السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم جميعا في أول مشاركة لي بهذه القصيدة
من ديواني (همس الروح) المنشور عام 2006
====================================
أعرِفُ عنكِ كلَّ ما
حَرَصْتِ ألاَّ يُعرَفا
وكلَّ ما ظننْتِ أنَّهُ ..
عنِ الناسِ اختفى
أعرفُ ثلجًا .. خلفَهُ
مِنقَلُ جَمْرٍ ما انْطَفَى
ونظْرةً حائِرَةً
فيها الغُموضُ قدْ غفا
وألفَ ألفِ لَفتةٍ
لم تدرِ ما مَعْنى الوفا
بقيَّةٌ مِنْ غُصنِ بانٍ ..
قد أَبَى أنْ يَنشَفا
ومَسحةٌ مِنَ الْجَمالِ ..
حُسنَها .. ما ألطفا !
ونُتفةٌ مِنَ النقاءِ ..
نُتفةٌ مِنَ الصَّفا
وبعضُ ذِكرياتِ دهْرٍ
كلُّ ما فيهِ عَفا
أعرفُ حُلْمًا قدْ غَدا
مُؤجَّلاً مُسَوَّفا
يَصرُخُ فيكِ كلَّما
أحكمْتِ قيدَهُ : كفى
العُمرُ يَمْضي ..
والْحَياةُ كلُّها على شَفا
ماضٍ يناديكِ ..
وآتٍ عن نِداكِ استنكَفا
وحاضرٌ بلا حُضورٍ ..
موشِكٌ أنْ يُنسَفا
وأنتِ بين ذا وذاكَ ..
ذَرَّةٌ على صَفا
تبكينَ .. تَحْلُمينَ ..
أنَّ الدهرَ قد تَوقَّفا
عَرفْتُ عنكِ كلَّ ما
حَرصْتِ أنْ لا يُعرَفا
ولم تكنْ معرِفَتِي
حُبًّا وحِسًّا مُرهَفا
ولم يكُنْ إلاَّ فُضُولٌ ..
خلفَ ماضيكِ اقتفَى
فلا تُراعي .. إنَّني
أَسْلَمْتُهُ إلى الْخَفا !
***