السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كما نعرف أن هناك مثل شائع يقول (( لكل جواد ٍ كبوة )) و لكني أرى أن هذا المثل لا يصلح بنفس النسق و المعني اليوم و هذه وجهة نظر خاصة بي و لي أسبابي الخاصة و منها أنه عندما خرج هذا المثل كان هناك جياد أصيلة بالفعل تتصرف بكل إنظباطية و كل أمانة معا وجود الحكمة و المعرفة و حسن التدبير و التصرف و لكن منذ فترة ليست بالقريبة اختفت هذه الجياد الأصيلة و لم يعد هناك غير جياد مهجنة لا تحمل من الأصالة إلا المسمى فقط و أصبحت هي الرقم واحد في خوض جميع السباقات و المصيبة أنها تحصل على المراكز المتقدمة دائماً و يوكل إليها كل أمر جلل لأنها هي الأقدر و الأجدر لذلك و لأنها تملك صفات لا يملكها غيرها و مميزات تستطيع من خلالها إنجاز الأعمال بشكل ممتاز و متقن للغاية !!!!!! و هذا ما جعلها تقبع في المقدمة دائماً فمن خلال ما سبق وصلت إلى قناعة أن (( لكل كبوة ٍ جواد )) و سوف أوضح هذا من خلال ما بقي من هذا الطرح فلو تفحصنا جيداً واقعنا الحالي لوجدنا الكثير و الكثير من الجياد المهجنة التي أكتسحت الجياد الأصيلة و أقصتها جانباً و همشتها و جعلتها مجرد جياد لا تصلح للإستخدام بل أنها أوهمت الجميع و الجياد أنفسها أن هذا النوع من الجياد هو سبب رئيسي في تأخر البلاد و المجتمع في اللحاق بركب الحضارة و التطور و الرقي و مواكبة الدول المتقدمة في السباق المعرفي و العلمي و التكنولوجي حتى تقوقعت هذه الجياد الأصيلة على أنفسها و صدقت أنها بالفعل لا فائدة من وجودها و أنها أصبحت حجر عثرة في طريق التقدم و تركت المجال لهذه الجياد المستوردة التي أصبحت تصول و تجول دون أن يستطيع أحداً إيقافها فعثت و أفسدت و تجبرت و جعلت عاليها سافلها و أصبحت تحقق الإخفاق تلو الأخر حتى أصبحنا في ذيل القائمة العالمية في جميع نواحي الحياة فإن أتينا إلى أساسيات الحياة المدنية البسيطة و جدنا أن بلاد أقل منا إمكانيات و قدرة مالية سبقتنا بعشرات السنين و يرجع السبب في ذلك التقدم إلى أنه لا يزال لديهم جياد أصيلة لها كبوات بسيطة و لكن جيادنا لهم كبوات و كبوات كثيرة لهذا أصبح لدينا لكل كبوة ٍ جواد متخصص و متمرس بل و مبدع و مبتكر لها و أصبح مقياس النجاح و الإنجاز لجيادنا هو كمية الكبوات التي حققها معا مراعاة العامل الزمني بين كل كبوة و أخرى فتتابع الكبوات و قصر المدة الزمنية فيما بينها يعد نقطة إيجابية تخوله لخلق إخفاق أخر يتم مكافأته عليه بمركز متقدم أخر ... فكيف بنا أن نتقدم خطوة إلى الأمام ؟؟؟.
بقلم / عبدالعزيز بن عائض الشهري ( المرتجز ))