:
ملحمة الضوء تهاجر حقول السنابل النائمة
بالأمس عانقت الأفق المتثائب
وأيقضت مع جسور الوسائد الوثيرة بالبؤس
ثريا الأمل!
قبلّت تقاطيع الأغصان,
وكادت تزهو هالة من الإشراق..
لكن الأيدي الرمادية كانت تعمل بجهد!
نهر التوّق... والآهات,
فارِسٌ يطارد الرمال..
يُبرق لكل الصخور..
يأمرهم بإستعمار كل الجزر الهادئة على شفاه
النهار..
عروس الحقل تنهض مذعورة من مخدعها..
صوتٍ آتٍ من أقصى الصمت!
(ظمآن عروستي,فماذا تخبئين لي تحت قدميكِ؟)
ابتسمت إبتسامة باكية!
وقالت بحشرجة:
ما زال في الحياة بقية,
تشقق أهداب الغسق..
وتغرس في وريد الطريق قلباً قد احترق!
وعينان خُلقت لعرافات الأرق!
الليلة يبدأ الحفل
يا سوسنة المسافات الشاردة..
تتلوّن على جدران خيمتك الشموع!
ترقص عشتار
وتترنم النخيل والأشجار
وتصلي بخشوعٍ لكِ الأوتار!
شربت الوجنة قطرات الدموع..
رحل التاريخ بين خوابي ذاكرة الزمن!
انتصب على عرش أغلال القهر
عشق مبطن بالرياء..
يسجد تحت قدمي السنابل,
ويرتلُ تلاوةغريبة...
سأنسى أن ألملم بقايا أشلاء قلبي..
ولن أخلق نفسي من جديد!
