’,
(كارثة العقل البشريّ )

المؤمن فولتير
الشيء الذي يدعو للريبة من شيء اسمه فلسفة هو العقل قد يُرى بأنّه مكمّل للكائن البشريّ مع القلب والروح لكن تطرأ أحيانا تساؤلات تقول العقل هو كلّ شيء والعكس الوقوف والشكّ كانت بداية التفكير "أنا أشكّ إذا أن موجود" كما قال ديكارت يبدأ الشكّ ومن بعدها تبدأ التحليلات وأخيرا تأتي البراهين وقد شهد عصر النهضة انتصارا كثيرة للعقل والعلم في وجه السائد من الاعتقادات تحت رعاية الدين بكوبرنيكوس وكبلر وغاليليو وبرونو أثبتوا خطأ اعتقاد الكنيسة بأنّ الأرض هي مركز الكون ومن بعدها توالت تلك الانتصارات وبدأ معها عصر العقل في أوروبا الذي كان نائما العقل موجود لكنّ مالذي تغيّر؟ مالذي جعل العقل هكذا يبدأ بالتساؤل هل هو العقل نفسه؟ هل للعقل جنس معيّن يتطوّر حضاريّا كالبشر؟؟ لاطبعا لكنّها أنفس البشر التي تغيّرت ومعها عقله وهب الله الانسان عقله ليعينه ويدبّر أمره ويختلف الاستعمال من شخصٍ لآخر الفضول والريبة ليست من سمات العقل على مايبدو فالعقل يتبعهما نعم ويتأثّر بهما نعم لكنّه قد يتبع القلب كذلك وكلّ ذلك سبّب المواجهة الأزليّة بين الدين والعقل أو لنقل بين المسيحيّة والعقل وكذلك اليهوديّة ديانات سماويّة رسخت بقلوب البشر لسنين طويلة لكنّ مصادرها التي عانت من التحريف هو مافتح ثغرة جعل من العقل يدخل من خلالها ويفكّك تلك الأغلال كلّ هجومٍ قام به فولتير باسم العقل بمواجهة الدين كان بسبب ذلك من قبله سبينوزا الذي أنكر الأساطير اليهوديّة وتجاوز ذلك بانكار صفات خارقة لموسى عليه السلام والعديد من المعجزات بالعقل فعل ذلك ووصل إلى نتيجة أقرب ماتكون ماديّة أو رياضيّة الطابع أنّ الله موجود لكنّ وجوده لايُدرك بأفق العقل وحسّه وكان هذا هو الخيط الرفيع الذي كان يصله بالإيمان رغم تطويق الإلحاد له فولتير نفسه كان يحبّ فلسفته ويبتعد عن الكثير من كتاباته بسبب آرائه الملحده! كلّ ذلك بفعل العقل تماما كما فعل من قبل رجال الدين هاهو العقل فعل كلّ ذلك لو افترضنا مثلا أن الماء كائن لع عقل وسألناه عن معلوماته حول درجة الحرارة سيقول لنا بأنّه يعرف كلّ درجة تقع بين الـ صفر مئويّ - 100 درجة مئويّة أدنى من ذلك يتجمّد عقله وأعلى من ذلك يتبخّر عقله! كذلك هو عقل الانسان برأيي لطالما قيل:"هنالك أمور يجب أن لايعرفها الانسان" عندما نقول لطفلٍ ما وبلهجة عاميّة:" بعدين تعرف" أليس ذلك مراعاة لعقله؟ لم يراعي الكثيرمن الفلاسفة عقول البشر كان الذي وضع الميزان ورأف لحال العقل هو الفيلسوف العظيم كنط في نقد العقل البشريّ , فولتير أنكر خرافات الكنيسة وهاجمها وهاجم تعصّبها ورأى بأنّها هي التي تجرّ أوروبا للحروب باسم الدين حاول الملحدين أن يستميلوه كتب لهم ودافع عنهم لكنّه لم يؤمن أبدا بما يؤمنون به فتبعا للنظام البشريّ وطبيعة الانسان وكون الضمير \الخوف\الأخلاق\المحبّه موجودة رغما عن العقل القادر على المكر كلّ ذلك يثبت وجود إلهٍ يجب على الانسان عبادته لم يقل بأنّ الدين من صنع البشر لاأحد يستطيع انكار دفء القلب بفضل الدين لكنّ الخرافات والقصص كثيرا ماتكون من صنع رجال الدين كان فولتير يؤمن بالعقل وآمن بالفطرة كذلك لم يرى بأنّ العقل محيط بكلّ شيء لهذه الدرجة التي تخوّل له البتّ في مسألة الوجود وكيفيّته كما أخطأ أرسطو في نظريّته والعديد من الفلاسفة الإغريق أنّ كلّ شيء مكوّن من :ماء,نار,تراب,هواء وبذلك يمكن صنع الذهب بهم قد يخطئ عقل البشر في افتراض نظريّة للوجود وماهيّته وانكار الإله والأديان وبذلك يكون الإلحاد بسبب نظريّة من عقلٍ بشريّ قد يكون كرجال الدين الذين حرّفوا بالتعاليم الدينيّة المقدسّة, روسّو واجه العقل وأتّهمه بأنّه سبب كلّ الشرور والمصائب فالعقل يستيقظ عندما تحين فرصة للغدر للخيانة للوصول بشتّى الطرق رغما عن الاخلاق ووجد أنّ القلب والفطرة والروح هي الأسلم والأجدر بالاتّباع وهذا ماأنكر عليه فولتير نفتخر دائما بأنّنا "أمّة وسطا" وبالإسلام تمّ اسقاط أغلب الأحاديث التي رواها أحد العلماء القدماء بعد أن رآى قلّة إقبال الناس على القرآن قام باختراع عدّة أحاديث لترغيب الناس ! بنيّة سليمة عنده هو لنتأمّل من قرّر فعلته؟ القلب رغب بنيّة سليمة إقبال الناس والعقل أعدّ الخطّة لذلك ! العقل لايأتي أوّلا هو سلاحٌ ذو حدّين , الإعجاب والموضى والتبعيّة هو مادفع العديد من الفلاسفة للغوص كثيرا وللوصول لنتائج كارثيّة كالإلحاد استغلّوا انتصار من كان قبلهم وتمادوا _الاندفاع_ ينبغي علينا أن نعرف مصدره فهو من دفع بالعقل لفعل كلّ ذلك ! وبذلك ينبغي علينا أن نعرف أن العقل ليس كلّ شيء , لكن علينا أن لاننكر بأنّ وصول الاوروبّيين لنتائج مدهشة كإكتشاف التحاريف والأكاذيب والوصول إلى الإيمان كان بفضل العقل نفسه ! ,نعرف كمسلمين بأنّ ابن آدم يولد وهو على الفطرة لو افترضنا أن انسانا عاش وحيدا دون أيّ تجربة وأيّ رعاية هل سنقول بأنّه سيكون كائنٌ عقليّ؟ لاطبعا _لننظر إلى حيّ بن يقظان_ ولو أردنا أن نأخذ العديد من البشر وهم صغار وجعلناهم في مجتمع هل يعقل بأنّهم سيكونون بلا عقيدة؟ لاطبعا ولو قلنا بأنّ ذلك يعني بأنّ العقائد من صنع البشر فكيف لهذه العقيدة أن تكون موحّدة؟؟ انّها الفطرة فالانسان خوفه وتوجّمه يصنع به العجب والايمان يصله إلى الطمأنينة نفسها التي أحسّ بها فولتير في آخر أيّام عمره مؤمنا بيوم آخرة قادم لامحالة ومع ذلك قد نجد من يقول بأنّ ذلك من صنع البشر؟ وهل يُعقل أن يخترع عقل الانسان الطمأنينه؟! لو كان قادرا على فهل لنا بذلك الاختراع بدلا من كلّ ماخترعناه؟؟!!