|
معرفات التواصل |
![]() |
|
أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً |
![]() |
|
أدوات الموضوع
![]() |
انواع عرض الموضوع
![]() |
![]() |
#1 | ||
|
في التاسعة صباح الأول من هذا المحرم ، انطلقتُ بسيارتي على طريق خارج حدود مدينتنا ، قاصدة مشفى كبيرا ، قالوا سينفسوا لي عما بداخلي ، أخبرني الطبيب بأنه سيستعمل المثقب لاختراق تلك القشرة الصلبة حرقا ، علَّه يحيا مجددا ما بداخل تلك الجوزة العنيدة . نزعوا عني ثيابي ، ودفعوا إلي بكفن العمليات المعقم لأرتديه ، دسوا أنبوبهم الرفيع في ذراعي ، مددوني فوق المنضدة ، وسألوني أمسلمة؟ أجبتهم الحمد لله ، قالوا : إذن فاقرئي الشهادتين ، وأظنني أتممتها وبدأتُ في المعوذتين .... و ... لم أدر كم من الوقت مر قبل أن أفيق على صوت حسناء شابة سألتني : حمد الله عالسلامة ، أمعك مرافقـ/ـة ؟ أدرتُ لها وجهي ، غامت عيني ورفَّت أهدابي ، برأسي صوت يخبرها : معي ربي سيهدين .. "الله يسلمك" ..
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#2 | ||
|
في الواحدة صباح الأول من يناير ، وصلتني رسالة قصيرة : "طمنيني عنك .. ". وليتني أدرك يقينا مكنون تلك الدرة ، أذكر أنني حاولتُ تلمس جراحي الحية ، وحاولت ابتلاع شيئا من أدويتي المسكنة ، وحاولتُ الابتسام في وجوههم النصف قلقة ، ربتتُ على كتف الصغيرة ، عابثتُ أمي بمرح في الهاتف ، تناولتُ الحساء ، وهاتفي الجوال ، بماذا أجيبها؟ .. زخم متناقض من الأفكار والأحاسيس يتقاذفني ، بأيهم سأخبرها ؟ أنا أموت ألما ، ممتنة لكِ ، و أتمنى لو كنا جارتين منذ القدم ، وأتمنى لو أفهم ما يجري ، وأتمنى لو أنني لستُ أنا ، أتمنى لو اهتم الأقربون بما أخفيه عنهم كما تفعلين ، أتمنى للعالم عاما جديدا أكثر عقلا ومنطقية ... أأرسل لكِ رسالة فارغة وستفهمين ؟ لم أكتب حرفا ولم أرسل فراغا ، وضعتُ الهاتف جانبا وحدثتكِ في نفسي : أنا بخير .. صبح دعواتي لكِ بمخرج من كل ضيق و "طمنيني عنك .. "
التعديل الأخير تم بواسطة د.داليا أصلان ; 01-13-2009 الساعة 09:28 PM. |
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3 | ||
|
مساء التاسع من محرم .. حديث ثلاثي ، وتبادل للأدوار مع اختلاف وجهات النظر ، أصلان ، المبروك ، خطاب .. "نفتح المعبر ، نقفل المعبر .... " عاشوراء سعيدة .. وغزة مئة جريح كل ليلة
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#4 | ||
|
الليلة .. السادس عشر من المحرم ، الثالث عشر من يناير وقبل أن ينقضي الشهر الأول من كل عام (شمسيّ أو قمريّ) حسبما تحتفون به كل عام ومن لم يسبق لي التعرف عليهم في أبعاد الأدب بخير ، معنى الخير نسبي أجل ، وإنما أتمنى لكم جميعا ، كلا بإسمه ، تحقيق ما يطمح إليه من منفعة لا تضر بغيره ، وفلاحا يمسه ومن يحب.
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#5 | ||
|
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#6 | ||
|
التعديل الأخير تم بواسطة د.داليا أصلان ; 03-14-2009 الساعة 01:13 AM. |
||
![]() |
![]() |
![]() |
#7 | ||
|
السابع من مارس 2009 ، يوم تحول تاريخي ، صار للبيت حارسا ، وللباب قيمة ، وللهواء عبر النافذة رائحة الأمان . غناء عذب يسوقه إلى مسامعي صوت الحائم برفق حول الجدارن. و باتت أحلامي تحدثني بالتطاول في البنيان
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#8 | ||
|
16 مايو
ليست معلمتي الأولى فقط هي من مرنت أناملي الصغيرة على رسم الحرف وإتقانه ، لكنها أم ثانية تسلمت أمري بحزم ووفاء بعد يدي أمي ، تلك الحائرة بين فرحتها بدخولي المدرسة ، وحزنها لفراقي لنصف يوم / كل يوم .. المعلم الأول قيمة قد يتقمصها أي شخص في حياتنا حتى بعد نضوجنا .. ذكرا كان أم أنثى ، فمن بين من درَّسوني بواكير الكيمياء والفيزياء والرياضيات ، لم أعد أذكر سوى من أحبوني من أعماقهم ، وأحبوا المواد التي درسوني إياها ، وفجروا بداخلي علاقة جديدة لا تعتمد على الملاطفة ولا مناغاة الأطفال وإنما على التقديس ، التقديس الصامت بالأحرى ، فالحب ليس بحاجة لقولٍ ليِّنٍ بقدر ما هو بحاجة لفعل مؤثر لينمو ، والإنجاز هو إرادة من الله ، ورغبة من المعلم في دعم صفه ، ورغبة الصف في تلقي العلم. لكن ماذا عن مادة ليست للتدريس في المدرسة ، خيار شخصي ، ميول جارف يسبق خُطى المرء نحو دنيا جديدة براقة يسوقه إليها؟ كان لي أبا روحيا في الكتابة ، قال لي: لستِ بهاوية عادية ، تهيئي بعتاد قوي ثم انطلقي. فَنَّد لي إيجابياتي وسلبياتي وأوصاني بالخير الكثير ، رفع من همتي وحط عني الكسل ، لكن مع تكرار النصائح شعرتُ بأنني أراه ولا يراني ، أفهم عنه جل ما قال ولا يستمع لما أقول ، بمرور الوقت ضقتُ بالدرس شيئا يسيرا ، ثم شيئا عظيما ،تحول المجلس إلى حلبة لاستعراض الملكات من طرف واحد ، التهى المعلم عن الدرس بوصف نفسه ، وعن الطلبة بإنكار معرفته بهم .. إرضاءا لمن؟ ليست لدي فكرة. كان من الطبيعي ألا أستجيب لأمره أو نهيه بعدها ، ومن البديهي ألا أقبِّل يديه الكريمتين إذا صادفني، أو ألقى علي رسميات الأعياد ، مات في نظري ، وباتت سيرته علامة فارقة تشوه قسماتي .. و إن ذكَّرتني بفضله الأول علي قلمي. ثم أتيتَ أيها الربيع الطلق تسير على نهجه لا تختال ولستَ ضاحكا .. و لتعلم أنني بعدما انتهى أبي الروحي بتيك الطريقة فقدتُ القدرة على الإيمان بالأشخاص ، أو القدسيات -كل ابن آدم معيب وأنا أولهم- أجل أضفتَ إليَّ ما لن أنساه بقية محابري ، لكنك لن تقتل فيَ المزيد ذات سقوط.
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة
|