* بعيداً عن أرض الألم ...
" صباح النظارة المنكسرة "
ما أعرفه هو أن العنوان اقتباس لمحتوى رسالة أرستلها فلانة إلى فلانة في صباح اليوم , والقصة كالآتي:
فلانة ( الأولى ) من الناس الذين يعانون من حساسية معينة من العدسات اللاصقة ؛ لذا : فإن النظارات الطبية هي الصديق الأوفى من بين أصدقاء العيون ...
حكت لي قصة حياتها مع النظارات قبل فترة ليست بقصيرة , لكنني أذكر بعضاً منها , مثال: النظارة الوردية ...
ما حكاية النظارة الوردية؟
المكان : مدرسة من المدارس الابتدائية ,
الزمان : قبل 13 سنة تقريباً ( أول مرة أحس إن إحنا كبرنا )
الأحداث :
من ضمن سلسلة النظارات التي لا تنتهي صلاحيتها إلا بكسر أو خدش أو اعوجاج أو ضياع , قبل ذلك ... كانت تلك النظارة من أشد النظارات جمالاً في نظر طفلة في الصف الثالث الابتدائي , بعدساتها السميكة , وشكلها المتسع الذي غدى متسعاً جداً على وجه تلك الطفلة ذات الأنف الصغير , على قولتها: "أونّه موضه" !
وفي يوم من الأيام ... اختفت تلك النظارة من درج المكتب الخاص بتلك الطفلة ... فظنّت أن إحدى طالبات الفصل قد استولت على نظارتها لجمالها ...
إن الطريقة التي تسرد بها قصصها مع النظارات لهي أجدر بالثقة والاستمتاع من مجرد كتابتها بواسطتي لكم هنا ... ( خاطري أصورها فيديو وهي تقول السالفه )
المهم :
ضاعت النظارة , وبدأ المسلسل الدرامي , أقصد تتابع المسلسل الدرامي والمشاهد التراجيدية بعد كل حتفٍ لنظارة عزيزة ....
اليوم ( صباح الأربعاء )
استقبلتني بكلمة : "الله لا يرويج حالتي الصبح مع النظارات"
كالعادة : ضحكت قبل أن تبدأ بسرد الحكاية , وكعادتها قبل أن تبدأ بأي قصة تقول : "إنتي اصبري بس شوفي شصار"
"شصار؟" سألتها.
والقصة كما روتها حرفياً :
"قمت الصباح , عيوني مسكره وما أشوف , نعسانه , وماعلي نظارتي , وأختي طلبت مني أزيّن مرضاعة الحليب لولدها الصغير , وأنا أتحلطم , ورايحة أسوي الحليب , صار شي , بس شنو هالشي ؟ مادري ! .... المهم : رجعت , عطيتها المرضاعة , وجيت أبي آخذ نظارتي لأني خلاص ما استحملت , أطالع الدنيا وماشوف شي ! وين النظارة ؟ مش موجوده .. يا ربي وينها ؟ وأدوّر أدوّر .. إلين حصلت شي ع الأرض ( أنا طبعاً بس أضحك ) ...أطالع : إلا في شي معتوه يكسر الخاطر , مديت يدي , خذته , إلا نظارتي !!! أشوفها , شالسالفه؟ طالعي ش صار فيها ؟ ( وترويني إياها هههه ) , مسكينه ما سلمت مني في شي , من هنا مكسوره , وهنا ملتويه , وهنا مادري حالتها لله يختي , بس خذتها ورحت لأبوي وأمي , وعاااادي متعودين , ما هي بأول مرة !"
( المشكلة إن هي تتكلم وأنا خيالي شغّال معاها )
والجميل في الموضوع أنها أحضرتها معها إلى الجامعة , وكما قالت : "معليه بستحمل , اليوم وانا راجعة البيت ان شا الله بنمر على محل النظارات ... أمي تقول شيصلح فيها؟ قلتلها مادري! هو فيها شي يتصلّح؟ باخذ وحده جديده...."
واقترحت عليها أن تضيفها لقائمة وفيات النظارات , فقالت : "إي إي , كتالوج الله يسلمج!"
وأضافت: " أنا اللي موب فاهمته بس شلون جت النظارة ع الأرض؟ أخبر إني حاطتها جنب المخدة , مرة وحده أحصّلها على الأرض , لا ودايستها بعد وانا مادري!"
وبكل استمتاع : أخذت جوالها , فتحت القفل , القائمة , الرسائل : إنشاء رسالة جديدة : " صباح النظارات المنكسرة " إرسال إلى ((نور)) ... وتم التسليم.
سألتها: "وأخبار النظر الحين؟"
قالت: "كل شي مايل أحسه , عادي تشوفيني ماشيه ع الطوفه"
ملاحظة :
تمنّيت لو أنها أرسلت : "صباح الأرض المفروشة بالنظارات" !