يقوم أخي بعد أن فرغ من السبحنه .. وذلك يعطيني إشارة انطلاق لفراشي الذي اشتقت له ..
ترتسم تلك الإبتسامه المتخمة بالنعاس على الجزء الأسفل من وجهي ..
أقدامي تتصارع للوصول مبكراً لفراشي القبيح ..
حينها تكون ساره الجميلة قد (( زهبت )) القهوة ..
وملئت ذلك الصحن المعدني بتمر سكري يسر الناظرين
لاشأن لي بها كله ..
شأني الوحيد الآن هو أن أقذف برأسي على مخدتي البشعة
لإكمال نومي الذي حرمت منه ..
تتمثل المرحلة التصنيعية الثالثة بـ (( الخض )) حتى تتراكم (( الخواضة )) داخل (( الصميل )) ..
كانت حدوتة الخضخضة تستغرق دقائق طويلة وجهداً أطول باستخدام الأيدي وربما الأرجل ..!
حينذاك .. أكون قد غرست رأسي بحضن صديقتي القريبة جداً لرأسي :
مخدتي والتي تشبه كثيراً رأس فرس نهر مصاب بوعكة صحية ..
تمر الدقائق ..
وتمر أرجل الرجال على الحُصيات الصغيرة التي فُرش بها الحوش
مصدرةً صوت (( خشخشة )) مزعجة ..
انقلب ذات اليمين .. صوت قادم من بعيد : يابو فيصل .. ياولد .. انقلب ذات اليسار
صوت أبي صارخاً : إقلط الله حيه ..
لازلت ممتعضاً .. ولازالت الشمس لم تشرق بعد .. ولازال النعاس يتحرش بي ..
وأتأفف : لاحول .. لاعزالله نمنا ..!
صوت آخر : يالربع .. ثم أصوات قادمة جديدة ..!
النوم يودعني خارجاً مني ولسان حاله يقول :
يبن الحلال ضيعت وقتي ..!
رغم أني ليلة البارحة سهرت .. إلا أني خلعت الشرشف عن جسدي النحيل ناهضاً ..
أرجو أن لاتقرأوا كلمة (( سهرت )) بصوتٍ عال .. ولأخبركم سراً على أن لاتخبروا به أحداً :
نعم .. سهرت حد الساعة التاسعة .. آ ص ص ص ..!
جريمة أليس كذلك ..!
هذا مايعتقده أبي ..
ويعتقده الزمن آنذاك ..
* يتبع / ربما