مجالس المتنبي (9) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
(( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 40 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 75373 - )           »          ( رسائل خاصة لبعض الأعضاء.. بالاسم ) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 47 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 4485 - )           »          فواصل شعرية ( 3 ) العيد (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 24 - )           »          لماذا يمنحك الصمت هيبة و تأثيرا ؟! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 242 - )           »          لأنتم أشد رهبة (الكاتـب : عمرو مصطفى - مشاركات : 0 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 589 - )           »          !!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 166 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-17-2009, 01:25 AM   #1
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي مجالس المتنبي (9)


المجلس التاسع
20/4/1430 ، 16/4/2009

قال أبو الطيِّبِ المتنبي :
أعزُّ مكانٍ في الدُّنَى سرْجُ سابحٍ و خَيْرُ جليسٍ في الزَّمان كِتابُ


وحيُ البيتِ :
المطالبُ لا تُنال إلا بهمة باعثة و نفسٍ حارثة ، و البقاءُ في الوجودِ بالشُّهودِ يكون بالمسارعةِ و المُطالعةِ و المُصارعة .
الكتابُ جليسُ الكاملين ، و أنيسُ البالغين ، يجدون فيه تلقيحاً ، و يُدركون تصحيحاً ، و ينالون تنقيحاً ، يُحصِّلون في صحائفه صُور الكمالات ، و يقتبسون دُرر الكلمات ، فلا ينأون عنه ، و لا ينفرون منه ، يُجددون الولاءَ له كلَّ آنٍ ، و يُديمون صُحبتَه كلَّ زمانٍ .
نظروا إليه صديقاً لا يكذب ، و ناصحاً لا يخدع ، و محايداً لا ينزع ، يُعطي دون أخذ ، و يبذُل من غيرِ منٍّ ، و يَهَبُ من غيرِ رجْعٍ .
لما كان الكتاب بتلك المنزلة حظي بعناية الاهتمام ، و رعاية المقام ، و أقيمتْ لتحقيق غايته العلائمُ ، ووضعت القواعد ، حتى يَغدو المُمسِك به مُدرِكاً مراده ، محصِّلاً مطلوبه .
الكتابُ مصدرُ وعي البشر ، و مُستودَع سرِّ الحضارات ، فلم نكن لنعرفَ أحوال الحضارات القديمة لولا تخليدها في الكتب ، و لم نكن لنعرفَ ما فيها لولا معرفتنا بالقراءة ، فالكتابُ مستودعٌ و القراءة مفتاحٌ .
تحصيل مخزون الكتابِ يُدرك بمهارة الكشف عنه ، و المهارات علمٌ و ذوقٌ ، فكلُّ قاريءٍ يعرفُ كَتِفَ كتابه ، و الأذواقُ لا تتكوَّنُ في المعارفِ إلا بعد دراية بأصولها .
الاهتمام بالقراءة من مهامِّ القِوام البشري ، فلا يستطيع إنسانٌ أن يُقيم شيئاً على أصوله إقامة سليمة إلى حدٍّ كبير إلا بعد أن يقفَ على شيءٍ يُبَيِّن له كيفية ذلك ، و زمنَه ، و أشياءَ أُخر ، و من سُبُل الوقوف : القراءة ، و حين تغيب القراءة في عُنصر حضارة من الحضارات فإنها ستختلُّ و يعتريها نقصٌ و عَوَرٌ ، و لكل حضارةٍ قراءة تناسبها ، فليست القراءة حصراً على مرور العين على أحرفٍ يُدركها العقلُ فيقف على مقاصد الوجود ، و لو كانت القراءة بهذا الحصر لَمَا قامتْ حضارات لا يعرف أهلها الحروف ، و لَمَا قامت حضارات غارقة في العظمة في حين لا حروف موجودة ، فالقراءة وسيلة لإدخال المعرفة إلى العقل ، قد تكون حروفاً ، و قد تكون رموزاً ، و قد تكون حقيقة أو خيالاً ، إلا أنها تنتهي إلى كسْبٍ لمعرفةٍ تُضافُ إلى العقل البشري لتُقام به حضارة .
و إذ كانت القراءة بهذه المكانة كان من الضروري الوقوف على ما يجعل أثرها متحققاً ، من خلال إشارات وجيزة ، درءاً لمفاسد الإخلال ، و منعاً لحصولِ تَبِعاتِ الفوضوية و الإعلال .
فتحديد الغاية من القراءةِ من الأشياء الضرورية لإدراك منفعتها ، يختلف الناسُ في الغايات من القراءة ، و باختلاف الغايات اختلاف الوسائل ، فكل غاية لها وسيلة تتناسب معها ، و التناسُبُ بين الأشياء من قوانين الكون الكبرى .
الغاية تحدد وسيلة الوصول إليها ، فينبغي للقاريء أن يعرفَ الوسائل التي توصله إلى غايته ، فيأخذ منها الأنسبَ لحاله ، و الأجود أثراً ، و الأضمنَ تأثيراً .
التعرُّف على الكتابِ ، و ما يحويه من أبحاث مهمٌ ، فليس كل كتابٍ يَفي بغرضِ الغاية ، كثيرون يَقعون في اقتناء كتاب لغرضٍ يريدونه ثم ينتبهون بعدُ إلى أنه ليس هو ما يأملون منه أن يكون مغنياً ، فكتابٌ يُغني عن غيره و لا يُغني غيرُه عنه هو المقصود بالاقتناء ، فتفادياً لتلك الحالة لزم التعرُّف على الكتابِ بالنظرِ في مضامينه ، و القراءة لبعضها .
وليست كل الكتبِ في موضوع واحدٍ تتشابه في المُعطياتِ و المضامين ، ففي كتابٍ ما ليس في غيره ، ففي حين القراءة في كتبٍ ذات موضوعٍ واحدٍ لتكن القراءةُ مراعيةً التفرقةَ ليُدرك ما في الكتب من مفارقاتٍ مفرَّقاتٍ ، و حين نقرأ بنظرة التشابُه نفقد الإفادة منها ، فاقرأ بعين التفارُق لا بعين التشابُه .
آلية القراءة تُحقق الكثير ، فحركة النظر ، و استصحاب القلم ، و الإعلام على فرائد المنثور ، و الإشارة إلى جوهر المقصود ، كلها تدلُّ على انتباه العقل ، و تُبرهن على مدى استيعابه ، و الآلية لا شيءَ يحكمها ، فلكل قاريء آليته .
الصلة بالكتابِ من الضروريات القرائية ، فبمجرد وجود الكتاب قريباً من القاريء يبعث الولاء له ، و يجعل القلب مرتبطا به ، و الروح متعلقةً به ، حتى لو لم تكن هناك إمكانية للقراءة فيه ، فلا يبتعد الكتاب عن العين ، فالبعيد عن العين بعيد عن القلب ، ليكن الكتابُ صاحباً و جليساً مهما كانت حالة مجالسته و صحبته .
في ضبط القاريء أصول قراءته تتحصَّل له خيرية مجالسة الكتاب ، و ما غابت لذة الكتابِ إلا لما غابت مهارة قراءته ، و مهارات القراءة لا تُحصى في محلٍّ ، فلا زالت تتجدد كتجدد الكتاب و القراءة ، لهذا فإن ملاحظة و متابعة تطوُّر فنون القراءة من فطنة القاريء ، فالقارئ ابن عصره فلا يعشْ في غيره .

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله العُتَيِّق ; 04-17-2009 الساعة 01:28 AM.

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:22 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.