العنوان:وداعا .. فرانكو سينسي.
_____________________________
وداعاً توتو نيرو .. ويا لها من فضيحة كروية هزت الكرة الايطالية المريضة في تلك البدايات الاولى من حقبة الثمانينات ..
كيف تعود تلك الايام الخوالي من جديد ؟
أيام تورينو العظيم .. ايام ريتزولي الرئيس القوي للميلان .. أيام أنجيلو موراتي الشخصية الصارمة في الإنتر .. من يعيد ايام ايطاليا في الأربعينات و الستينات ؟
حقبة الثمانينات جاءت بكارثة .. أتبعها إنجاز ولا أروع في مونديال 82 .. ثم أهلاً و سهلاً بأعظم مرحلة دوري شهدتها كرة القدم .. كالتشيو الثمانينات .. و اهلاً بالاعبين الاجانب من جديد بعد حرمان طويل .
في تلك المرحلة (الثمانينات) كان لروما فريق كروي رائع تأسس في حقبة السبعينات حين كان الاعتماد على الاعب المحلي هو السبيل الوحيد للإرتقاء بالفريق .. فظهرت اسماء كبيرة بالجيلاروسي .. ولكن قرار عودة الاعبين الاجانب طمس الهوية الروماوية وحوله من فريق يلعب على نهائي أوروبا .. الى فريق غرضه الاساسي الفوز ببطولة هامشية مثل كأس ايطاليا .. لماذا ؟
كان وجود شخصيات كبيرة وثرية مثل بيرلسكوني امبراطور الاعلام في الميلان 1986 .. و كورادو فرلينو في نابولي 1983 .. و عائلة مانتوفاني الشهيرة بتجارة البترول والبتروكيماويات في سمبدوريا .. و عائلة آنيللي الصناعية في اليوفنتس السبب الرئيسي في إعتلاء الهرم الكبير في دوري ايطاليا ..
ثم جاءت مرحلة منتصف التسعينات ..
المرحلة التي يعتبرها مؤرخي الكرة الايطالية نقطة التراجع الاولي في عظمة الكالتشيو .. حين بدأ الدوري الانجليزي في السيطرة على حقوق البث التلفزيونية ، وحين بدأ دوري الابطال بالنظام الجديد .. وهي المرحلة التي غادرنا فيها شخصيتان ناجحتين في شخص باولو مانتوفاني مؤسس سمبدوريا العظيم الذي توفى .. و كورادو فرلينو الذي انهى قصة حبه مع نابولي ..
في تلك المرحلة ، ظهر على الساحة ماسيمو موراتي بالانتر .. و ظهر ايضاً فرانكو سينسي على الساحة الروماوية .. ومعه بدأت تتغير وضعية روما للأفضل ولكن لا يكفي ذلك ..
لم يكن هناك شيئاً يجبر سينسي بدخول مغامرة غير معلومة المصير ضد امبراطور للإعلام في الميلان .. وضد امبراطور للنفط في الانتر .. و ضد عائلة صناعية عريقة في اليوفنتس .. بل إنه لم يكن قادراً على مقارعة عائلة تانزي الجديدة في ساحة الكالتشيو ، وهي العائلة التي استولت على الاعجوبة الجديدة بارما .
قد كان مجرد التفكير بدخول تلك المعمعة ضرباً من الجنون ..

ولكن ما الذي حدث في 1998 ؟ كانت تلك الخطوة التي لا يحتمل ان يبقى امامها فرانكو سينسي صامتاً .. و خائفاً .. و راضياً بالقدر شره .. وقهره !
بل كان ذلك العام هو دخول امبراطور التغذية الايطالية سيرجيو كرانيوتي لساحة الكالتشيو ، ولم يدخلها محافظاً .. او مجنوناً مثل موراتي .. بل كان الجنون هو نفسه في البذخ المالي الرهيب على لاتسيو الامر الذي جعل فرانكو سيني يقدم التضحية الاولى و الاخيرة في حياته .. التضحية التي بنى من خلالها انظمته التالية :
* جلب فابيو كابيللو كمدرب .
* الاستعانة بمدير رياضي عال المقام مثل فرانكو بالديني .
* شراء نجم كبير مثل باتيستوتا .
* التعاقد مع نخبة من الاعبين الاجانب .
* المحافظة على فرانسيشكو توتي .
وهكذا .. جاء اللقب الثالث ..
وأختفى لاتسيو ..
وعاد فرانكو سينسي خلف الستار من جديد ..
الى ان وافته المنية بالامس ..
فوداعاً .. لرجل حاول ان يمنح لروما دفئ شمسها .. وان يكون بنفس الوقت هو ريموس و ريميولس .
