.
كنت أخشى عليها منّي بين يديّ ،
وها هي تلوّح من بعيد بقلبٍ أبيض ،
لصقرٍ حُـرٍ يقبع منذ زمن على كفي ،
فَـقَـدَ قدرته على التحليق ، لاتزال تؤرقني
غَـقْـغَـقَـاته ، متوسلاً إياي أن أنزع
عن عينيه ( برقع ) أوثقت رباطه !
* * *
حمامتي البيضاء..
أخذت الأيام ما أخذت من هذا الطير..
ودجّنته المدينة ، حتى نسي أنه خلق وحشاً بحياته ، لا بطبعه..
ليس بجعبة هذا الطير سوى ( هدّة ) واحدة أخيرة سيحتفظ
بها إلى أرذل العمر ، فلربما إحتاجها من أجل أن يعيش فقط !
* * *
ذلك الطير اللا أسير وُلِدَ في قفص آسره..
لم يعرف ( صقّاراً ) غيره..
لكنه يعرف تماماً أنه مختلف عن كل ( الصقّارين )..
فلم ( يهدّه ) يوماً ترفاً..
ولا إصطاد به عصفوراً..
بل لم يترك له فرصة ليصطاد أي شيئ !
فقط عندما يرقُّ عليه ، ينتبذ به قصياً في قفارٍ لاتدبُّ عليها دابة ،
فيكشف عنه غطاءه ، ويطلقه ليحلّق على عينيه ، حتى يكِلّ ،
فيعود بمحض إرادته قبل المغيب ، لبرقعه ، وكف صقّاره !
* * *
حمامتي البيضاء..
تطيرين في مجاهل غابةٍ تعجُّ بالكواسر..
وتلوّحين لصقرٍ في دُجى برقع الأسر..
بين خوفي عليك ، وطير لم تُبقِ الأيام في قواه سوى ( هدّة ) أخيرة..
أناشدك أن تحطي على مايواليك من دوح ، لأرى ما أنا قاضٍ في أمر الطير ،
فلربما كانت ( الهدّة ) الأخيرة إليك وعليك..
فما نفع الرهان على ( هدّة ) في أرذل العمر ؟!
.