،
قصيدة النثر فن أدبي أُحدث مؤخرًا من قِبل بعض الكُتَّاب ،
يتمسوق فيه الكاتب بحريَّة تامَّة في كلماته بلا أي قيد أو وزن!
فهو مقطوعات صغيرة ، تحمل معانٍ كبيرة مختصرة ذات مضمون،
وأنا هنا لا أعترض على وجودِ هذا الفن كفن مُحدث بحجةِ
أن الأدب برمته أحدثهُ بني الإنسان ، ولا سيما قصيدة التفعيلة
التي أحدثوها كلًا من نازك الملائكة وبدر شاكر السيَّاب مؤخرًا!
الذي يستفز المنطق أن يُطلق على كُتَّاب قصيدة النثر بـ ( شعراء ) ،
فالشاعر في تاريخِ العرب هو الذي يكتب القصيدة الموزونة السامقة
معنًا ومبنى ، فلم يكن استخدام هذا المسمى بإنفتاح وإطلاقه جزافًا!
وحتى لا تكتظ مباني الأوراق بـ ( المستشعرين ) يجب أن نتنبه
وإعطاء كل ذي حق حقه كما في معجمِ وقاموس وتاريخ الأدب!
وعلى سبيلِ المثال ثَمَّة ( مستشعر ) بقصيدة النثر ظهر في إحدى
القنوات وبعد تبجيل وتعظيم المقدم له ، قال المؤلف وليته سكت يقول الأخ
الذي سأتحفظ على ذكر اسمه إحترامًًا للأدب : ( بأن الأديب نفسه
يعجز عن كتابة قصيدة النثر ) لأنها حسب قوله أصعب من نظم الشِّعر!
والشِّعر مجرد وزن وقافية فقط!! فإي شخص يستطيع كتابتهِ!
هذا شيءٌ من قلم هذا المستشعر ( أبو قرون ) :

لا معنى مستساغ ، ولا مبنى مقبول ، وخالٍ تمامًا من البلاغةِ والبيان!
إنَّه مجرد ( أضغاثُ أقلام ) ختمها بـ ( وأصبحتُ لطيفًا ونظيفًا ) وكأن
هذا الثور استحم في نهر الغابة!
وعوضًا عن عدم التأدب مع الله ألا أنَّ الصورة في نصِّه غير مهذَّبه يقول :

وعندما قرأ هذهِ الأضغاث جعل فيها تلحينًا ظنًا منه أنها حقًا قصيدة ،
والبرهان أنَّهُ أصبح يردد كلماته المبتذلة مع بعض الإشارات بيديه!
،
أعزائي اسلكوا سبيل التأني في التأليف ،
وإلا ضحكت علينا الأمم ، وأحرقت أجيالنا أوراقنا!