اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز محمد المالكي
اتساءل دائماً يا جمال لِماذا لا أُغلق عيناي عند قرأتك ؟!
وأبقى كـ حال المشدوهين في النظر لـِ المُتشكل من الألعاب النارية على سبورة السماء ذات ليل ..
فـ أجدني مُبتسماً لأنني أعرف الاجابة يقيناً ..
أتعلم لما ؟!
لأنني أخاف حينها أن يفوتني شيء .. ويهرب كل شيء
فـ أنا أعلم أنك لا تكتب النقطة لـِ ينتهي السطر ، ولا تحرث الأرض .. لـِ تنتظر أن يُهرول المطر إليك . قبل أن تغرس البذور .
لن أقول عنك ، وعنك الأشياء الكثيرة التي أتمنى أن أقولها لك ليس لأنك لا تستحقها بل لأنها لن تُضيف لك شيء ..
فـ أنت جمال
بعبثك على الورقة تستطيع أن تطعم الذوائق أسمك ..
وبـِ روحك
قادر .. ومُتمكن لـِ تكون النبض في صدورنا
كـ حال هذا النص الذي لن يتنازل عن عودتنا له ..
|
:
أيها المتصدع جرّاء اصطدام معوله بصخر الإنسانية.. يوم أن التوى في النفوس، حتى حان موعدنا معك لتفجر من هذه الجلاميد مطر الرحمة..
أخي الجميل الأزرق الغائم.. عبدالعزيز المالكي
:
لاحظ أنني كثيراً ما همت على وجه الأرض بالمحراث، ولكنك أنت الذي سبقتنا قادماً بالمطر والأشجار دون حاجتك لهذا المحراث، كونك تتمرجح منذ زمن بين جذوع الغيم، وتهز أغصان الماء لتتساقط لنا شعراً من سلسبيل.
:
يا عبدالعزيز
النظر إلى رصيف النهار لا يضني الحدقة، والتأمل في ظلال الصبح والنهارات ما هو إلا متعة المتاح، هو المرئي مسبقاً، والمُهيأ لكل الأشكال والأجناس. إلا أن تعب الروّية والرؤية لا يخرج أبداً من كنه العتيم، ولا يبارح مكان التعب مقعده في دكة الظلام، فهناك تفاصيل النهار ذاتها وأنت أعلم، ولكن الكشف والتنقيب عن هذه التفاصيل لا يجذب إلا المتعبون، أولئك الذين استرقوا السمع من جدار الموت، وأنصتوا بالورق وحبر اليراع لهسيس النار في أمعاء المعدمين. إننا يا عبدالعزيز مُعمّدون في بؤرة التغريب، ليس لأننا باحثون عن الوطن ومرافئ البلاد القصية، ولكنه بحثنا الدائم عن صوت الإنسان المكلّس بظلام البشر، والمدفون تحت أنقاض العتيم والأرصفة.
:
أنت يا عبدالعزيز..
أنت من تحمل اليوم سلال الخبز لتدخل بها أروقة الغلابة، وأنت من لا يشكك في تعبك اثنان حين توقفت بالقصيدة عند باب الشمس، تجني ما تدنى من قبس الوعي لأجل الفكرة المفقودة، والنص المخلّد.
:
كم أنت كريم وجميل أيها الكبير.
.