جداريةُ الـ 2010:
لم أعتَد هذا من قبل . لم أعتَد هذا أبداً . أن أنظرَ أمامي فلا أبصر سوى موضعِ قدميّ و خطوةٍ تاليةٍ و حسب . الأفقُ يغشاه الضباب ، الضباب الذي لم أعتَده يُعَتّم عليّ الغد أبداً قبل الآن . اعتدتُ دوماً أن تكون هناك خطةٌ ما ، حلمٌ ما ، شيءٌ ما أتوق إليه ، أنتظره ، أستعدّ له . لطالما تقتُ لشهادةٍ ما ، أو درجةٍ ما ، أو رحلةٍ ما ، أو زيارةٍ ما ، أو أرجوحةٍ أو عقدٍ أو أيّ شيءٍ أستمتع بالحلم به ، بالادّخار له ، بانتظار الوقت المناسب له ، و باقتنائه .
الآن ، أنظر فلا أرى إلا امتحاناً دراسيّاً آخر بعد بضعة أيّام . لا أرى ما وراءه . سأكون شاكرةً لنجاحٍ يعفيني من إعادةِ عامٍ لا أرغب بعيش تفاصيله ذاتها مرّةً أخرى ، لكن - لأوّلِ مرّةٍ - لا أتوق لهذا النجاح ، لا أبصر بوّابةً خلفه تدخلُ إلى دربٍ جديد . أصبحتُ عاجزةً عن رؤية الجديد أو المبهج .
ماذا يعني أن أتعلّم لغةً أخرى ، أو أن أقرأ حكايةً جديدة ، أو أن أعزف ترنيمة شعرٍ أخرى ، لماذا بهتت الأشياء فجأة ؟ لماذا فقدت قدرتها على إغرائي ؟ أو لماذا فقدتُ القدرة على الانجذاب ؟
حتى الفستان الأبيض و الأمومة ، كلّ تلك الأحلام المقدّسة ، لم تعد تثير بي إلا السؤال ( ثمّ ماذا ؟ ) و So what ؟
حتى البعثة القادمة قريباً فرصةٌ تراودني ببرودٍ مخيف فكرةُ أن أركلها جانباً ، أن أكتفي ، أنا التي لا تكتفي بنشوة نصرٍ واحدة و لا تقف عند خطِّ فوزٍ واحد ، أفكّر - عجباً - أن أكتفي !، أن أقف حيث وصلتُ على هذا السّلّم الطويل ، و أنا قاب قوسين أو أدنى من القمّة .
حتى الموت ، و الفوز بما بعده ، صرتُ فقط أقف أمامه بذراعين مفتوحتين بهدوءٍ و رِضاً و طمأنينة ، لكن لا حماسَ ، لا ترقّبَ ، لا خوفَ ، لا شعورَ ، لا شيء .. لا شيء