أيها الفيل؟

هل يجوز لي أن أبوح لك بشيء مما يختلج في نفسي؟
لا تسألني عن التفاصيل ............. فما في داخلي من كركبة يصعب علي ترتيبها حتى في تسلسل أفكاري
إسمح لي أن أغطس معك حيث أنت , فأنا بحاجة لمغطسٍ ألتهي به عن مهلكات الدروب , والتفافات الأغصان اليابسة
كم هي الحياة عطشى لماءٍ يرويها حق الارتواء . فما مررتُ به من صحاري كادت أن تقتلني حنيناً للحظة حنان يحويني بصدق
كدتُ أن أغرق في الرمال الحارقة , لولا لظف الرب بي , لكنت في عالم "كان" ولما وجدتني هنا أمامك أتكئ على جبيني / على جبينك
كيف أنت أيها الفيل؟ قل لي كيف يمرّ يومك؟ وكيف تستقبل آهات المارة في الصباح؟ وماذا عن الظلمات الحالكة ليلاً؟ كيف هي تمرّ في ليلك؟
وهل لك ليل؟ أم أن عمرك نهاراً طويلاً يُبقِي الليل لي فقط؟ هل تفتقد أحداً إلى جانبك؟ هل تشتاق لمدرّبك؟ إن كان لك مدرّب ... أم تشتاق لفيلـ(ـة)؟
إسمح ليلي أن أقبع في داخلك لليلة واحدة , علّني أجدُ الراحة بغفوة رطبةٍ غضةٍ تعيد إليّ رونقي , وتحيي جوانبي الـ ذابلة حد الموت وهي تتنفّس المعاناة
سأمكث فقط إلى الصباح , وأخرج منك إلى عالمي , تعال معي إن أردتَ أن تتعرّف إليه أكثر , وأن أردتَ أن تتعرّف إليّ أكثر , فلا تقترب مني , فسأخذلك بخذلاني
لن تجد بي ما يسرّي عن خاطرك أو ما يجلّي تجاعيد وجهك , فأنا كبرتُ سناً بما ضاقت به الوسيعة ... وفي قلبي تجاعيد كثر , لن أتعبك معي أكثر من التعب ! فأنت فيل !