قناة الجزيرة : الرأي والرأي الآخر لنا

[قايـد الحربي]

سلطان ربيع
ـــــــــــــــ
* * *

أتفق مع الأخت بعد الليل بأنّ الجزيرة قناة إخبارية لكنّني أزيد على ذلك :
بأنّ أي قناةٍ لا تملك سياسةً تميّزها عن غيرها فوجودها كعدمه لا كدعمه
أي أنّ الأخبار فقط ليست داعماً لها إنْ لم تتميز بسياستها في نقل تلك
الأخبار و تسليط الضوء على ما يهمّها من مئات الأخبار التي تبثها للمشاهد .

لستُ هنا بصدد الأخبار التي تنقلها قناة الجزيرة لأنّها كغيرها من القنوات
الاخبارية التي لم توجد إلا لهذه المهمة وإلا لانتفت فائدتها ولكنّ الأمر في
قناة الجزيرة تحول من نقلٍ للخبر إلى تعليقٍ عليه ومن تعليقٍ عليه إلى
تأييدٍ له بعيداً عن حرية الرأي التي تقول بأنها تتبعه في برامجها
وذلك من خلال استضافة بعض المرتزقة لإجبار المشاهد على ما تبنّته
القناة من رأي ويتضح ذلك جليّاً من مقدمي برامجها الذين يقفون بوضوح
مع رأي قناتهم عند وجود حوارٍ بين مؤيدٍ ومعارض .

مثلاً :
- عندما يحدث تفجير في المملكة العربية السعودية تقوم القناة وبحركةٍ
دنيئةٍ جداً باستضافة معارضٍ للمملكة كالفقيه والمسعري مثلاً ليعلقوا على
هذا الحدث المبكي لنا كمواطنين والمفرح لهم كمعارضين ولن يتّجه فهمنا
مهما بلغنا من الغباء إلى حسن الظن بهم .

- عندما لا يظهر عدو العرب جميعاً وسبب بكائهم إلا على قناتهم ويهدد
بلداننا العربية ويقومون بالتعليق على هذا التهديد من خلال استضافة
تافهٍ كـ عبدالباري عطوان ليؤيد هذا التهديد ويمجّد المُهدِّد فلن أغطي
عيني عن كل هذا لأمجد تغطيتها الاخبارية .
وعلى ذكر التغطية ومن يمجّدها على ذلك ، أذكر في حرب العراق
الأخيرة بأنّ قناة أبو ظبي أخذت المركز الأول على القنوات الفضائية
بعمرها القصير وإمكانياتها المحدودة وعدم تملكها للأسماء التي تميز
بها طاقم قناة الجزيرة - أقول التغطية -
أمّا الحيادية في التغطية فمن وجهة نظري الخاصة جداً بأنّ قناة العربية
والحرة تعرض المَشَاهد الكافية إلى إيصال الخبر والصورة بلا رتوش إلى
المشاهد العربيّ .

- مثالٌ آخر وهو ما يحصل في قطر العزيزة من أمورٍ لو حصلت في بلدٍ
كالسعودية أو الكويت لأقامت قناة الجزيرة قيامة المُشاهد العربي
بالتكيل في هذا النظام وتلك السياسة ولكنّها تتجنب هذا البلد مع العلم
بأنها تدّعي الحرية بكل شيء .

في الختام :

لا أنكر أنّ هناك من البرامج في قناة الجزيرة ما يستحق المتابعة بشرط
ألاّ تكون هذه البرامج مباشرة وعلى الهواء لأنّها عند ذلك تنحاز
وبأسلوبٍ واضحٍ وفاضح إلى ما يؤيد وجهة نظرها .


شكراً لك كثيراً على ما أنجزت .