
أين تذهبُ عيناكِ عندما تضحكين
بل من أين يأتي صوتك الضحضاح كما النوافير...
صنعت سرور الياسمين في حيٍّ دمشقي
تُلهيني ثناياكِ العابرة عن الآخرة
لكن كُلّكِ لا يُلهيني عن التسبيح النبوي المأثور
أتوضأُ إذا أردتُ الشعر عنكِ
فكم دنّسَّ الشعر قضايا المُحبِّين !
بُليتُ بالحب وأحلى البلاء ما كان بأصل الفِطرة بدوي
أنَّى لك قدر إحياء الرميم وهذا البهاء الدويّ !
وقد قضى ...قبلي وقبلُكِ ... زمنُ النبوة والمُرسلين
أنا وأنتِ ظِلّان تعارفا ولم تتعارف ذاتياهما البعيدتان
عينان نهروان .. يسقطان في منتصف ناصيتي
فلا تُقرّر الا الصلابة في وجه القمر
أتسلّى ببعض ما عندكِ وانتظر قطرات ندى
اصحى لأراها على كتفي ... فامسحُها أنا بابتسام
ليس في علم الأساليب فكرة ..
تُنجد من تولَّه بأرض الغربة بالغرام
هذا الغرام هنا صعبٌ وأصعبُ منه التوق لأشياء قديمة
في جديدٍ يُشبهها ... تُقابله الذاكرة باحترام
لا نشوة الجديد تُدهشك بل وجه الشبة يُطاردك
اسألُ عنكِ وهل يكفي اقتطاع الروح في حرفٍ عربيٍ عابر !
نعم ..لا يكفي التسبيح بالنجوم حمداً لوجودكِ في عالمي المرهق
ولا يكفيكِ حصر احتمالات الحان العود العربية
لتفي بحق ليلةٍ معكِ ..أو قُبلة يدكِ الجوريّة
يا للرسغ البدوي الرائع ! ...يتناول ساعة حُليٍٍ رملية
تتناوبني إذ تتقلب ... ما أحلاها !... تصيغ الوقت بحرية .
لا تحوي الأرقام وفيها لمسة سحر سرية
أنا اتفق وفطنة خديكِ لأمارة الحب بعينيّ
واسأله استقبال الضيوف ...
وإغاثة الملهوف كما تقتضي العادات البدوية
فما دامت عاداتُ بلادي مجانيّة
والأبجدية ... فيها الوفرة جديّة
لما لا تكون مهدُ جنوني المقصودُ قصيدة
وتكوني أنتِ صِدق خُرافة حوريّة
أنتِ عنود بلادي وسرُّ استعماري القديم
وأنا عربيٌ مُدللٌ بالكُحل قابلٌ للاستعمار
ومُهللٌ لدفّة حُكم الحسناوات
وأخر همِّي وأوله رسم بهاءك بالكلمات
فأنتِ أولى خساراتي مع دول النساء
وأخر غارٍ يُنزع عن رأسي المُصاب بدوار حواء
سأتفهم كل خساراتي ... ودلالكِ الخمري ..
أتفهمُّ ....ما دمتِ معي هذا المساء
لطبعك الوافي ترتاح مصير شراييني في قلبي
ومعاناتي ترقى لسماء الأرواح
أروى ... ما أروى الليل حكاياتي ...ولا أثنى عليَّ الصباح
أريدك ملء عباراتي ...وأريد حقول التفاح
الكيّسُ يفطن للآتي والتالي بعمري أزمة عُمر ..
من منا سيشيخ وحيدا ؟... من منا يطير بنصف جناح ؟
يُودعُ قصة .... بغصة حلقٍ طعمَ الجمر
كزجاجة عطرٍ فارغةٍ ..يتحسرُّ آه ...لو ان العطر بها فوّاح
يا سيدتي هذا العمر ...لكِ فانتبهي كيف يمُر
...... هذا العمر شبه مُزاح .