يَقِفُ وَسَطَ الطَّريق
يَتَأَمَّلُ
يَنْظُرُ إلى أبيه
فيعُودُ إلى مَا كانَ يَتَأَمَّلُ
فيعودُ إلى أبيه
يُريدُ أن يُسَائِلَ
يُريدُ أن يبكي
أن يَصْرُخَ
أن يَضرِبَ الأرضَ -مُنْبَطِحًا-
بيَدَيْهِ وَ رِجْلَيْه
يُريدُ أن يُأبِّنَ اللَّحَظاتِ التي لم يَكُن لهُ أن يعيشَ بها مَعَ هذا الضَّوءِ
الـ يَنبَثِقُ
حتى العِمَاد
: ما هذا يَا أبَتي
لماذا تأخَّرنَا في المجيء
أَوَتُرَانَا دائمًا نغيب
كأنَّنَا نعيشُ وَ قد كُتِبَت حَيَوَاتُنا في هامشِ الصُّحُفِ
ذكرُنَا سْطرٌ كُتِبَ بمَاء
نحنُ ريشٌ في ريحٍ عاصف
نحن رَمَادُ نارٍ كانت ضعيفةً
نحنُ نخلةٌ ما لها رُطَبُ
نحن يا أبَتي: مُترَعُونَ بالفراغ
تعالَ يَا أبَتي
تَعَالَ نَسْتَبِقُ الآخرينَ الضَّوْءَ ذا
تَعَالَ نَغتَسِلُ بجمالِهِ
تَعَالَ نقتَبِسُ منه كُلَّ مَا يَختَزل
هاتِ يَدَكَ يَا أبَتي
وَ افتَح جَنَاحَيْكَ
إنَّا إليهِ مَاضُون
إنَّا إذا مَا نفعَلُ لَمَحْرُومُون
أتَعِدُني يَا أبَتي
أنْ إذا انْبَثَقَ ضَوْءٌ جديد
نَكُونُ أوَّلَ المُسْتَبِقِين
سَعْدٌ وَ عَائِشَة
ضَوْءَانِ يُغنِيَان
اسمانِ لهُما منِ اسْمَيْهِمَا نصيبٌ كبير
أو
هُمَا مَن يُفْعِمُ الاسمَيْنِ بالمَعنَيَيْنِ