اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد صالح الحربي
:
بَعْدَ كُلّ هذا النِّقاش حول مفردة : [ الدَّرب ] وَ هَل تُذَكَّر أو تؤَنّث .
حتّى لو لم نَتَّفِق حولها / و ذلك بعد رُجوعي لكلام العين الثَّاقِبَة [ جمال الشقصي ] .
أقُول شُكراً للحميدي الثّقفي بـِ صوَابِه وَ أخطاءه ~ في حُضُوره وَ غِيَابِه
إذ يُصِر على أن لا تَبْقى ميَاه السّاحَة رَاكِدة ! ،
أعود إلى كلام الجميل الشقصي وأقُول :
كَلامُكَ مُقنِع جِدّا لو كَان الحميدي يَكتُب بِلَهجَتِه الخَاصّة ،
المُشكِلَة أنّ لُغَة الحميدي بيضاء و هذه قَد تُخرِجُهُ من دائرة و قاعدة اللهْجَة التي تحدّثت عنها .
هذا الأمر ~ طبعاً يُحزنني أكثَر .
|
\
الحق الدامغ
خالد صالح الحربي
\
وأنا كذلك يحزنني جداً عدم التفات/ التفاف أغلب المسارات الشعرية إلى دواخلها، ما أفقدنا فرصة الحظو بتجارب جادة وصالحةً لاجترار النظرية النقدية نحو فضاءاتها، إلا ما قل وندر منها خلال العقد الزمني الذي نعاصره اليوم.
:
وقد يُعزى ذلك لكون التجربة الشعبية أو العامية، المحكية ما تزال وحيدةً، عصماء، ولم يحن بعْد موعد تحولها إلى عقدِ الأدب الشمولي كما هو الحال بالنسبة للتجربة الفصحى، التي دخلت منذ عقود في منظومة الأدب الفصيح.
/
أعود لأستدرك قائلاً بأن تلك البيئات الريفية أو الجبلية التي أوردت عليها المثال سابقاً هي كذلك تعيد تذكير المفردة تارة، وتؤنثها في مواقع لفظٍ أخرى تاراتٍ عدة، كما هو الحال الذي يخص مفردة درب، ومن المعروف بأن الشاعر هو ابن كلماته كما يقول (أوكتافيو باث) وهو ابن البيئة كما يعرِف عنه العالم، إلا أن هذا الأمر لا يمنع من أن أتألم مثل خالد صالح الحربي في ما لو اعتبرنا الشاعِر أداة بناء جادة من شئونها الرئيسة وأولى أولوياتها العمل على تطهير وتقويم اللهجة أو المفردة المحلية في سبيل الرُّقية بها إلى مستوىً يعاصر ويماشي حقبة الزمن الآني الذي يعيشه الإنسان العام، فنحن نعيش عصر التواصل والترابط الثقافي السريع في وقتٍ تدور عجلة العولمة فيه بأقصى السرعات، ولم تعد القصيدة تنقل من مجلس الشرق إلى أقاصي الغرب فوق ظهور القوافل، ليقرأها الطرف الآخر بعد سنين من موعد كتابة الشاعر لقصيدته، وربما بعد موته وفنائه.
\
إذ تبقى اللغة المحكية كما يقول (دريدا) عنها: (بناء شديد التعقيد، وتضم دائماً أطواراً إشارية فإن من الصعب التعرف على حدودها).. من هنا كان على الشاعر فكّ نسج العقد المجتمعاتية في صوت الفرد المحلي، وكان عليه تطبيق ذلك في القصيدة قدر الإمكان، ليساهم في الربط بين ثقافة مكانه وإقليمه وبين زوايا العالم عبر صيغةٍ سائغة للنطق، ومن غير عقدٍ لفظية قدر ما استطاع.
/
أتفق معكـ في الحزن والوجع يا خالد، ولكنني مازلت أرتقب من هذا الشاعر الثقفي القدير.. تجربة صالحة وعاقلة جداً جدا، ادعوا له بالبقاء طويلاً.
\