
بعد أعطر السلام
وعبق التحية ..
وبالرغمِ من شُحَِ الوقت .. إلا أنني سأُرْشيهِ من أجلكم
عبر ( أوتارُ الورق )
عُذْرَاً يارِفَاق ..
كالعادةِ التي لا تغيب عن الأذهان ..
مقاديرُ كتاباتي مُرْبِكَه ، و مُوجِعه ..
فحروفي هي ثَكْلةٌ من آهاتِ قلمٍ لا تنتهي
معجونةً في رصاصِ الحنين رغم الأنين
وهيهات .. أن يكون الأمرُ ورقةً تُكْتَب ..
أو رِقاعَاً تُسدَلْ ..
أو منظومةً تُعلَّقُ على النواصي وتُنَصَبْ
أو معلَّقَاتٍ كثيفةَ الشُّكْرِ والإطراء..
أو قراراً يُتخَذُ في لحظةٍ و ينتهي الأمرُ حينها وَ يُطْوَى .. ..
بل هي لَثْغَة شوقٍِ وحنينٍ ممزوجةً بأوْتَارِ الورقِ التي لا تنتهي
قد يكونُ في عقيدتي لهذه الأوتار رغيفٌ مِنْ إنهاك
على أطْرَافِ سعفِ فَقْدٍ
تذروهُ رياحٌ الرحيل ...
هكذا أتبلورُ كثيراً ..
أفتحُ شبابيكُ الأمل ولا أزالُ أشتهي الود من أفواه الشجن
يا سوسنة كرزٍ شهيٍّ حلو المذاق .. لا تستغْرِبوا كثيراً ..
كُلُّ مافي الأمر .. أنني ..
أغتالُ الحروف بخُلسةٍ من الوقت وياليت قومي يعلمون
عُذراً يا رِفَاق الرُّوح
فقد أجهدني الودق ..
وأحاطَ بمعصم الرُّوح أوتارُ الورق ..
حتى أصبحتُ أتقيأُ المُفردات ذاتَ قلق ..
و تمَّ إغتيالي من بين كفوف تلك الأوتار
وصغيرتي ..
عَلى شُرْفَةِ الْوَرَقِ نُمارِسُ فِتْنَةَ الرّقْصَ
وأُُمَارِسُ الإخْتِفَاءِ بَيْنَ مَسَافَاتِ السُّطُورْ
حَتى أصبَحَ لِصَرِيِرِ الْكُفُوفِ صَرْخَةٌ شَاهِقَة
وأشْرِعَةُ الْمُفْرَدَاتِ تَنْتَحِبُ مِنْ ضُغُوطِ الْقَلَمْ
أَيَا إمْرَأَةً تَزْرَعُ فِي دَخِلي عِطْرَ الزيْزَفُون ..
لكِ كُلُّ قُبُلاَتِ الطفل العَجُوز ..
وسأخْلُقُ مِنْ أغْصانِ عِطْرِكْ
أساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وأطواقٌ من إسّتَبْرَقْ
لأُلْبِسَها مِعْصَمَ الخَاطِرة
حتى يكْتَحِلَ بها القُراءْ..
هكذا تبدو طقوسنا المنهكة في الكتابة
فحروفنا كالغِزلان الشاردة
يصعُبُ الإمساك بها إذا قررنا الإقتراب لصيدها ...
وحينما نُشيحُ بأرواحنا عنها تعودُ إلى أرواحِنا هاويه ...
يا اللـه ...
... كم هذا لذيذٌ ومؤلِمٌ في نفس الوقت ذلك الشعور ..
هي الحقيقةُ التي لاتغيب عن الأنظار
فالأقلامُ تنشطِرُ
أمام هذهِ الأوتار
كـ قوالبَ الثلجِ الْمُبعْثَرةِ
على أموجِ بحرٍ هائجٍ
بأمْواجِهِ الْمُتلاطِمة
وتتطايرُ كـ سعفِ نَخلٍ
تجْلوهُ الأعاصيرُ في يومٍ عاصِفْ
لتجْتاحُني رياحُ الإجْلال
في مقامِ حضورُكِم الْمُقدَّس
وأنْقَلِبُ قاطِبَاً حَجبيِّ الأمل
أضْرِبُ الكَفَّ على الكَف
وأنْتَحِبُ على تِلاَلِ الآهـ
لازِلْتُ أغْزِلُ من خِصلاتِ الغيابِ حروف الورق
وأستغيثُ بـ جثمانِ الأرق عند عتبةِ رمسيس الخامس عشر
بأنامِلَ مبتورةٍ من كُلِّ شيءٍ إلا جحافِلَ الأنين
لـ يلْتَصِقَ بي حنينٌ إليها
حتى كِدْتُ أنْ أُفْصِحَ لهم بهديلِ الحكايةِ وهُمْ لا يشعرون
ولا أزالُ أشْتَهِي هديل الحضور
وأشتمُ رائحةَ الرحيل
أيا إمْرأةً لها أهازيجُ اللقاء ..
أرْقُبُكِ كثيراً على رصيف المُلْتَقى
وبـ كفِّ الأشولُ قِرَاطٌ من شوقٍ يهزُّ الأرجاء هَزّاً ..
مُرْتَبِكٌ وخالِقك من فَتَقِ البعْثَرةِ والتراجيديا الفسيولوجية
وبالرغم من ذلك لا يزال الهلعُ يقتَلِعُ الروح من قبسِ الغدِ ..
لأخلِقَ شَهْقَةً لـ بِكْرٍ
تُعيدُ أبْجدياتِ لُغةٍ
يعْتريها عُريٌّ الصمت وترمي بجلباب الإطْراق ..
تُمْسِكُ بالضآدْ عبر رفوف النوايا
وتقْرعُ أبوابَ النون
لستتفيض من أدواحِ الكآفْ
ثُم تعودُ بـفُستانها الأُنثوي الذي يجُْهُلُ وصفُه
وهي تمورُ على تجسُّداتِ قلمٍ ينزِفُ الغَرَقْ
ويُتْقِنُ بعْثَرةِ الورقْ
ويزيدُ من تدفُّقِ الألَقْ ..
يا قوم ...
ما على الحقيقةِ مِنْ غشاءْ
ولا يُشبِهُ الرجُلُ للأُنْثى في صدق المشاعر
قد قيلَ قديما الأُنْثى تُضْعِفُ الرجُل
وتنْحني مشاعِرهُ أمامُها
فآمنْتُ بذلك ديناً وأعْتنقْتُها مَنْسَكاً
يا شهيةَ الأطراف ..
يتأججُ بين زوايا النفس
أن أعْصِفَ بـأشْجانِكِ
وأُبْقيكِ أسيرةً في قفصي
لتبقين أُنثاي التي تؤمنُ بأنني بين يديها خاشِعاً ومُلْتَهِفاً
فهل تكفيك يا أنا ...
قد كان في خاطِري أن أرْكِلَ العِشقَ بأقدامِ العقل
وهيهات أن يكون ذلك ...!!
فالعقلُ بين صهيلِ الحكاية وشراسةِ الكيد ..!!
ولاتزالُ أوراقي تئِنُّ أنِينَ الطفل الرضيع ..
وتبْحَثُ عن رُفاتٍ منْ أمل ...
عُذْرَاً يا قوم ...
فلا أزالُ أحتاجُ كثيراً إلى مثل هذهِ اللُّغَة
ينتابُني وخالقكم خفقانٌ في قلبِ القَلَمْ
يُصافُحُني تارةً ,, ويُلتصِقُ بي تارةً أُخرى
لـ ينفْثَ في داخل الروحِ تعويذةً
خَلَقَ الفؤادَ خاشِعاً في محرابِ الإجلال ...
تقبلوا هذه الأوْتار المُنْهَكَة
التي جُمِعَتْ في هذا النافذة
والفوضى تُحيطُ بها مِنْ كُلِّ جانب ..
غَيمةٌ تنتظِرُ نقدَ أقلامِكم .. فلا تبخلوا ...
