اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مي العتيبي
أظن أن ما جادت به صديقتي نهله كاف ٍ لجميع هذه التساؤلات
وأظن أن فكرتي وصلت بشكل ممتاز اليك ، [ مجتمع يقدس الذكر ويمنحه جميع الامتيازات بلا مقابل ] !
شكرا ً لمرورك الكريم .
|
اوافقك الراي يا مي مع بعض الاضافة لما قالته الاخت نهلة وهو التالي :
(لأن ثمة باب مغلق يُخشى على المرأة أن يُشرعه رجل غير زوجها)
لكن اقول وبكل امانه:
( لأن ثمة باب مغلق يُخشى على المرأة أن يُشرعه رجل قبل زوجها )
حيث ان الامور هنا تاخذ شكلها الذرائعي بشدة والرجل يتاجر فقط بشرف جاريته للحصول على السمعة الحسنة
وليس ليبلغ من ذي العرش رضوانا كما نـ/يحاول ان نـ/يدعي .
وهناك ظاهرة اخرى وهي عدم الاكتراث الا من الفضيحة بمعنى ان الفعل يكون غير ذي اهمية بالنسبه لذكوريتنا
الا بقدر ذيوعه وشيوعه اما ان كان من نوع سري للغايه فاعتقد ان العقل يمكن ان يجد طريقه الينا ولا اقصد من
ناحية التصرف اللاحق بل حتى من ناحية التبرير فليس هناك من لم يوبخ احدى جواريه يوما بالجملة التي نحب
دائما ان نرعبهن بها : (هل تريدين ان تفضحينا) أذ تتحول النتيجة (الفضيحة) الى جريمة بحقنا بينما يبقى الفعل
الاصلي الذي ادى اليها قابلا للتأويل طالما بقي في اطار السرية التامة عنا على الاقل , وربما هذا يفسر لنا سبب
كون العازبات يقعن ضحية هذا النوع من الجرائم اكثر من المتزوجات , مع ان المتزوجات هن الاكثر قدرة على
ارتكاب الجرم وطبعا بدون اي آثار جانبية شانهن في ذلك شان الرجل اي ان احتمالية الفضيحة تكاد تنعدم مع
وجود الزوج كصمام امان لاي توابع لاحقة محتمله , وقد قرات تقريرا نشرته احدى لدوريات العربية يشير الى
ان اكثرية من وصفهن بالبغايا متزوجات اصلا , واعلم ان عدد البغايا في المجتمع هو اقل من عدد البغاة ولا
ادري ماذا يطلق على ذكر البغي الا اني اجزم ان عددهم هائل لان باغية واحدة واحدة قد تكون الملاذ الاخير لعدة
بغاة وبالتالي فان العدد الافتراضي للبغاة نسبة للبغايا يزداد كلما ازداد انغلاق المجتمع والعكس صحيح ايضا
حيث ان عدد البغايا يزداد بزيادة الانفتاح ولكن يبقى عددهن اقل بكثير من الزبائن البغاة .
وعن دور الدولة اظن ان دولنا هي دول شعاراتيه فقط لذلك يبقى الحكم المخفف هو الحل الوسط بين اشباع
ذكورية مجتمع نهم وبين ارضاء المجتمع الدولي الذي يرغب في الغاء العقوبات المشددة كالاعدام وليس هناك
حل سوى بتطبيق القوانين بحذافيرها حسب خصوصية كل مجتمع من مجتمعاتنا اي ان تكون النتيجة النهائية
هي الاعدام ولكن قبلها يتم دغدغة مشاعر المجتمع بالطريقة التي يفهمها الا وهي الشعارات , فنفهمه ان ذلك
من حدود الله ان كان لا يعرف ذلك اصلا ونضع رجال الدين المشهورين امام الاختبار الاصعب في حياتهم والذي
نعلم ان كل منهم يتمنى الموت قبل ان يمر بهذا الاختبار وهو سؤالهم علنا ماحكم من قتل فتاة غير متزوجه
لانه ظن انها فعلت كذا وكذا حيث الشهود اقل من اربعة , عندها ستكون صدمة للمجتمع السادر في غيه بان
يكتشف ان القوانين يفرضها الرجل وينفذها باسم الله بالطريقة التي كان كهنة معابد الوهم في بابل ومصر
يوهمون الناس انها اوامر السماء , اذا تم تشخيص الخطأ وفضحه امام المجتمع وقام الناس بالتساؤل سرا
ثم بصوت خافت وبعدها علنا فان ايجاد العلاج سيكون مسالة وقت فقط , ربما سيظهر بعض القبليين ويلبسون
مسوح الدين ارضاءً لقبليتهم كما يلبس بعض السياسيين الدين لاهداف سياسية وانا اسمع بين الحين والاخر
زعقه هنا ونعقه هناك يتم فيها دس السم في العسل وارى رجال يلبسون زي رجال الدين لكنهم يتلفظون
ببعض الكلمات البذيئة كالشرف والكرامة , واقصد بكلمة بذيئة انهم كرجال دين لاشرف ولا كرامة لهم الا
بدينهم وليس بجزء من اجزاء الجسد كما يحاولون هم انفسهم ان يصوروا لنا بعقليتهم القبليه ويصوغوا
نظرتنا للشرف والكرامة اعتمادا على فسلجة جسد المراة لا على قربنا من الله والتزامنا بمبادئنا .
ولحسن الحظ ان امثال هؤلاء القبليين المتنكرين قليلين لكن صوتهم للاسف مدوي في الاوساط الشعبية خلف
الكواليس وهم اشبه بمرتزقة المبادئ حيث المبادئ هي ما يقوله الاقوى وليست مطلقة يخضع لها الجميع
وللاسف نخجل احيانا من معارضتهم لاننا سنكون عندها ديوثين في نظر مريديهم فنصمت على مضض رغم
عدم قناعتنا بحجية كلامهم بل اننا نتجنب نقاشهم لانهم يحملون سؤالا ازليا تحت اباطهم سيجعلنا نلوذ
بالصمت حاسري الرؤوس مطأطأيها وهذا السوال يقول ماذا ستفعل لو ان اختك او بنتك فعلت كذا وكذا
وحتى لو كانت الاجابة ماكرة مثل( سانسلخ من ديني واقتلها ثم اتوب الى الله) فان هذا لن يفت في عضدهم
حيث احتفاظك بالذكورية مع اعترافك بالردة لا يعني انك صاحب الكلمة لانه دينهم لا دينك وهم يحددون
لك متى تكون مرتدا كما ان الههم يسامح على مسائل مثل غسل العار وغسيل الاموال.
ربما تكون مسأله جرائم الشرف هي النقطة التي تتشابك فيها جميع الخطوط الدينية والاجتماعية والسياسية
وتخليص المجتمع من هذا النوع من الانحدار لابد ان يسبقه اصلاح في المجالات آنفة الذكر يصاحبه ارتقاء
بالوعي الثقافي المجتمعي (وليس الفردي كما هو الحال اليوم) ففي الوقت الذي نحمل كافراد وعيا نحسد
عليه الا اننا كمجموع لا نشكل رقما حيث ان راينا هو حبيس دفاترنا لكننا امام المحك نحمل راي الدهماء
لذا اظن شبه موقن باننا مشتركون بقدر معين في كل عملية اغتيال تتعرض لها احدى الفتيات .
ثم لماذا لاننظر للامر كما نظر له الفاروق عمر عندما رفض اقامة الحد على غلمان سرقوا ناقة لجوعهم
مع انه لم ينسخ الحكم الشرعي الى الابد وانما راى فيه رايا خاصا , وفي مجتماعتنا حيث نسبة العنوسة
اخذت تتضاعف مع مجيء الخادمات من اوكرانيا ودول البلطيق وسفر الشباب للدراسة في القارة العجوز
حيث الرضاوالنور والصبايا الحور , الا يعد الحرمان الجسدي والاجتماعي جوعا في نظر المشرع او الجلاد
لا اعني هنا الاباحة ولا ادعو الى التسامح العمري مع ضحايا الجوع النفسي والاجتماعي وانما ليكن ذلك فقط
سببا كافيا لنا لنحكم عليهن بالعدل /الجلد , اما الشرف والكرامة فلا اظننا نحتاجها كثيرا , واقصد هنا مبررا
او ابرر قاصدا ان جريمة القتل يفترض بها ان تدخل مرتكبها النار ولا اظنه سيكترث بعدها لشئ مثل طواطم
الشرف والكرامة ان كان لهذه الطواطم وجود خارج اذهاننا المهترئه .
شكرا لك يا مي لانك طرحت هكذا هَم .