسة و زادت شهرتي بين الفتيات و صرت ينادينني ب محمد و هو الدور الذي مثلته في المسرح و أصبحت لدي معجبات ..كنت أمزق رسائلهن بأقرب حاوية قمامة و أنا أضحك لضحالة أفكارهن .. و ظهرت مواهب التمثيل و الكتابة و الرسم دفعة واحدة .. فلم أكن كبقية المراهقات .. كنت مشغولة دائماً .. بمسابقة كتابة .. أو مسابقة رسم .. أو مسرحية على مستوى الدولة حصدت فيهن المراكز اﻷولى بجدارة ...
انتقلت جدتي إلى الرفيق اﻷعلى عندما كنت في الثانوية العامة ف أثر ذلك على نسبتي فجلبت النسبة اﻷقل بين إخوتي كلهم .. لكن والداي كانا يدعمانني في كل خطوة أخطوها ...
و تفسخت العلاقات بين والدي و عائلتيهما بسبب الميراث .. و مع تنازلهما عن حقهما إﻻ أن الطمع أعمى العائلة الكريمة .. لأدرك بشاعة البشر بدون أقنعة و أنهم كائنات تعبد المال و أننا مبخوسي الحق و ﻻ نساوي قنطارا ... ف المال أهم من الإنسان .. و حفنة من اﻷوراق أهم منا و من انكسار أبي و أمي ...
اخوتي اﻷكبر تزوجوا .. الذكور و اﻹناث .. بقيت واحدة تدرس في الجامعة و بقيت أنا .. كنت أريد اﻻلتحاق بها في جامعة اﻹمارات في مدينة العين .. لكني وجدت أبي شيخا كبيرا .. و أمي هرمت و ﻻ طاقة لها .. و كنت أمام خيار صعب .. إما أن ألتحق بالجامعة و أترك أبي و أمي ؟ أو أدرس في كلية لم يتم الاعتراف بها بعد بجانبهما ... لكني قررت .. و كان أفضل قرار اخترته في حياتي !