يقول :
و هناك فريقٌ من الناس يصعبُ عليهم إستبصار المستقبل، و بخاصة الرؤية التفاؤلية له، من هؤلاء فريقٌ من الأذكياء، فالذكي غالباً ما يسوقه التشاؤم أكثر من التفاؤل، لأن التشاؤم عليه أدلة و وقائع أكثر عند المتوجس، و لأن الذكي الحذر يكثر من الإحتياطات، و يجمع ما يسندها من المعلومات، و علاج الذكاء المتشائم هو الإرادة الجادة التي تساعد في التخفيف من الرؤية السوداوية للذكي، و تجعل العقبات محلا لإختبار إقدامه.
و هنا يضيف مجموعة فرعية تندرج تحت هذا النوع :
و يتبع هؤلاء من سيطرت عليهم و على ذكائهم موجة الولع بالإحصاء السلبي، و هذه الفئة استع دورها في غير المجتمعات الإسلاميةن فتنشر المعلومات المرعبة، و تفرح بهان و تؤكد على رأيها عن طريقها، و هذه المعلومات بأيدٍ تنحاز للرقم و لا تؤمن بالقدرة على التغيير و الإصلاح، و لا تعتبر أصل سلامة الفطرة عند الناس، و سوف تصنع التشاؤم دائماً، لأنها لا تقرأ إلا الإنحراف.
و يقول عن النوع الثاني:
و فريق آخر يصعب عليه التفاؤل أيضاً، و هو الفريق المذهبي، أو الأيديولوجي المتحزب لفكرة أو تصور مغلق، لأنه يرى العالم من خلال ربح و خسارة فريق صغير أو فصيل ينتمي له، و يرى فيما عدا ذلك خسارة مركبة، فمجال ربحه من أي موقف محال صغير، مجال انتصار حزبه و فكرته المحدودة، و يضيق الدينا على الخير، و قد يكره النصر لفكرته لو تحقق على يد غيره.
النوع الثالث :
و صاحب التقوى، الذي يشغله دائماً الخطأ، و تصعب عليه الإنحرافات، و يحصي التجاوزات، و يراقب المعاصي صغيرها و كبيرها، و يرى الناس دائماً من سوء إلى سوء، و يلذ له أن يقدم سجلاً بالحوادث التي يفسد فيها الناس و يتجاوزون حدودهم، و تكثر أخطاؤهم، فالخير في عينيه دائماً قد ولى ظهره و غاب، و لم يعد في القادم من خير، و يشغل نفسه بنوع واحد من النصوص، نصوص فساد الناس و الزمان، و كثرة إنحرافات الناس، و التشاغل بهلاكهم.
انتهى هنا الإقتباس من الكتاب، و فيه ستجدون علاجاً للتشاؤم مهما كان النوع الذي
تحملونه منه، و ستجدون مفكراً إسلامياً من طراز .... لا لن أتغزل فيه، فلا بد أنكم
تعرفونه و إن لم تكونوا تعرفونه، فيجدر بكم أن تتعرفوا عليه سريعاً، فهو مفكر ينتمي
على فئة الكبار جداً جداً.