راهبة التيه
في القصيدة الألف قبل الحبر التقينا
ولما فار تنور الكلام وحال الموج بين حلمة السطر وبين شفاه أقلام أدركتها المسافة ..
كنا من المغرقين
ياسيدة الوعد ..
ياامرأة من تيهٍ شرد السراب في ركاب صداها قُبيل هدهدة الندى
واسترسل الشروق تيمماً على تعرجات أنوثة حبرها
مازال بنفسجي غضٌّ
يشق أكواز الزغاريد اليتيمة
يكشف عن ساقيه للريح ولا يلوي
ولا يكترث بنحيب الرمل .. أو بشبه عاصفة غلبها نعاس الغبار ..
هاقد اغرورقت على أديم المساء دموع شرفة تسللت من ضلعها الأيسر قهوة شاخت ..
تفرط رمانة انتظارها على كستناء الغروب
تفرش قصاصات أنوثتها على عطش القصيدة
وتسرّح اشتهاءات هال يشفق على رشفة عابرة
وتُقرئني سكرات اللقاء قبل انحسار التسلل
وقبل ورود النوم إلى سرير الخزامى
يا أنت ..
دعي أبجدية احتراق السلافات تعمّد أنفاس التسلق نحو نافذة الهديل
كنبوءة عرّافة شاخصة الدهشة
تنبت بين أصابعها عند بكاء الرؤى أسراب السنونو
وتهزُّ جناحها المشلول في خلوة الإنشاد المتزمل بالدمع
كأبخرة مصابيح تشتاق لفتيل رحمة من الغيب يأتي
مازال حلمي يغفو ..
ويرفل بطمأنينة جفن ٍ يورث إشتهاءاته لدفاتر نسيت أن تعرج نحوها أقلام السنين
ومازال القلب من صفصافٍ
أراق كؤوس النهر على خصر انحنائه
وسبّح بآلاء نعناع جاء من كل فج ٍ ومازال عند تشتت خصبه يسعى إلى سيدة الآه الموشّى بالفتور
يتلو سورة الجريان ويرثي شغفاً صغار العطش المسجّى على صدر امرأة من تيه ٍ توثق الضوء على أسوار التيمم بسراب عناقها
سأعد متكئا للغيم كي يقدّ قميص أمطاره
ويقطع أصابع دهشته ويولمها لجفافك
هذه قصيدتي غدت راهبة للخزامى
وما بين الضفتين وبين صلاة المسيل ثمة أحلام تفقأ أحداق وردة موءود ة الرحيق
تعمّد كل صدفة عبرت عارية النهد
تجوب بستان المنام بحثا عن تعويذة لم تختار مناهلها برغبة حبرها
وفي لحظة الغياب تنوح على كل ضحية تهاوت من على جسر الوصول
وعندما اختلط الوهم برغبة كهلة المراثي
واحدودبت غصة في رئة الغيم وتزملت بالجفاف إلى آخر اهتراءات السغب
كانت تسيل مراثي الريح
تحبو نحو غبار نسيتْ عاصفةٌ كسيحةٌ أن تبصق في وجه صالبيه
فتوزَّعَ الصوت ُ
وراح يركل بوصلة النهار ويهذي :
تبَّتْ يدا حبر لطخ بياض سطوري بحروف الهجاء من أول الحلم حتى انفجار الكلام فوق أشلاء أسفاري
لقد جفت شفاه الزيزفون بعد أن سكبت على النهر رضاب حنينها
وراح أريجها يمتد الى الوراء في تهاويم يباس يرقص على ترانيم هطول يريق ماء الهجاء في ساقية المنفى
وخلف غيمة من صهيل تزدهي تمتمات ٌ دانية القطوف
ويستبيح اللهاث بكارة الحبر
فتغزوني قصائد تلبس نصف قافية ونصف ٌ صادرته صبوة الدفء وناوشته سهام صمت ٍ يناجي بجنح الليل عفة عمياء تتململ في مخدعها
وتغرس مسامير ها في راحات الغياب
حينها
تدحرج الصوت هزيلا مهفهف الصبوات
وراح الدم يسري في مجرى القصيدة على وقع الغياب المشتهى
نحو شهقة الريح وتفاسير الرمال العاهرة
*
سلام عليكم حماة القصائد
لقد اقترب المساء وانشق الشفق
فليخرج الأقحوان من بطء الثواني
وليعلو هسيس ضباب يفتش عن وجهة جديدة للمرايا
وليدغدغ سرب القطا أحلام الخزامى على غفلة من نعاس براعم المحابر الوارفات
لافرق بين نهد الثرى
وبين شبق يفوح من سرة بخور الصراخ
مرحى لتلاشي الثلج عن جثة اللهاث الذي يزهو بالشحوب المريب
مرحى لخاصرة تتلوى وعلى ذراعها ينام السراب ..
تتلو سورة النطع
وتقايض البشرى بحيض الفضيلة
.
.
مرحى ياقاتلي ...!
.
.
.
يتبع ..