مفهوم الخيرة هو مفهوم ثيولوجي بامتياز و ممكن بالأساطير و الميثولوجيا يدخل بعد ، لكن الوجودية المادية تنص على أن كل شخص من حقه أن يعيش حياته بالنحو الذي يجده الأفضل على ذمة سارتر
و لو أخذنا هذا المفهوم بنقول مفهوم الخيرة اختراع من العاجزين لتصبير أنفسهم و جلد ذواتهم بهذه الصورة ..
بنقول تعويض النفس بشحنات تأملية نفسية تجبر فتوق الإرادة لو كان ذلك على حساب الاستدانة من العقل ..
عزيزتي وصم الأمور بالخيرة يجب أن لا يكون إلا بعد أن نكون حاولنا بكل الجهد والعرق لتحقيق ما نصبو إليه ضمن ما هو مباح لنا بالطبع ..
ولا أجد ضير في أن نستعين بالعقل لإعادة شحذ الهمم ..
طبعا أنا مؤمنة بالخيرة من باب الإيمان الديني ، و أكررها بحياتي رغم أني امتعض من تكرارها .. و سبق و فتحت نقاش طويل جدًا بمفهوم الخيرة ..
بس وش حاجتنا للأشياء إذا وصلتنا متأخرة و تذرعنا وقتها بالخيرة .. !
عمرك فكرتي أنها قد تصل في الوقت الأحسن لها والأفود لنا .. فأمورنا متغيرة وما قد كنتِ تحتاجينة كثيراً ولم يحصل بوقتها قد يحصل بالوقت الذي تحتاجينة بشدة فعلاً مثلاً ..
سيقبلها بعضنا بمضض و البعض برضا و خنوع تحت مسمى الخيرة و المشيئة الإلهية ..، هكذا نحن لا نخرج عن هذين الإطارين
و ربما يملك بعضنا الشجاعة الكافية لأن يتبرأ من منحة القدر له في الوقت المؤجل ..
ليست كل العطايا موقته عزيزتي .. فبعضها مجرد حدوثه وبأي وقت لهو مصدر للفرح والتقدير ..كما ما استغنى برنارد شو عن جائزة نوبل ـ القيمة المالية ـ بعد أن قال أنها وصلت له بوقت فقد به متعة الفرحة بهذه الجائزة ، خاصة المبلغ المادي
لنقل أن المنعطفات التي تحول تأخذنا بجيبها و تخلق عوائق و حوائل بيننا و بين ما نريد ، تضيف لسجل حياتنا التراكمي العديد و العديد
نتمنى و نُحرم و في المقابل نكسب فكرة أو قناعة .. علينا أن نتذكر أن لا يوجد شر مطلق و لا خير مطلق كما أنه لا توجد قراءة خاطئة تمامًا و لا أخرى صحيحة تمامًا
