أديم الديم .. وصانعة الرحيل
وبقايا من عطر..
ترسمني أطيافها بين عقل ناضج وروحٍ يافعة
ومن معالم الوفاء
سكبت ماء النقاء في كؤوس الزمن
وأسقيتها بلسم الروح
وأبت الاّ السراب..
مررّت شريط الماضي
فوجدتها في أوله بداية المطر
وفي أوسطه رذاذ عطر
وفي آخره كأس خمر..
مددت اليها يدي
فوجدت أناملي تيبست دونها
حاولت احتساء بعض الشراب المندلق
من شفتي الحنين ولم أفلح
مرّغت أنف الذاكرة
لعلّي أجد بعض ضبابية
تمنحها حق الجنوح من نبضي
فلم أجد الاّ ..
وفاء لا يشوبه خيانة
وقلب لا يغمره سواد
وشريان يسري به
رضاب شفتيها المتوردتين
وإندلاق الودق من كف الغياب ..
وتطاولت في المضي قُدما حول مراتع اليباس
وأقسمتُ أن لا يتبعها ظِل ْ
ولا يقتنيها قلب
ولاتتنفسها بقايا همسات
فالترحل
ولن أبكي عليها ..
فهي من شق طريق الجفاف
وعانق السراب طواعية
وأبت إلاّ الإنكسار..!!!