النظر في أطراف الأمور, وسبر أغوارها _بموازين قد قررها الشرع وتضافر عليها رأي العقلاء_والتجرد للحق, هو اجتهاد لن يفوت صاحبه أجر حين جانب الصواب, وإن كان الصواب نال أجرين, ومن هذا المنطلق تكونت منظومة متكاملة من العلوم والأراء, وتلاحقت خطواتها نحو المسير السليم, الذي معه سيكون المصير المنشود لتحقيق أهداف كانت مرجوة من قبل .
ومن احترام الإنسان لعقله, واحترام عقول الآخرين, والحفاظ على إيمان النَّاس وأمنهم ومصادر رزقهم, البحث عن الحكمة حيث كانت, فلايحيدنَّ الإنسان عن هذا النهج, فبه يسمو الحق, وتعلو رآيته, وبه يخنس الباطل وتنكسر شوكته, وبهذا المنهج يكون البلاء حتى يميز الله الخبيث من الطيب, فهو طريق وعر وعقبة كأداء, لن يبلغ منتهاه إلا من استنار بنور الله تعالى, ومن منَّ الله عليه بفضله, وأكرمه بالعلم الشرعي علماً وعملاً, فربط بين عواقب الأمور ومقدماتها, ونظر من بين ركام اليأس لنور الأمل, ودفع بماهو أدنى لما هو أعلى, وصمت في إقبال الفتنة, وحمد الله في إدبارها .